الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع الحديث الشريف باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء

بسم الله الرحمن الرحيم


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء".


حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود".


قوله صلى الله عليه وسلم: ( إلا الغرقد; فإنه من شجر اليهود ) الغرقد نوع من شجر الشوك معروف ببلاد بيت المقدس.


لا يمكن لنا كمسلمين التعاطي مع هذا الحديث عند سماعه إلا بالتحضير والإعداد لهذا اللقاء، اللقاء الذي يجمع المسلم بيهود في معركة فاصلة تبيدهم وتنهي وجودهم المتعجرف الظالم، وعهدهم الإجرامي القاتل.


واحتلالهم للأرض المقدسة التي بارك الله فيها وحولها، وقتلهم المصلين وهم سجود في صلاة الفجر داخل المسجد الأقصى، ودخول قطعانهم إليه يرقصون داخله على جراح المسلمين الذين يتمنون صلاة فيه قبل لقاء ربهم، هذا ناهيك عن الحفريات التي تجري كل يوم تحته للعبث في أساساته، كي يخرَّ صريعا لا حول له ولا قوة تدافع عنه وتحرره، إيذانا ببدء بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.


أيها المسلمون:


كيف يمكن قلب الحديث انقلابا تاما بهذا الشكل المريع؟ أيُعقل أن يُصبح بعض أبناء المسلمين معاول هدم بأيدي يهود؟ أيُعقل أن يُسلَّم الأقصى وثمانون بالمئة من أراضي فلسطين الحبيبة ليهود بأيادٍ مسلمة تدعي الإسلام؟ نعم هذا -بكل أسف ومرارة- ما حدث، فقد قام حثالة من الخونة ممن باع نفسه ودينه بالتنازل عن بيت المقدس والأقصى ليهود، لأرذل خلق الله. فاستبدلوا تحريره بتسليمه، والصلح معهم بقتالهم، وتخلى شجر الغرقد عن مهمته بعد أن قاموا هم أنفسهم وحكام المسلمين من خلفهم بهذه المهمة، فاختبأ يهود خلفهم، وصمت الحجر عن النداء، يا الله كيف انقلب المشهد بهذه الصورة؟!


يا بائعي مسرى رسول الله، يا من رضيتم بهذا الدور السافل، أتدرون ماذا أقطعتم يهود؟ إنكم لم تقطعوهم أرض المسرى فقط، بل أقطعتموهم قطعة من عقيدة، بارك الله فيها، وصلى رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- فيها إماما بالمرسلين، وأوصى بالمجيء إليها، ومن لم يستطع فليبعث بزيت يضيء سراجها.


يا بائعي مسرى رسول الله، أتظنون أن القدس ستغفر لكم خطاياكم؟ يا من خنتم الله ورسوله والمسلمين لن تفلتوا من عقاب الله في الآخرة، ولا من عقاب خليفة المسلمين القادم قريبا بإذن الله تعالى. ولوهربتم ولو اختبأتم، فلعل الحجر ينطق فيكم كما سينطق في يهود: قائلا يا مسلم يا عبد الله، هذا عميل خائن خلفي، تعال فاقتله، ولن ينفعكم حينئذ غرقدهم ولا حجارتهم لتختبئوا خلفها.


اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.


احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 


كتبه للإذاعة: أبو مريم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع