خبر وتعليق أردوغان ورئاسة الجمهورية التركية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
وكالات الأنباء - أثناء إجابته على أسئلة مجلة الكويت، أفاد رئيس الجمهورية عبد الله غول أن الوقت قد حان لحديثه مع رئيس الوزراء أردوغان بشأن ترشحه في انتخابات رئاسة الجمهورية. وقد أوضح أنه سيجتمع بأردوغان ويبحث هذه القضية.
التعليق:
بدأت انتخابات رئاسة الجمهورية التي ستقام في شهر آب/أغسطس القادم تشغل الساحة بشكل كبير. وقد أشعل رئيس الجمهورية عبد الله غول فتيل هذا النقاش في التصريحات التي أدلى بها أثناء زيارته للكويت. حيث بدأت وسائل الصحافة والإعلام مناقشة هوية المرشحين لانتخابات الجمهورية التي ستعقد في آب/أغسطس القادم منذ الآن.
لكن هناك عدة سيناريوهات بهذا الشأن قد شغلت الساحة. منها النقاش حول صيغة بوتين وميدفيديف كما في روسيا. حيث فيها يتحول أردوغان إلى رئاسة الجمهورية ويتحول عبد الله غول إلى رئاسة الوزراء. لكن عبد الله غول قد أفاد سابقا أنه لا ينظر إلى هذه المسألة بحرارة.
أما أردوغان فهو على العكس فقد أظهر بوضوح رغبته في تقلد رئاسة الجمهورية منذ زمن. حتى إنه كان يتلهف كثيرا للجلوس على كرسي رئاسة الجمهورية في انتخابات 2007. كما أن أردوغان حاليا لأول مرة يظهر بكل وضوح رغبته في أن يكون رئيس الجمهورية الذي سيختاره الشعب. وخصوصا أن خروج أردوغان من الانتخابات المحلية بفوز كبير قد شكل إشارة قوية على تمكن أردوغان من رئاسة الجمهورية. لكن عملية الفساد والرشوة ضد أردوغان نفسه وضد عائلته في 17 و25 كانون الأول/ديسمبر قد وضعت أردوغان في وضع صعب بشأن ترشحه لرئاسة الجمهورية. ففي حال ترشح أردوغان لرئاسة الجمهورية وحصل انخفاض في أصوات حزب العدالة والتنمية في الانتخابات العامة التي ستعقد في 2015، فلن يكون أردوغان في منصب نافذ بما يكفي ليمكنه من حماية نفسه ضد هجمات المعارضة وخصوصا إذا حصلت هجمات جديدة عليه من قبل جماعة فتح الله غولان. كذلك ففي حال استمرار الحظر لثلاث فترات في سلطة حزب العدالة والتنمية، فإن عدم تمكن 70 شخصاً تقريبا من فريق أردوغان من ممارسة السياسة سيشكل سببا لضعف أردوغان.
إن نظام الرئاسة الذي سعى أردوغان لتحقيقه ولكنه لم يفلح بعد، وعدم تمكنه من تحقيق نموذج رئاسة الجمهورية الحزبية أو رئاسة الجمهورية ذات الصلاحيات الواسعة قد شكلت أيضا سببا لبعض الترددات لدى أردوغان. فمهما كانت صلاحيات رئيس الجمهورية حاليا واسعة إلا أنها ليست بالشكل الذي يسعى له أردوغان.
جميع هذه المؤثرات تدل على أن استمرار عبد الله غول في رئاسة الجمهورية واستمرار أردوغان في رئاسة الوزراء هو الاحتمال الأقوى حاليا. إلا أنه لا يمكن استبعاد احتمال ترشح أردوغان لرئاسة الجمهورية أيضا. لكن احتمال بقائه في رئاسة الوزراء لفترة أخرى وجلوسه على كرسي رئاسة الجمهورية بشكل قوي وفعال في الانتخابات اللاحقة هو احتمال أقوى للأسباب التي أوضحناها سابقا. وبإفادة أخرى إذا تمكن أردوغان من النجاح فسيكون أول رئيس لتركيا يجلس على هذا الكرسي.
هناك ما يجب أن لا ننساه وهو ما تخطط له أمريكا فهو أهم عامل بهذا الشأن، فمن الواضح وضوح الشمس أن المرشح أيّاً كان سيحافظ على المصالح الأمريكية في تركيا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك