خبر وتعليق ضد مَنْ تعزز قرغيزستان حدودها وتحصّنها
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
تقوم دائرة حرس الحدود الوطنية القرغيزية بزيادة عدد الحرس في الفرق الخاصة على حدود قرغيزستان مع كل من أوزبكستان وطاجيكستان. فقد صرح بذلك رئيس الدائرة راينبيردي دويشينلاييف في اجتماع الكتلة البرلمانية (أتا - جورت) بالقول: (إننا نعزز ونزيد عدد فرق الأمن على الحدود. كما رأينا من النزاعات الأخيرة على الحدود، فرق أمننا قادرة على حماية حدودنا).
في عام 2013، على الحدود مع الجمهوريات المجاورة لقرغيزستان سجلت 43 حالة نزاع.
التعليق:
قرغيزستان وطاجيكستان تشتركان في الحدود على طول أكثر من 900 كم. خط الحدود غالبا ما يمر عبر الطرقات أو على طول المناطق السكنية. ونتيجة لذلك، فإنه غالبا ما يحصل عند السكان المحليين مشاكل في الحصول على المياه والمراعي والطرق. إن الحدود الحديثة لقرغيزستان، وغيرها من الدول في آسيا الوسطى ظهرت مؤخرا. إن شعبيْ قرغيزستان وكازاخستان هم في حقيقتهم بدو، ولذا فإن حدوداً ثابتة ومرسومة هندسيا لم تكن موجودة بينهم، وإنما كانت حدوداً غامضة محددة عن طريق المراعي والمخيمات، ومع مرور الزمن انتقلت العشائر الكبيرة والمؤثرة إلى حياة أكثر استقرار، ولذا بدأت تظهر بعض الرسومات والخطوط العريضة للحدود.
ويمكن تقسيم تاريخ الحدود القرغيزية الحديثة إلى ثلاث مراحل: 1) تحت إشراف الخان الكوكندي حتى منتصف القرن الـ19، عندما غزت قوات الإمبراطورية الروسية آسيا الوسطى.. 2) في أوائل القرن الـ20، بعد ثورة أكتوبر في روسيا عندما جاء البلاشفة إلى السلطة. 3) الحدود منذ عام 1991. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، أعلنت بلدان آسيا الوسطى استقلالها. في كل من الجمهوريات المستقلة جاء إلى السلطة الطغاة، الجشعون والسفاحون. كل واحد منهم يناضل للحفاظ على أراضيه. اتفقوا فيما بينهم وأنشأوا أنواعا متعددة من المنظمات مثل منظمة شنغهاي للتعاون، منظمة معاهدة الأمن الجماعي (او دي كي بي)... وغيرها.
بالنسبة للشعب في قرغيزستان، وكذلك بالنسبة لشعوب الجمهوريات المجاورة، منذ الاستقلال، وهذه الحدود لم تجلب أي شيء مفيد. بدأ الطغاة السفاحون تقسيم المسلمين على أساس وطني لنهب الموارد الطبيعية. وبهذا الشكل تمكنوا من أن يصبحوا أثرياء بسرعة وتخبئة ما نهبوه في بنوك سويسرا، أما عامة الناس فقد ازدادوا فقرا وبؤسا. وعلاوة على ذلك، فقد أصبحوا مثل العبيد للدولة كما في العصور الوسطى، عندما كان السيد يستطيع أن يفعل ما يريد مع الرقيق. لقد أصبح واضحا أن السبب الوحيد لتعزيز هذه الحدود، هو رغبة من هم في السلطة الحفاظ على سلطتهم في البلاد، وعزل أنفسهم عن الطغاة الآخرين الأكثر جشعا لحماية مصالحهم الخاصة. إن الحاكم ببساطة يدافع عن عرشه، وليس عن الشعب والبلاد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير