الإثنين، 30 محرّم 1446هـ| 2024/08/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق التقارب الإيراني الأمريكي ليس وليد الساعة

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


أوردت البي بي سي بتاريخ 16/10/2013 - أثار التقارب الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران، والذي جسدته المكالمة الهاتفية بين الرئيس باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني، موجة من التفاؤل والحماسة بين المعلقين أو حتى بعض الدبلوماسيين.


إذ بزغ في التوصل إلى تسوية للنزاع القائم منذ فترة طويلة بشأن برنامج إيران النووي في غضون عام.

 

التعليق:


لا شك أن مؤشر الغزل السياسي الأمريكي- الإيراني في تصاعد ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث ازدادت التصريحات (المتفائلة) بين الجانبين المتعلقة بمستقبل العلاقات بين البلدين، سواء أكانت هذه التصريحات من طرف البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون، أم كانت من طهران وملاليها وقياداتها السياسية.


ولكن قد يتساءل المرء: هل حقا التقارب الأمريكي الإيراني هو وليد الساعة، أم أن الإعلان عنه وتصفية الأجواء ومد الجسور الإعلامية والعلنية هي الجديد في الأمر.


وبالطبع فإن الجواب على هذا التساؤل ليس صعبا، فبمجرد مراجعة الدور الإيراني خلال الثلاثة عقود الماضية، سواء بالملف العراقي أم الأفغاني أم اللبناني أم الفلسطيني أم فيما يتعلق بالنووي الإيراني، وآخرها التدخل السافر في الملف السوري يثبت حقيقة التواطؤ الإيراني مع البيت الأبيض والتفاني في تحقيق مصالح أمريكا في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط بل ليصل صداه إلى أوروبا وروسيا أيضا.


أي أن إيران لبست ثوب المقاومة والممانعة ومحور الشر، ليكون الأنسب لها في تحقيق الخطط الأمريكية الخاصة بالملفات المذكورة من وراء حجاب، إلا أن هذا الحجاب قد بات براقا لامعا شفافا لا يمكنه تغطية الدور الإيراني وحقيقته كما كان سابقا، ويمكن لنا أن نجزم بأن ثورة الشام كانت السبب الأعظم في كشف هذا الدور الخبيث لإيران، حتى باتت عوراتها لا تخفى على العوام من الناس، بعد أن ظن البعض قبل عامين أو أكثر بأن إيران قد تكون أملا لهم في القضاء على النفوذ الغربي وقواعده المتقدمة في المنطقة، فإذا بها تتكشف حقيقتها وأنها ليست سوى حربة أخرى لأمريكا تسخرها لتثبيت الهيمنة الشاملة على المنطقة ومنع انعتاقها من أخطبوط الاستعمار وعرقلة بناء نظام إسلامي حقيقي على أنقاضه.


إن خوف أمريكا والغرب من تحرر الشعوب الإسلامية وتصميمها على استعادة سلطانها وبناء دولتها العظمى، جعلها تعمل على تجميع قواها لمواجهة المارد الإسلامي الذي يأبى أن يعود لعصر الخنوع، ويعمل على هدم قواعد الاستعمار وعملائه من الحكام، وإن تربع ثورة الشام على عرش الثورات وتميزها كنبراس للتغيير الحقيقي، أدى لدق نواقيس الخطر في واشنطن ولندن وموسكو وباريس، مما حذى بهم للتوجه نحو النظام الخائن في إيران ليساهم بكل ما أوتي من قوة لمنع انتصار ثورة الشام، ومؤازرة النظام الغاشم في دمشق ليبقى أداة قاتلة بيد أمريكا والغرب، وقد أبلى حكام إيران بلاء خبيثا في محاربة الثورة الإسلامية في الشام، وأثبتوا ولاءهم لأمريكا، وفي الوقت نفسه فقد كانت نتيجة ذلك التدخل السافر لإيران، أن انكشف الوجه الحقيقي لها وحجم عدائها للإسلام وللخلافة الإسلامية كمشروع مطروح بثقل كبير في سوريا، مما جعل أمريكا تعمل على إعادة (تأهيل) إيران سياسيا عبر القبول بمشاركتها بأي حل في سوريا، وفتح أبواب الدبلوماسية بشكل أكثر وضوحا فيما يتعلق بالملف النووي، وتغييب خطاب التهديد لها ولو كان ذلك زورا وبهتانا، مما جعل المراقبين يتنبهون لهذا التقارب الإيراني الأمريكي، وهو في حقيقته يبرز التعاون المطلق بين إيران وأمريكا ودور إيران في محاربة المشروع الإسلامي التغييري في الشام وفي المنطقة بأسرها، لتكون صخرة صماء تضعها أمريكا في وجه هذا المشروع ظنا منها أنها قد تنجح في ذلك.


إن كشف الدور الإيراني يضعف قدرتها على أن تكون أداة لتنفيذ بعض السياسات الأمريكية في المنطقة، بل إن ذلك يعد فشلا لعقود من المؤامرات التي حاكتها أمريكا للتعمية على الدور الحقيقي لإيران وحلفها الممانع في سوريا ولبنان، وإن في هذا الكشف بشرى للمسلمين بأفول نجم أمريكا وعملائها، وبزوغ نور الإسلام من الجهة الأخرى.


فلتخسأ أمريكا وليخسأ حكام إيران، فالنصر حليف المؤمنين، وإن غدا لناظره قريب.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو باسل

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع