مقتطف من كتاب عداء العلمانيين لمشروع الخلافة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله عليه الصلاة والسلام : «قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهِنَّ الكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهِنَّ الصَّادِقُ، وَيَخُونُ فِيهِنَّ الأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ، وَيَنْطِقُ فِيهِنَّ الرُّوَيْبِضَةُ». [رواه الحاكم في المستدرك]، قال الإمام الشاطبيّ: قَالُوا الرويبضة: هُوَ الرَّجُلُ التَّافَةُ الحَقِيرُ يَنْطِقُ فِي أُمُورِ العَامَّةِ، كَأَنَّهُ لَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي أُمُورِ العَامَّةِ فَيَتَكَلَّمُ. [الاعتصام]، ونحن اليوم في زمن الأوهام، زمن تَسوَّد فيه رويبضات، إما على رقاب الناس، فكانوا حكاما تافهين ينطقون في أمر العامة، وإما رويبضات تسلطوا على عقول الناس، يُصدّرون للناس أوهامهم باعتبارها حقائق لا تقبل الجدال، ولعل واقع حكامنا على مدار عقود مضت، يكاد يكون من المسلمات لكن الذي يخفى على البعض هو واقع رويبضات سُلطوا على عقولنا لزمن طويل، فتصدروا الشاشات وصفحات الجرائد ومواقع الإنترنت، وأُبرزوا على أنهم قامات فكرية عملاقة، بينما هم بالفعل أدوات في يد أعداء الأمة يستعملونهم لضرب عقيدة الأمة وتاريخها وتراثها التليد، وهم يقومون بحشو عقولنا بتفاهات الفكر الغربي المأزوم الذي عطل الحياة الحقيقية في بلدان العالم الإسلامي. فتراهم يرددون ألفاظ الديمقراطية والحرية والإخاء والمساواة ترديد من لا يدرك معناها ولا يعي حقيقتها، وتراهم يتصدرون المشهد الفكري والثقافي في مصر، بل وفي غيرها من بلاد المسلمين، ويحظون بالدعم المالي والسياسي من قبل القائمين على المؤسسات الثقافية في بلادنا، التي أصبحت حكرًا على أناس ينفرون من الأمة ومن دينها وتاريخها بينما يمجدون تاريخ أعدائها وحاضرهم.
قد يظن معادو الإسلام من العلمانيين والليبراليين والديمقراطيين أنهم قادرون على قيادة الأمة وصرفها عن إسلامها، بوصم من يحمل هَمَّ جعله مطبقا في واقع الأمة بالإرهاب، ولكنهم مخطئون، فالأمة ترى مشاكلها تتراكم وتزداد يوما بعد يوم في ظل "الدول الوطنية" المحصورة الفاشلة التي أورثها الاستعمار أراضي الدولة الإسلامية المترامية الأطراف، ولم تستطع منظومة الدول الوطنية العلمانية الديمقراطية تلك أن تنهض بشعوبها فضلا عن أن توقف تدهورها. والأمة تدرك في أعماقها أن حلول كل مشاكلها تكمن في الإسلام، وتزداد قناعتها يوما بعد يوم بأن مشروع نهضتها الحقيقي يكمن في مشروع الخلافة العظيم وحده، فالخلافة رمز عزتها ووحدتها وكرامتها، وهي من سيقطع دابر هؤلاء ومن يقف خلفهم من دول الكفار المستعمرين.
هذا الموضوع من كتيب "سعيُ الأمة نحو الخـلافة" الذي أصدره حـزب التحـرير ولاية مصر
أعده لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك