مقتطف من كتاب حلم الخلافة ومعاندة حركة التاريخ
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تحت هذا العنوان كتب الدكتور محمد فايد هيكل الأستاذ في كلية الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الأزهر الشريف مقاله في صحيفة الأهرام بتاريخ 2013/4/29م، وصور في هذا المقال تاريخ دولة الخلافة تصويرا مشوَّها ونعى الكاتب على الحالمين بالخلافة استغلالهم بساطة تفكير العامة، وسرد بعض الحكايات التاريخية التي يصعب التحقق من صحتها، بغية التنفير من الخلافة، وتعمد حشد مناقص وأخطاء على صعيد واحد ليخلص إلى أن الخلافة كانت فاشلة، وطلب من المسلمين ألا يصدقوا الروايات التاريخية التي تتحدث عن الثراء الذي عم البلاد والعباد في طول البلاد الإسلامية وعرضها إذ يرى هو أن الثراء كان حكراً على الحكام والمقربين، ثم يختم كلامه مبيناً غايته من مقاله بأن "العالم الغربي توصل بعد جهود تاريخية إلى الدولة المدنية الحديثة وإلى استقلال الدول والاكتفاء بتعاونها في حدود المصالح المشتركة، وسرى هذا النهج من التفكير إلى العالم الشرقي وتوافقت البشرية عليه إلا من شذ". لقد أمعن الدكتور في التلبيس والتضليل وأغفل عن عمد الحقبات المشرقة من تاريخ الأمة السياسي وهي كثيرة، فيما غره واقع الفكر الغربي والنظام السياسي في العصر الحديث، وأهمل ذكر ما جره الغرب ونظامه السياسي على العالم من حروب وكوارث وامتصاص للدماء وإفقار للبلاد والعباد في طول الدنيا وعرضها، وهي حقائق ماثلة لا تحتاج إلى دليل تاريخي، وشواهد قائمة دالة على أن النظام الغربي هو المعاند لحركة التاريخ لا الخلافة الإسلامية التي ملأت جوانب التاريخ بالعز والنصر والعدل.
ونشرت صحيفة الأهرام في 2012/4/7م تحقيقا بعنوان «حلم دولة الخلافة»، وبدأ التحقيق بالقول: «انتشرت في الأيام الأخيرة ملصقات على جدران المنازل وأسوار الكباري تطالب بدولة الخلافة، ولا أحد يعلم من وراء هذه الملصقات»، وفي هذا التحقيق يقول الأستاذ مصطفى السيد أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة:إن الخلافة «حلم يستحيل تطبيقه»، ويقول الدكتور عطية القوصي أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة القاهرة:«إن من يتحدث عن إعادة دولة الخلافة في هذه الظروف لم يقرأ التاريخ ولا يعلم عنه شيئا»، وفي 2012/4/26م نشر موقع «الأقباط متحدون» مقالا بعنوان «أدوار الدولة الإسلامية» للكاتب القبطي شريف منصور، هاجم فيه الدولة الإسلامية وتهكم عليها تهكما شديدا، وفي 2012/7/27م نشرت جريدة التحرير في صفحتها الأخيرة مقالًا للأستاذ جمال فهمي عضو نقابة الصحفيين بعنوان «بين الخلافة والإرهاب»، وكان مما جاء فيه قوله: «فجَّر نفر قليل من الناس - يعلنون عن أنفسهم أنهم أنصار إحياء ما يسمى "بدولة الخلافة" الإسلامية - أزمة مع نقابة الصحفيين بعدما رفضت الأخيرة السماح لهم باستغلال إحدى قاعاتها لإقامة مؤتمر يدعو إلى عودة نظام "الحاكم الخليفة"». وهو يشير للمؤتمر الذي كان مقررا أن يقيمه حزب التحرير في 2012/7/7م في نقابة الصحفيين، وتحت الضغط الذي مورس عليها من قبل بعض العلمانيين وأعداء الخلافة في مصر أعلنت النقابة رفضها لعقد مثل هذا المؤتمر بالنقابة تحت حجج واهية، مع أنها كانت قد تعاقدت مع مندوب الحزب منذ أشهر لعقد هذا المؤتمر ووافقت عليه وأقرته، وفي 2012/10/3م نشرت جريدة الدستور المصرية مقالا للدكتور علي أبو الخير بعنوان «الخلافة على حقيقتها»، ويبدو أن الدكتور مغرم بمشاهدة الأفلام والمسلسلات التركية، ويريد للأمة الإسلامية أن تتعرف على تاريخها من خلال مشاهدة الأفلام، ويبدو أيضا أن مسلسل "حريم السلطان" التركي يشكل مرجعا شرعياً له للتعرف على الخلافة على حقيقتها كما يدعي!!
هذا قليل من كثير مما نشر في مصر من مقالات عن الخلافة، ناهيك عن التصريحات المتعددة المختلفة، وبعض التعليقات من بعض الإعلاميين والسياسيين عن فكرة الخلافة التي أصبحت هاجسا يشغل بال الغرب وأعوانه وأزلامه وأبواقه في بلادنا، وفي هذا دلالة على أن الخلافة لم تعد فكرة مجهولة لدى الأمة، بل أصبحت محور حديث الخاصة والعامة، ومطلبا تُرفع رايته في سوريا ومصر وتونس وغيرها من بلاد المسلمين، وما هي إلا مسألة وقت حتى نراها ماثلة أمام الأعين إن شاء الله في حركة موافقة لسنن الله في الخلق من غير معاندة، فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.
هذا الموضوع من كتيب "سعيُ الأمة نحو الخـلافة" الذي أصدره حـزب التحـرير ولاية مصر
أعده لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك