الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مقالة في فصل الدين عن الدولة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كل إنسان منا قد أتى إلى هذه الحياة على غير إرادته، وسيذهب عنها على غير إرادته أيضا. ومن علم أن هذا هو المصير، كان لا بد أن يستقيم، ويبحث عن دوره في هذه الحياة الدنيا وما هو مطلوب منه فيها.



إلا أن الدنيا وما فيها من هوى تُبعد أحيانا المسلم عن الصراط المستقيم، فيقع من حيث يدري أو لا يدري في شراك شياطين الجن والإنس، ومن هذه الشراك فكرة فصل الدين عن الدولة.



فقد يلتزم البعض بأحكام الصلاة والصيام والزكاة والحج ويكثر من الاستغفار والتسبيح والسنن ولكنه لا يعبأ بأحكام الحكم أو الاقتصاد أو الاجتماع أو السياسة أو غيرها، فيكون بذلك قد فصل الدين عن الدولة، ومسخ وحرّف دين الإسلام كما مُسخت وحُرفت النصرانية واليهودية، رغم أن أحكام الحكم والاقتصاد والاجتماع والسياسة انبثقت من صلب عقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله، فالذي قال (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ) قال أيضا (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ )، والذي قال (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ ) قال أيضا (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ )، والذي قال (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ) قال أيضا (هوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)، والذي قال (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا) قال أيضا (قُمْ فَأَنذِرْ)، والذي قال فيه عز وجل (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) قام أيضا بمصارعة أفكار الكفر ومكافحة الحكام، والذي قال (خذوا عني مناسككم) قال أيضا (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)، والذي قال (صلوا كما رأيتموني أصلي) قال أيضا (أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك)، والذي قال (اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ) قال أيضا (لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ، وَلَتأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا)، والذي قال (وأطلقوا اللحى) قال أيضا (يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ما تركتُه)، وهكذا.


فليكن التزامنا بدين الإسلام كله دون اتباع هوى، ودون فصل للدين عن الدولة. ولنعلم أن الله تعالي يقول في محكم التنزيل (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). فمثقال الذرة من الشر أو الإثم سنحاسب عليه، فلا يستصغر أحد منا ذنبا من الذنوب. فقد دخلت امرأة النار في هرة، ودخلت امرأة النار لأنها كانت تؤذي جيرانها، وعُذّب رجل في القبر لأنه لم يستبرئ من البول، فما بالكم بمن فصل الدين عن الدولة؟!

 

 


كتبه: أبو عيسى

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع