خبر وتعليق عقلية الغرب والمستعمرين
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
قال ناشطون سوريون إن سبعة عشر شخصاً قتلوا جراء إلقاء طائرات مروحية براميل متفجرة على بلدة الأتارب، في ريف حلب، وذلك بعد ساعات من مقتل العشرات ببراميل أخرى طالت حلب.
التعليق:
تمضي الأيام والأسابيع والشهور بل قل السنين وما زالت الإرادة الأمريكية بما يخص المسألة السورية ثابتة لا تتزعزع. وتتلخص الإرادة الأمريكية بإبقاء نظام الأسد حاكما ومتمسكا بشريان الحياة في سوريا. وتقوم روسيا فعليا على الأرض في سوريا بتطبيق هذه الإرادة الأمريكية، وتقوم أمريكا وحلفاؤها عالميا بتطبيق هذه الإرادة الأمريكية سياسيا وإعلاميا.
طبعا وكالعادة لا يأخذ في حسابات الدول العظمى في العالم حجم المأساة الإنسانية وعدد الضحايا ونوعهم أكانوا أطفالاً أم نساءً أم شيوخاً، وحتى الحجر والشجر لا يسلم أيضا حين مضي الدول العظمى في تحقيق مصالحها وتنفيذ وإشباع رغباتها. ولذا لا يهم الدول العظمى عدد القتلى إن كان بالمئات أو الآلاف أو الملايين. ولا يعنيهم إن بلغ عدد اللاجئين والنازحين المئات أو الآلاف أو الملايين. ولا يعنيهم كثيراً إن كان عدد الضحايا الأطفال أو النساء أو الشيوخ قد تجاوز الأرقام المعقولة.
والأرقام المعقولة لعدد القتلى غير محدد ويختلف لدى الدول العظمى باختلاف نوع القضية ومنطقة النزاع. فمثلا يكفي مقتل ثلاثة آلاف شخص في أمريكا لتتحرك دول العالم أجمع للانتقام لهم باحتلال واستباحة المحرمات في باقي دول العالم، بينما لا يكفي مقتل مليون أو مليوني شخص في بعض دول العالم العربي أن يجعل دولة مثل فرنسا تعتذر للجزائر أو لأمريكا أن تعتذر من العراق أو لروسيا أن تعتذر وتكف عن جرائمها في سوريا.
وإجرام وبشاعة الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا يظهر بصورة واضحة كلما كانت منطقة النزاع منطقة ذات مخزون فكري وعقائدي كبلاد المسلمين مثلا. فهناك تتخذ الدول الغربية كل الأساليب دون تقيد ولا حساب لعواقب أبدا. بمعنى أنه ممكن قتل عدد غير محدود واستخدام أي سلاح ولو كان غازا ساما أو كيماويا أو حتى نوويا لو احتاج الأمر للحيلولة دون التصاق الناس بفكرهم وللحيلولة بين الناس وبين انتزاعهم استقلالهم من تلك الدول الظالمة البشعة الرأسمالية الاستعمارية.
وخير مثال على هذا هو المسألة السورية، التي استبيح فيها كل شيء، فقد استباحت أمريكا وأدواتها وحلفاؤها كل محرم، وتجاوز عدد القتلى والمهجرين كل تصور، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ بصور بشعة وغير إنسانية ويقتلون يوميا. كيف لا والشعب في الشام عنده مخزون فكري وعقيدة الإسلام، فقد اختار الإسلام منذ بداية الثورة والتصق فيه؛ ولذلك فإن الغرب لم ولن يتهاون معه أبدا. فهي مسألة حياة أو موت بالنسبة للغرب والمستعمرين. وأخالها مسألة حياة أو موت بالنسبة للشعب في سوريا بل وللمسلمين جميعهم.
وصدق الله القائل: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج أبو مالك