خبر وتعليق الأمل الوحيد لتخليص العالم من الشر والتعذيب هو عودة الخلافة الراشدة (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
كتب عضوان من مجلس الشيوخ الأميركي، وهما ديان فينشتاين (كاليفورنيا) وجاي روكفلر (فيرجينيا الغربية)، مقالا في صحيفة "واشنطن بوست" في 11 نيسان/أبريل بعنوان "لماذا يجب نشر تقرير مجلس الشيوخ بشأن برنامج الاستجواب لدى الـسي أي إيه على الملأ"، حيث يرأس السناتور ديان فينشتاين لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ والتي أصدرت ذلك التقرير، وكانت قد صرحت في السابق "أن هذا التقرير يكشف عن الوحشية التي تقف في تناقض صارخ مع قيمنا كأمة، ويروي وصمة عار في تاريخنا حيث يجب عدم السماح بحدوثه أبدا مرة أخرى"، وقد أعلن العضوان في مقالهما "أننا نعتقد أن نشر التقرير هو أفضل طريقة للتأكد من أن هذا البرنامج للاعتقال السري والاستجوابات القسرية لن يحدث مرة أخرى، وأنه أيضا سيعمل على دعم أميركا عند الاعتراف بالأخطاء، والتعلم من أخطائها".
التعليق:
لا يمكن للمرء أن يعيش على الدعاية وحدها. لقد بُرر التعذيب أثناء إدارة بوش بأنه مفيد للمصالح الأميركية، ولم يعتقد أحد حقا بإنسانية ما جرى، بل إنهم يظنون بأن ذلك يمكن أن يحفظ أرواح الأمريكيين، وقد تم الإعلان عن هذا التقرير كإثبات بأن الممارسات الوحشية لوكالة المخابرات المركزية لم تنجح فعلا وأن وكالة المخابرات المركزية كذبت على المسؤولين الحكوميين حول الطبيعة الحقيقية لأنشطتها. إن هذا يعني بوضوح أنه لو كانت عمليات التعذيب فعالة، ولو شعر المسؤولون المنتخبون بأنهم مسيطرون عليها لما قيل بأنها "خطأ".
كيف ستصبح القيم في الأمة الأميركية عندما يظهر شكلٌ جديدٌ للتعذيب أو المعاملة الوحشية مرة أخرى تحت إدارة مستقبلية؟ في الواقع، ليس علينا أن ننتظر، ويمكننا أن نسأل الآن عن غيرها من الممارسات الهمجية التي يدعمها السناتور ديان فينشتاين في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، مثل التجسس في الداخل والخارج على نطاق واسع وبشكل عشوائي، واستخدام الطائرات بدون طيار الفتاكة في قتل الناس في البلدان الأجنبية التي تشكل تهديداً محتملاً لمصالح الولايات المتحدة.
إن الديمقراطية الأمريكية قد فتحت مجالا مفتوحا، حيث بعض الناس يتحدثون عن القيم، بينما البعض الآخر ينتهكون تلك القيم ذاتها، وكل شخص هو جزء من اللعبة. لقد كشف إدوارد سنودن عمليات التجسس في N.S.A. فدُفع إلى المنفى، أما جون كرياكو الذي كشف عن التعذيب لدى وكالة المخابرات المركزية، وليست لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ كما هو معروف، فيقضي حكما بالسجن 30 شهرا، يُقال للمواطنين في المجتمع الديمقراطي بأنهم يمكن أن يكونوا مؤثرين في التغيير، ولكن هذه الديمقراطية تجعلهم كممثلين في دوامة غير منتهية على مسرح لا يؤمن بالقيم الأخلاقية.
إن الأمل الوحيد لتخليص العالم من الشر والتعذيب هو عودة "الخلافة الإسلامية" الراشدة، وهو الهدف ذاته الذي تحاربه أمريكا مع قوى الشر التي تحشدها.
دعونا لا نغفل عن حقيقة أن ضحايا التعذيب هم من المسلمين، وقد اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة؛ في بعض الأحيان لسنوات. وقد طافوا بهم على مراكز التعذيب حول العالم مكبلين بالسلاسل ومعصوبي العيون، بعضهم نجا، وآخرون اختفوا لا يُعلم لهم أثر، ولكن الكلمة الأخيرة سوف تكون لهم؛ لا كضحايا في تقرير، وإنما كمؤمنين قدوة ومثال في الصبر والأمل في ظل القهر ما أثّر في بعض خاطفيهم فقاموا باعتناق الإسلام الذي جاء للبشرية بقيم ثابتة وغير قابلة للمساومة منذ 1435 سنة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله روبين