الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مقالة الإنتقال الديمقراطي هو تمكين للغرب وترسيخ للوصاية على المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم


التقى مبعوثُ الخارجيّة البريطانية ألستر بارت رئيسَ حركة النهضة راشد الغنوشي يوم 12/09/2013، أكّد فيه على ضرورة تكاتف القوى من أجل إنجاح التّجربة الدّيمقراطية في تونس، وقد تلا اللقاء تصريح متلفز لراشد الغنوشي أعلن فيه وجود إرادة أوروبية في إنجاح الاستقرار والتوافق الوطني. كما التقى مبعوثُ الخارجيّة البريطانية رئيسَ حركة نداء تونس المعارض الباجي قايد السبسي في اليوم نفسه، في محادثات حول كيفيّة إنجاح الانتقال الديمقراطي في تونس حسب رؤية الحركة. وفي إحدى قنوات التلفزة صرّح المعارض أحمد نجيب الشابي أنّ مبعوث الخارجيّة البريطانية قد زاره وأطلعه على المخاوف من انحراف الوضع في تونس إلى العنف والفوضى. وقبل ذلك أكّد السفير البريطانيّ في تونس "هاميش كويل" أنّ المملكة المتحدة حريصة على العمل مع الحكومة والشعب التونسي لمواجهة هذه التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية من أجل ضمان نجاح الانتقال الديمقراطي.


إنّ هذه اللقاءات والتّصريحات، التّي تقع تحت مسمّى إنجاح الانتقال الدّيمقراطيّ، تعكس مدى حرص الغرب على تثبيت النّظام الجمهوريّ العلمانيّ الذّي يبقي البلاد والعباد تحت وطأة الاستعمار الغربيّ وظلم النّظام الرأسماليّ، والذي يحول دون عودة الإسلام إلى الحكم. وأدواته في ذلك هم السّياسيّون بشقّيهم العلمانيّ والإسلاميّ "المخفّف"، المضبوعون بثقافته، الغافلون عن قوله عزّ وجلّ: [يا أيّها الذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنّصارى أولياء" وقوله عزّ وجلّ: "يا أيّها الذين آمنوا لا تتّخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين]. بل قمّة الولاء أن سخّروا أنفسهم خالصة لخدمة الغرب؛ فقد تلا هذه اللقاءات والتّصريحات حراكٌ سياسيّ يعمل على تقريب وجهات النّظر من أجل تحقيق وفاق وطنيّ يسرّع ولادة الدستور الجديد، الذي ينص على مدنيّة الدّولة ونظامها الجمهوريّ الدّيمقراطيّ.


إنّ على الأهل في تونس أن يتنبّهوا لمدى خطورة هذه الخطوة التّي تأتي عقب خطوات ماكرة تهدف إلى الالتفاف على الثّورة وإجهاضها، وهو ما يعتبر إهدارا لكلّ تلك التّضحيات التّي أقيمت من أجل اقتلاع الطاغية بن علي ونظامه فيذهب مطلب "الشّعب يريد إسقاط النظام" سدًى؛ لأنّ الثّورة لم تقم من أجل استبدال عميل بعميل.


لذلك فإنّ على أهلنا في تونس أن يسارعوا إلى مغفرة من الله ورحمة؛ بنبذهم لهذا المخطّط الاستعماريّ الذّي يناقض عقيدتهم، ووضع أيديهم بيد إمام عادل يتّقي الله فيهم يبايعونه على الإسلام؛ فينصرهم الله على أعدائهم ويعمّهم الخير في الدّنيا والآخرة. وإن تنصروا الله بنصرة دينه، عقيدته ونظامه، ينصركم ويثبّت أقدامكم، وعدًا منه سبحانه والله لا يخلف الميعاد.


قال الله تعالى: [فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ]. المائدة (52)

 

 

 

سلمان الغرايري

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع