الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الرئيسة التنفيذية لجنرال موتورز تحصل على 48% من أجر سلفها

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


كتبت الصحفية إليزابيث مكدونالد مقالة في الصحيفة الأمريكية فوكس بيزنس بتاريخ 2014/2/3 بعنوان "إخفاق البيت الأبيض في عدم المساواة لدى جي إم" أشارت فيها للفارق المذهل في مستحقات الرئيسة التنفيذية الجديدة لشركة "جي إم" جنرال موتورز "ماري بارا" مقارنة بسلفها "دان أكيرسون" إذ إنها ستتقاضى 48% فقط من دخل الرئيس السابق للمجموعة. وقد أثارت هذه المقالة موجة من الانتقادات وجدلا واسعا حول مساواة المرأة بالرجل في الأجر في الولايات المتحدة في 2014 فيما حاولت الشركة تبرير هذا الفارق والتشكيك في المقالة.


التعليق:


استقبل الإعلام العالمي خبر تعيين ماري بارا كاول رئيسة تنفيذية لجنرال موتورز أكبر شركة سيارات في الولايات المتحدة وإحدى كبريات شركات العالم وجعلوا منه إنجازاً كبيراً وتقدماً في مكتسبات المرأة. بلغ الاهتمام بهذا التعيين أن أشاد به الرئيس الأمريكي أوباما في الخطاب الرسمي السنوي الذي يوضح فيه حالة الاتحاد الفيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أشار أوباما في الخطاب إلى أن العاملات يحصلن في المتوسط على 77 سنتاً لكل دولار يحصل عليه العمال الذكور واعتبر هذا "أمراً مخجلاً". هذا في حال المرأة التي تعمل دواماً كاملاً وفي الحالات العادية، أما في حالة المناصب العليا (التي يعتبر وصول المرأة لها أمراً نادرا) فالأمر مختلف ومتفاوت؛ حيث ستحصل الرئيسة الجديدة على أقل من 50% من دخل سلفها الذَّكَر بالرغم من تميزها وخبرتها التي تعود لأكثر من 33 عاماً في الشركة، بما في ذلك تدرجها في مناصب إدارية رفيعة مقارنة بسلفها الذي لم يكن لديه أية خبرة في إدارة شركة سيارات.


هذا التفاوت بين أجر المرأة والرجل والتمييز ضدها بسبب النوع لا يؤثر عليها من الناحية المعنوية فقط، في حالة كبار الرأسماليين ورؤساء الشركات الكبرى الذين يحتكرون الثروة ويتركون الفتات للعمال، بل إنه قد يتسبب في معاناة المرأة المعيلة من الفقر وضيق ذات اليد في مجتمعات رأسمالية تربط الحصول على كل الخدمات بالقدرة المالية بدلاً من رعاية الشؤون وتوزيع الثروة بين الناس. هذه الناحية أشار إليها الرئيس الأمريكي حين قال "إن المرأة هي التي تعيل كثيرا من الأسر، وعندما تحصل على أجر أقل من الرجل فإن هذا يعني أنها لن تتمكن سوى من توفير أقل من رعاية الطفل والتعليم والإيجار، وسيعاني الجميع جراء ذلك" (واشنطن - أ ش أ 2012/6/4). سيتقاضى دان أكيرسون مبلغ 4,68 مليون دولار كمستحقات خبير متقاعد، وهذا المبلغ بعد التقاعد يفوق إجمالي مستحقات الرئيسة الجديدة التي تقدر بـ 4,4 مليون دولار سنوياً.


ومن جهة أخرى وضح خبراء أمريكيون أن الأجر الذي تحصل عليه المرأة الأمريكية لن يتساوى مع الأجر الذي يحصل عليه الرجل عن نفس العمل إلا بعد 40 عاماً، وتعود سياسة الأجور الحالية إلى حقبة الستينات. (دويتشه فيله 2014/1/30).


هكذا سياسات هي التي تؤنث الفقر يا دعاة التغريب، وهذه هي الرأسمالية التي تلهثون وراءها، وهذه هي المجتمعات التي تتدخل في كل شؤوننا بذريعة الدفاع عن حقوق المرأة، فنقول لهم وبصوت عالٍ احموا المرأة عندكم من جشع رأسماليتكم التي قهرت النساء عبر العالم، فالمرأة عندنا محمية مصونة مقدرة بأحكام الله وأوامره التي نسعى لتطبيقها واقعاً فعلياً في حياتنا في دولة الخلافة الراشدة الثانية التي أظل زمانها. وإنا ندعو نساءكم ليتفكرن في مبادئ ديننا الحنيف والوقوف على تفاصيل معالجات الإسلام لمشاكل هذا الزمان عسى أن يشرح الله صدورهن للهدى.


﴿وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْ‌ضِ مُفْسِدِينَ﴾




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم يحيى بنت محمد

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع