خبر وتعليق اللهم انتقم من أولئك الذين يتآمرون ضد الأبرياء والمساكين بصمتهم المخجل (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
نشرت صحيفة وول ستريت في 11 أيار/مايو أن "محنة أقلية الروهينجا الذين لا يملكون الجنسية في ميانمار تغيب عن المناقشات الرسمية خلال القمة النصف سنوية لزعماء جنوب شرق آسيا في نهاية هذا الأسبوع، على الرغم من القلق المتزايد من الآثار الإقليمية لهذه القضية".
التعليق:
يجتمع قادة المنطقة في قمة رابطة أمم جنوب شرق آسيا لمناقشة القضايا المشتركة مثل الأمن والشؤون الاقتصادية والاجتماعية. وتتضمن دول رابطة أمم شرق آسيا ثلاث دول يشكل المسلمون الغالبية السكانية فيها وتمثل شعوبها أكثر من ثلث الشعوب في هذه المنطقة، وهي: إندونيسيا وماليزيا وبوتان. والدول الثلاث هذه، بالإضافة إلى بنغلادش، قد أدارت ظهرها لمسلمي الروهينجا في الوقت الذي يعانون فيه من الألم والحاجة! وقمة رابطة أمم جنوب شرق آسيا 2014 في هذا الأسبوع كان يمكن أن تكون الوقت المثالي لمساعدة مسلمي الروهينجا، ولكن بدلًا من ذلك، لم يكن هناك أسبوعٌ مُخزٍ مثل هذا الأسبوع بسبب خيانتهم للروهينجا المحتاجين، وصمت جيرانهم يساعد البوذيين الديمقراطيين المتعطشين للدماء في طعنهم في ظهورهم.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ». (رواه البخاري ومسلم)
وأقل ما يمكن فعله هو كلمة طيبة للروهينجا في هذه القمة، وخاصة أن هذه القمة تُستضاف لأول مرة في ميانمار، ولكن لم يتحدث أحد على الإطلاق أية كلمة عنهم. وخُصص كل الكلام الطيب لمُضطهِدي مسلمي الروهينجا! ففي 11 أيار/مايو نقلت صحيفة جاكرتا بوست الإندونيسية عن وزير الخارجية الإندونيسي، مارتي ناتاليجاوا، أنه قد أشاد بالعلاقات المتميزة بين إندونيسيا (أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان) وميانمار (التي قامت العصابات البوذية فيها بإحراق المسلمين مرارًا وهم أحياء في نيران الكراهية)، وكان رده على مذابح مسلمي الروهينجا في ولاية راخين في ميانمار ببساطة: "لقد قمنا ببناء أربع مدارس في راخين لتعزيز روح المصالحة بين جميع الطوائف". فبدلًا من أن تكون إندونيسيا حاميًا قويًا لمسلمي الروهينجا، فهي تبني المدارس! وربما سيتفاخر وزير الخارجية المقبل ببناء المدارس في القدس من أجل المصالحة بين الفلسطينيين واليهود؟!
لقد صمتت إندونيسيا وماليزيا وبوتان عندما كانت الحاجة ماسة إلى الدعم بصوت عالٍ، أما بالنسبة لبنغلادش، فقد عبر قادتها بصراحة عن كراهيتهم للروهينجا.
فقد انعكس هذا في مقال سيئ في 14 أيار/مايو في نيوز 24 البنغالية تحت عنوان: "رشوة حراس الحدود في بنغلادش للسماح للروهينجا بالدخول". وأشار المقال إلى الروهينجا الهاربين من الاضطهاد في ميانمار بـ "الدخلاء" الذين يضرون بالاقتصاد البنغالي، وألقى باللوم على حرس الحدود البنغال لتقاضيهم رشاوى للسماح بدخول بعض الروهينجا. بالتأكيد، فإن الواجب إصدار التوجيهات للجيش للترحيب بهم وحماية من بقي منهم في ميانمار. والعار الأكبر هو أن وسائل الإعلام في البلاد الإسلامية صامتة إلى حد كبير عما يجري هناك، بينما تحدثت عنها وسائل الإعلام الغربية. ونشرت وكالات الأنباء الإقليمية في 12 أيار/مايو أن: "مراسلين يعملون مع وكالة رويترز للأنباء قد يواجهون الاعتقال في تايلاند فيما يتعلق بمقال حائز على جائزة بوليترز يزعم فيه تورط الجيش التايلاندي في تهريب البشر". ولم تجد تايلاند حاجة في مناقشة قضية الروهينجا في قمة رابطة أمم جنوب شرق آسيا بسبب، وفقًا لما جاء في تقرير لوكالة رويترز، عمل السلطات التايلاندية سرًا مع مهربي البشر لإرسال مسلمي الروهينجا إلى خارج البلاد كعبيد، وقد جاء هذا بعد تعرض اللاجئين من الروهينجا إلى المياه التايلاندية لسياسة البحرية التايلاندية التي تساعد في إغراقهم في البحر.
لقد بيّن حديث النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا أنه لا بد من الإحسان إلى الجيران وإكرام الضيوف، ولكن لم يكن من هذه التوجيهات شيء على أرض الواقع. فقد تم احتجاز مسلمي الروهينجا الذين وصلوا إلى شواطئ إندونيسيا وماليزيا كسجناء لمدة شهور وسنوات قبل أن يحصلوا على اللجوء كمواطنين من الدرجة الثانية، وأما معسكرات اعتقال اللاجئين في بنغلادش فقد كانت أسوأ ما شهده عمال الإغاثة الأجانب. وعلى النقيض من خيانة حكامنا في هذه الأيام، فقد أرسل الخليفة العثماني، بايزيد الثاني، البحرية العثمانية في عام 1492 لإنقاذ اللاجئين اليهود الذين فروا من الاضطهاد النصراني في إسبانيا، وكان مثل هذا الكرم واللطف من "الإسلام السياسي" تجاه جميع الناس، وليس للمسلمين فقط. ونحن الآن في شهر رجب، الشهر الذي هدمت فيه دولة الخلافة الرحيمة. والآن هو الوقت المناسب للأمة لتتبصر طريقها وتسعى لطلب النصر والعون من الله سبحانه وتعالى حتى تضع حدًا لحكامنا العلمانيين الذين ما زادونا إلا ذلًا وهوانًا أمام العالم أجمع.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله روبين