الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مقالة الجنرال السيسي الذي تموله أمريكا لترويع المصريين يعمل على استعادة نظام مبارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لقد أذهلت ممارسات الرعب التي قام بها الجيش المصري بقيادة السيسي في 14 من أغسطس/آب 2013م العالم، حيث قام الجيش وقوات الأمن المركزي والشرطة السرية بذبح المتظاهرين في القاهرة بشكل عشوائي وبلا رحمة، حتى امتلأت الشوارع بالقتلى والجرحى، وأصبحت تقطر دماً، وتحولت زواياها إلى مستشفيات ميدانية.


وبدلاً من أن يتراجع السيسي ويندم على جرائمه، أدانت ما تسمى بالحكومة المؤقتة ممارسات المتظاهرين! حيث قال مطية السيسي، رئيس الوزراء المؤقت (حازم الببلاوي): "ترويع الناس عن طريق حمل السلاح وإثارة الفوضى في الشوارع والاعتداء على الممتلكات العامة وتجاهل مصالح الناس ليس من حرية التعبير، بل هو انتهاك لسيادة الدولة لا سيادة الشعب فقط، وعلى الدولة أن تستمر في إدارة شئون البلاد، ولا بد أن يحترم الشعب سيادتها"!


يا لها من مفارقة! أليس الجيش هو نفسه الذي استخدم الدبابات والجرافات والقوات المدججة بالرشاشات والقنّاصة وقنابل الغاز المسيل للدموع- كما لو أنّها ألعاب نارية احتفالية- لبث الرعب في قلوب الرجال والنساء والأطفال؟! ألم ينتهك سلاح الجو الإسرائيلي حرمة الأجواء المصرية و"سيادة" الدولة من خلال الهجمات التي قام بها ضد نشطاء جهاديين في سيناء منذ بضعة أيام فقط؟! لماذا لم يستغل الجيش معداته للدفاع عن مصر والمحافظة على سيادتها؟! وأيّة سيادة هذه التي يطالب السيسي الناس باحترامها، وجيشه لا يستطيع الدفاع عن سلامة أراضي مصر وأهلها؟!


لم تكن أفعال السيسي وجرائمه بحق المتظاهرين عشوائية، بل خُطط لها بدقة وعناية من قبل أسياده في واشنطن، فحينما زار وزير الخارجية الأمريكية (وليام بيرنز) واثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي (جون ماكين، وليندسي غراهام) السيسي، أعطوه خطة أمريكا في إنهاء اعتصام مؤيدي مرسي، فقام السيسي بعدها مباشرة باللقاء مع قادة المعارضة الإسلامية تحت ذريعة المصالحة، وهددهم بأنّهم إذا لم ينفضوا ويتعاملوا مع الجيش سيرون منه وجهاً آخر، وبالفعل فقد رفضت المعارضة الإسلامية التعاون على الرغم من الضغوط الدولية، فقام الجنرال السيسي بتعيين 25 محافظاً، منهم 19 جنرالاً من الجيش والشرطة، و2 من المدنيين من فلول الموالين لمبارك قبل يوم واحد من بدء عمليات القمع، وقد كان ذلك تهيؤاً للبدء بفرض حالة الطوارئ ودخول البلاد في حالة عدم الاستقرار لمدة طويلة. وهكذا، وبعد 6 أسابيع فقط من الإطاحة بمرسي من منصبه، عمل الجنرال السيسي على استعادة نظام مبارك إلى السلطة بشكل كامل.


أما بالنسبة لحكام الإمارات العربية المتحدة وتركيا والسعودية والكويت، الذين تظاهروا بالذهول أمام أعمال العنف التي ارتكبتها القوات المسلحة المصرية، فهم جميعاً يتحملون وزر أعمالها. فـ13 مليار دولار التي أُعطيت لمصر قد شجعت السيسي وغذت ممارسات العنف ضد المصريين، وعلاوة على ذلك، فإنّ هذا المال يوفر غطاءً لأمريكا إذا أرادت تعليق معوناتها التي تبلغ 1.3 مليار دولار لخزينة السيسي، إذا لزم الأمر استرضاءً للرأي العام، وتكون مطمئنة حيال ذلك لأنّ عميلها لديه ما يكفي من المال لسحق المعارضة، وشراء ذمم كبار الضباط، وإغداق الجنود المصريين الفقراء بالمال للقيام بقتل إخوانهم المسلمين.


هذه ليست المرة الأولى التي نشهد فيها الوجه القبيح لقيادة الجيش، وليست المرة الأولى التي نشهد فيها قيادة الجيش تتدخل لحماية المصالح الأمريكية من خلال إحياء نظام مبارك واستخدامه لمحاربة أهلنا. ففي بداية الثورة كان المشير طنطاوي وأمريكا، ثم المجلس العسكري وأمريكا، واليوم السيسي وأمريكا! فهل سيسمح الناس باستمرار هذا النمط من الاستبداد والاعتداء على الإسلام؟ أم أنهم مقدمون على القيام بشيء حيال ذلك؟ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ" [صحيح البخاري].


إنّ أمريكا تعلم بأنّها لا تتمتع بأية مصداقية بين المسلمين، أو حتى بين أولئك الذين يتشدقون بالأفكار العلمانية وقلوبهم مع الإسلام، وحتى عملاؤها في المعارضة يشعرون بالخزي والعار لأنّهم لا ينأون بأنفسهم عن إراقة الدماء.


إنّ أمريكا تعلق آمالها بآخر حبل نجاة لها، وهو السيسي وعصابة صغيرة من الضباط العملاء، الذين يقومون بتنفيذ مؤامرتها، قال الله تعالى عنهم: ((وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ)) [البقرة:14-16].


لقد حان الوقت للمسلمين كي يتغاضوا عن أخطاء إخوانهم ويتسامحوا فيما بينهم ويقفوا صفاً واحداً ضد السيسي وأسياده الأمريكان، ويتذكروا قوله سبحانه وتعالى: ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) [آل عمران:103].


لذلك فإنّ علينا التقرب من الجيش واستمالة المخلصين منهم لينقلبوا على عميل أمريكا (السيسي)، وعلينا الالتفاف حول المخلصين من حملة دعوة إعادة إقامة الخلافة الراشدة، فدولة الخلافة هي التي ستحرركم من القبضة الأمريكية وترعى شئونكم، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)) [الأنفال:24].

 

 


أبو عثمان

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع