الإثنين، 30 محرّم 1446هـ| 2024/08/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق إستراتيجيةُ التعليمِ الجديدةِ في أذربيجانَ مصيرُها الفشل

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


أفادت وكالة "أذرنيوز" الإخبارية في 25 من تشرين الأول 2013 أن الرئيس الأذري "إلهام علييف" قدم خطة لتطوير التعليم لإنشاء نظام تعليمي مستقر اقتصاديا، مع بنية تحتية قائمة على تقنيات حديثة ومعلمين مؤهلين. وقد منح مجلس الوزراء مدة خمسة أشهر لتقديم خطة عمل وأهداف للتنمية حيث يجرى استعراضها سنويا.

 

التعليق:


منذ أن نالت أذربيجان استقلالها عن روسيا وهي تطرح موضوع اعتماد هيكل تعليمي جديد على جدول أعمال البرلمان كل عام، لكن دون جدوى. وقد أدى انخفاض مستوى الإنفاق العام على التعليم إلى انخفاض في رواتب أعضاء هيئة التدريس، وهذا بدوره أدى إلى نظام يستشري فيه الفساد وعدم المساواة مؤثرا على جميع مستويات التعليم في المجتمع من المدارس الابتدائية إلى الجامعات. إن مستوى التعليم في المدارس الثانوية ليس مؤهلا لإعداد الطلاب لامتحانات القبول في الجامعة، وبعض المعلمين يتعمدون حجب المعلومات التي ستكون متوفرة في الامتحانات من أجل معاينة الطلاب مرة أخرى. وبعد مرور 21 عاما على استقلالها عن روسيا، لا تزال أذربيجان العلمانية في طور تحديد المعايير والمناهج التعليمية الملائمة - وهي حقيقة محزنة تنعكس داخل البلدان الأخرى في المنطقة التي اعتمدت أيضا النظام السياسي العلماني والذين يشتركون في نفس الفساد وعدم الكفاءة وهياكل التعليم السيئة. وذكرت صحيفة "التلغراف" في عام 2010 وفقا لمركز "إندم" وهو مركز أبحاث في موسكو، أن دفع المال للحصول على نتائج امتحانات مدرسية جيدة لدخول الجامعة والنجاح في الدورات الدراسية الجامعية تدرّ ملايين الدولارات في روسيا.


لقد فشلت قيادة أذربيجان العلمانية في تلبية الاحتياجات التعليمية الأساسية لشعبها نظرا لاعتمادها النهج العلماني الليبرالي في صنع السياسات. ومما يزيد من هذه المشكلة هو حقيقة أن الدول العلمانية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اللتين تتمتعان ببنى تحتية طويلة المدى في مجال التعليم والذي منحها الكثير من الوقت لتحسين أنظمتها، ومع ذلك فالفشل حليف طلابها. ويشير تقرير صدر في نيسان/أبريل 2013 أن واحدًا من كل أربعة أمريكيين يتأخر في إنهاء المدرسة الثانوية، وأن الطلاب يحتلون مرتبة أدنى بكثير من الدول الأخرى. ولقد صرحت "تشيستر فين"، وهي مسؤولة سابقة رفيعة المستوى في إدارة التربية والتعليم الأمريكية أنه "... على الرغم من كل الإصلاحات، فإن المكاسب متواضعة جدا، ينبغي عليها أن تعمل على تنشيط بل وحتى تسبب الذعر لصناع القرار اليوم" وبالتالي فإن مصير خطط رئيس أذربيجان "إلهام" الجديدة هو الفشل، كمصير محاولات السنوات الماضية لأنها ليست صادقة ولا سليمة. والسبب في هذا الفشل هو أن هذه التغييرات التجميلية الجزئية يتم تنفيذها في ظل نظام وضعي من وضع الإنسان العاجز الناقص، ولقد ثبت أنه أدى لفشل الأمم في العالم أجمع.


لن يتحقق مستقبلٌ مشرقٌ للتعليم في أذربيجان قبل عودة نظام التعليم الإسلامي في ظل الخلافة. في هذه الدولة، قادت العالم في مجال الابتكار والتعلم، وقامت شخصيات دولية بإرسال أبنائهم للتعلم في جامعاتنا ومؤسساتنا العالية المستوى عالميا. ويعزى ذلك إلى التطبيق الكامل للفكر الإسلامي الذي يقدر التعليم بحق، وينظر إليه على أنه حق أساسي لكل مواطن ذكرًا كان أم أنثى، ولديه نظام اقتصادي سليم لتمويل التعليم بشكل كاف، ويشجع الأفراد على التفوق في كل مجال من مجالات الحياة من أجل خير الإنسانية، بما في ذلك في الأوساط الأكاديمية، والتكنولوجيا، والطب، والعلوم. ونظام التعليم ذو الدرجة الأولى هذا سوف يعود مرة أخرى عند عودة هذه الدولة في المنطقة. ورد في مشروع دستور حزب التحرير لدولة الخلافة: "تعليم ما يلزم للإنسان في معترك الحياة فرض على الدولة أن توفره لكل فرد ذكراً كان أو أنثى في المرحلتين الابتدائية والثانوية، فعليها أن توفر ذلك للجميع مجاناً، وتفسح مجال التعليم العالي مجاناً للجميع بأقصى ما يتيسر من إمكانيات". ولذا فإنه فقط بالعودة إلى هذا النموذج السياسي الناجح والمجرب المنبثق من الإسلام يمكن حل أزمة التعليم في أذربيجان.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع