السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

وماذا في جعبتكم أيضا ضد المرأة المسلمة يا أعداء الإسلام!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كانت المرأة المسلمة وما زالت هدفا للغرب وأعوانه ولكل من يحارب الإسلام، وتفنن في هذه الحرب وتعددت أساليبه وحِيَلُه، فرمى شباكه من كل نوع ولون.. وأعطاها أسماء متعددة جذابة، تكلم عن الجندرة وحقوق المرأة ومساواتها وحريتها.. خدعها بشعارات جوفاء وأعياد ما أنزل الله بها من سلطان مثل يوم المرأة العالمي.. نادى بسفورها وخروجها من بيتها غير محصنة بالدين ولا بالأخلاق.. فهو يريد المرأة المسلمة مثل المرأة الغربية، مجرد سلعة يستفيد منها وحين ينتهي منها يلفظها ويرميها حتى لو كانت أمه التي اهتمت به ورعته صغيراً.


وكانت الجمعيات والمراكز النسوية من أهم الوسائل التي دخل بها الغرب وموّلها لتنفيذ مخططاته هذه ضد المرأة المسلمة، هذه الجمعيات التي انتشرت كالنار في الهشيم في العالم الإسلامي والعربي حاملة لواء الدفاع عن المرأة وحقوقها مع أنها في حقيقتها تخدم المُمَوِّل وأهدافه الخبيثة الذي يسعى إلى تفكيك الأواصر المجتمعية والأسرية ليزداد تفرق أفرادها وتشرذمهم ليحول ذلك دون وحدتها ونهضتها. فهي تدس السم في العسل بالخدمات التي تقدمها مستخدمة أساليب متعددة لتنفيذ خططها الماكرة وبث سمومها بشعارات خادعة عن حقوق المرأة وتمكينها ومساواتها.. فهم يغرسون في عقلها أنها في الأصل عاملة وليست أمًّا وربة بيت، فلا تفكر بالزواج أو الأمومة قبل أن تحصل على الشهادة والوظيفة، وفي الوقت نفسه يشجعونها على التبرج والسفور والاختلاط بحجة الحرية الشخصية! فإلى ماذا يهدفون هنا غير نشر الفسق والفساد! وكذلك يريدونها، بما أطلقوا عليه مصطلح "التمكين" وعقدوا له الندوات والمؤتمرات، أن تتمرد وترفض قوامة الرجل وولايته عليها وتصوير ذلك أنه ذل وخنوع وظلم تستطيع الخلاص منه.. هذه الولاية التي بإلغائها تُباع المرأة وتشترى بأساليب براقة كاذبة مستغلة أن هناك هضمًا لبعض حقوقها نتيجة موروث اجتماعي بعيد عن الأحكام الشرعية التي أنصفتها وأعطتها حقوقها كاملة.. هذه الأحكام التي لو طبقت لكانت السياج الحامي لها من الظلم والاستغلال والتحرش التي تدعي تلك المراكز أنها تحمي النساء منها.


نعم.. إن تلك المراكز تعمل على تشويه أحكام الإسلام الخاصة بالنظام الاجتماعي، ومن أهم هذه الأحكام أن المرأة عرض يجب أن يصان.. فاختزلوا بتفكيرهم السطحي وأفقهم الضيق هذا الحكم إلى معنى "جسد يجب أن يغطى"، وادعوا أن في هذا إهانة لها ولإنسانيتها ولكرامتها وتعدّيًا على حريتها الشخصية! مع أنهم لو فكروا قليلا لوجدوا أن حشمتها وسترها لجسمها هو قمة الكرامة لها ولإنسانيتها، فنحن عندما نريد الحفاظ على الثمين والغالي نغطيه عن أعين الطامعين به.. وهذا واضح في قوله تعالى: ((وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))، وقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: «إن المرأة إن حاضت لم يصلح أن يُرى منها إلا وجهها وكفاها».. وحتى حين أوجب وجود محرم معها حين السفر مسيرة يوم وليلة في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم» فهذا لحمايتها ورعايتها وليس عدم ثقة بها أو حجرًا على حريتها وراحتها أو تحكّمًا بها كما يدعي أعداء الإسلام.. وليس لأنها بلا عقل ولا مشاعر! أم أن هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة غير مفهومة المعنى!


"عرض يجب أن يصان" يعني الأمن والأمان.. يعني الرعاية والعناية التي أمر رب العزة الرجل بها سواء أكان أبًا أم أخًا أم زوجًا أم ابنًا، وجعلها ملكة متوجة في بيتها لها عليهم حق النفقة واجبا وليس منَّة ولا تفضُّلا.. ولا يعني أن تُحبس في البيت أو يُنظر لها بدونية أو يُنظر لها فقط كجسد.. ولا يعني أن تُمنع من التعليم أو من العمل.. لا يعني أيا من المعاني السلبية التي يحاول أعداء الإسلام تضليل النساء بها..


"عرض" يعني حمايتها من الطامعين بها ومن الناظرين لها كجسد فقط يتاجر به.. وتجارة الجسد تتعدى المعنى المعروف له.. حيث يندرج أيضا تحت تلك التجارة مسابقات الجمال وعروض الأزياء التي تقاس قيمة المرأة فيها بمحيط خصرها وجمال شعرها وقدها الميّاس.. أم أنه ليس في هذا إهانة لعقلها ولإنسانيتها!


تجارة الجسد تعني وجودها في معظم الإعلانات التجارية بصورة تستغل أنوثتها وتجعلها مجرد وسيلة ترويجية للسلع بصورة مهينة.. فلا تظهر دعاية إلا وصورتها عليها.. فبالله عليكن يا من تحملن لواء الدفاع عن إنسانية المرأة وكرامتها: هل في هذا احترام لإنسانيتها أم استغلال لجسدها في تلك العروض! وهل اشتراط حسن المظهر والشكل والخضوع في القول لعدد من الوظائف هو احترام لعقلها أم اختزال لكفاءتها بجمال جسدها وفتنتها!


وتستغل تلك المراكز ما يسمى "جرائم الشرف" التي هي موروث اجتماعي لا علاقة للدين به لنشر سمومها.. فليس هناك حماية للقاتل وظلم للضحية كما تصوره تلك الجمعيات، فهي جريمة يشترك بها الطرفان وإن ثبتت يحاكم عليه الاثنان حسب الأحكام الشرعية في الإسلام. وهي ليست بظاهرة في العالم الإسلامي والعربي حتى تُسن لها الأقلام والألسن وتُعقد حولها الندوات والمؤتمرات.. بل هذا هو تنفيذ لخطة إعطاء الفتاة أو المرأة الحق بأن تفعل ما تشاء كيفما تشاء وقتما تشاء حتى لو كان في ذلك تجاوزٌ لأحكام الإسلام وتشريع رب العالمين بحجة الحقوق والحرية الشخصية... فالشرف ليس محصورا بجسد كما يدعون بل هو منظومة اجتماعية سلوكية أخلاقية أسرية يتم المحافظة فيها على المرأة وعرضها وكرامتها كإنسان وقارورة حث ديننا الحنيف على المحافظة عليها ورعايتها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رفقا بالقوارير» مثلما حث على الحفاظ على حقوق كل فرد فيها.


وهناك من هذه الجمعيات من تدعي - خاصة في فلسطين - أنهن يعملن من أجل النضال والكفاح الوطني.. وأنهن يساعدن النساء على مقاومة الاحتلال وعلى الصمود.. وكأن هذا النضال يكون بما تقوم به تلك الجمعيات من مشاريع ظاهرها الرحمة وباطنها فيه العذاب والتي تفسد المرأة أكثر.. فمن خلالها تتمرد المرأة على أحكام الشرع التي هي أحكام رب العباد، وتعمل للتخلص من تلك الأحكام مثل حرمة الاختلاط والخلوة والسفور والتبرج.. وغير ذلك من أحكام تصورها على أنها قيود تكبلها وتمنعها من العمل ومن الكفاح وتحط من كرامتها وإنسانيتها.. هذه الكرامة والإنسانية التي ضمنها الإسلام لجميع رعايا الدولة مسلمات كنَّ أو نصرانيات والتاريخ مليء بأمثلة على هذا التكريم لمن يقرأ التاريخ الصحيح.. وإن النضال الحقيقي إنما يكون من أجل إرجاع تلك الحقوق بإعادة تحكيم شرع الله وتنفيذ أحكامه.


فاتقوا الله في أنفسكم وفي نساء المسلمين يا من تدعمون وتشجعون وتجمّلون أفعال تلك الجمعيات، فإن كنتم جاهلين مخدوعين فها نحن نبصّركم بذلك.. وإن كنتم تعرفون وتساعدون في ذلك فائذنوا بحرب من الله ورسوله..


((وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ))



كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع