خبر وتعليق نيجيريا تغلق البلاد لحماية المنتدى الاقتصادي وفتياتُها مختطفات
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان أنه اتصل بنظيره الأميركي باراك أوباما طالباً منه الحصول على مساعدة من الولايات المتحدة لحل المشاكل الأمنية الخطيرة التي تواجهها البلاد، في حين انطلقت حملة دولية للإفراج عن التلميذات المخطوفات في شمال شرق البلاد .وتواجه نيجيريا، البلد الأكبر في أفريقيا من حيث عدد السكان، مشاكل أمنية خطيرة تمثلت إحداها في العملية التي نفذتها جماعة "بوكو حرام" وخطفت خلالها 223 تلميذة. وقال جوناثان في مقابلة أجريت معه في العاصمة الفدرالية أبوجا وبثت عبر الراديو والتلفزيون "لقد تحدثنا مع دول نأمل أن نحصل منها على مساعدة وفي مقدمتها الولايات المتحدة. لقد تحدثت مرتين مع الرئيس أوباما لطلب مساعدة أميركية لحل المشاكل الأمنية التي تواجهها نيجيريا". (الحياة الاثنين، 5 مايو/أيار 2014)
وفي نفس السياق اتخذت الحكومة النيجيرية قرارا بإغلاق المدارس والمصالح الحكومية على مدار فترة انعقاد منتدى الاقتصاد العالمي بالعاصمة أبوجا، تأتي هذه الإجراءات الأمنية وسط توتر شديد تشهده البلاد في الفترة الحالية. وقد بررت الحكومة هذه الإجراءات بأنها ضرورية من أجل الحفاظ على الانسيابية المرورية اللازمة لتحركات المشاركين في المنتدى. وقال رئيس الوزراء النيجيري إن الهدف من الإجراءات الأمنية هو تهدئة الأوضاع، إلا أنه أكد لوسائل إعلام محلية أن الجهود تتركز في الوقت الحالي على تحرير الفتيات المخطوفات الذي وصفه رئيس الوزراء بأنه هو "الأهم". ( بي بي سي الأحد، 4 مايو/أيار، 2014).
التعليق:
لم تأت عملية خطف الفتيات كمفاجأة لأهل نيجيريا الذين اعتادوا على حكومات ترضى بالفساد والعنف ومستوى مرتفع من الجريمة بأنواعها، لم يندهشوا لخطف ما يزيد عن 276 طالبة منذ قرابة الثلاثة أسابيع وسط عجز حكومي عن التوصل للجناة ومحاسبتهم فأعراض الناس لا يستهان بها. احتار أهالي الفتيات في الطريقة المثلى للتخاطب مع هذه الحكومة ودفعها للتحرك بدلاً من التسويف والمماطلة بل إن البعض اتهمها صراحة باستغلال قضية الفتيات والتلاعب بأرواحهنَّ من أجل أغراض سياسية. أطلقوا الصيحات مطالبين بحل ولا تزال الحملات مستمرة بعنوان "أعيدوا إلينا بناتنا".
وفي هذه الأوضاع المتأزمة تعلن الحكومة النيجيرية عن تعطيل العاصمة تأهباً لوصول وفود اقتصادية تزيد الاقتصاد فوضى وتضيق على الفقراء، إن الحكومة تضع البلاد في حالة استعداد لتأمين بعض الزائرين وتتهاون عن تأمين وحماية الفتيات اللواتي يختطفن من داخل مدارسهن في وضح النهار من قبل مئات من الرجال المدججين بالسلاح وكأنها دولة بلا أمن ولا أمان. لقد وصل التقصير بالحكومة لدرجة أنها أعلنت بعد ضغط من الأهالي أنها لا تستطيع مجرد تحديد عدد الفتيات اللواتي تم اختطافهن وليس لديها رؤية واضحة لكيفية إعادتهن من منطقة غابات وعرة يقال أنهن محتجزات فيها.
لقد فتحت قضية خطف الفتيات ملف انعدام الأمن واستهتار الحكومة بأرواح الناس حتى إن ذوي المختطفات أعلنوا أن الحكومة هي المتهم الأول في قضية خطف الفتيات وأن المنطقة التي اختطفت منها الفتيات يكاد ينعدم فيها الأمن وبالرغم من كثرة الشكاوى عبر السنين إلا أن الحكومة لم تبال. كما أعلنوا أنهم يقضون ساعات طويلة من البحث في منطقة الغابات المجاورة للكاميرون ولا يرون أي أثر لقوات الأمن.
إن صيحات الاستغاثة التي تنطلق من نيجيريا لحل الأزمة الأمنية لهي أكبر دليل على ضعف الحكومة وفشلها في إدارة أبسط الأزمات وضياع هيبة الدولة.. كيف لا تضيع هذه الهيبة والحكومات المتوالية غارقة في بحر من الفساد والرشاوى ونهب الثروات ولا يستثنى من ذلك إلا من رحم ربك. كيف تحفظ للدولة هيبة ورئيسها يهادي ضيوف عرس ابنته بهواتف آي فون من الذهب مرصعة بالألماس بينما يفترس الفقر والمرض بقية الشعب ويذوقون الأمرين وهم يعيشون في أغنى بلد في أفريقيا؟ خلاصة القول أن النظام في نيجيريا كغيره من الأنظمة التي ابتلينا بها تتفنن في أساليب تكشف بها ضعفها وهوانها واستهتارها بحياة الناس، هذه الحكومات تذكر الإنسان البسيط بآفة الحقل التي تضر ولا تنفع، تخرب المحاصيل وتتلفها ولا يتوانى أي مزارع في السعي للتخلص منها، فلماذا يتوقع البعض أن نسكت على أنظمة كهذه تضر ولا تنفع وتحكم بغير ما أتى به الشرع بل وتحارب الإسلام باسم محاربة الإرهاب؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم يحيى بنت محمد