خبر وتعليق الأمة تبحث عن المخلص فها هو حزب التحرير
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أوردت صحيفة الحرة الصادرة في الخرطوم يوم 6 رجب 1435هـ الموافق 5/مايو 2014م تقريراً عن مؤتمر طوق النجاة تحت عنوان: (حزب التحرير.. هل يستطيع إعادة القوى السياسية لجادة الطريق) وقد جاء في متن التقرير ما يلي: (بمشاركة عدد من ممثلي حزب التحرير بالدول العربية نظم الحزب مؤتمر الرؤية الصادقة لمشاكل السودان دون انتكاسات الربيع العربي، وذلك بغرض عكس رؤية إسلامية حول الثورات التي اجتاحت بعض دول العالم العربي، وأشار المؤتمر إلى أسباب انتكاس ثورات الربيع العربي محملاً الغرب مسؤولية تغيير مسار الثورة لصالحه وتغيير مسارها الإسلامي وإظهار هذه الثورات بمظهر المطالبة بالديمقراطية عبر أصوات عملائه من العلمانيين واللبراليين. وعادت عبر ذلك الأنظمة القديمة بأقنعة جديدة). ثم تساءلت الكاتبة عدّاء عمر، عما إذا كان بمقدور حزب التحرير إعادة القوى السياسية لجادة الطريق؟
التعليق:
تعليقاً على هذا الخبر فإننا نقول هل هناك ثمة طريق تمشي عليه القوى السياسية وتترسم خطاه، من أجل علاج مشاكل أهل السودان؟ أم أنها قوى تتخبط تائهة في صحاري العلمانية؟ فتارة تحمل السلاح ضد الحكومة لتغييرها، وتارة أخرى تستوطن في جيوب الحكومة وفاقاً وطنياً من أجل الكيكة المزعومة؟ وتارة تتخندق تحت مسمى المعارضة، فتقوم ببعض الأعمال لتؤكد وجودها في الساحة السياسية؟
أليس من حق أهل السودان أن يتساءلوا عن طبيعة الطريق الذي تسلكه هذه القوى السياسية، وما هي أبرز معالمها؟ وهل هناك تنظيم سياسي واحد يملك رؤية تفصيلية، أو حتى إجمالية لكيفية معالجة قضايا السودان؟ وهل اجتماع (دار الندوة) الذي عقد في قاعة الصداقة بين القوى السياسية والحكومة بتاريخ الأحد 16 أبريل 2014م بحث المشاكل التي تمر بها البلاد وقدم لها حلولاً؟ أم أنهم جميعاً اجتمعوا لبحث القضايا المتعلقة بمشاركتهم في الحكومة واقتسام السلطة (الكيكة) وكيفية محاصصة ذلك؟
أوليست هذه هي القوى السياسية التي فشلت في تحريك الشارع العام طوال السنين الماضية فكان ذلك دليل انفصالها عن الأمة، وهو برهان على عجزها وشللها التام، بل وموتها السريري!! هذه قوى سياسية بلا طريق وبلا معالم منذ خروج المستعمر حتى الآن، وتتسول الحلول من أبواب السفارات وغرف المخابرات وأوامر المبعوثين الغربيين.
وبهذا نستطيع أن نقول أن هذه القوى السياسية (حكومة ومعارضة) فقيرة؛ فقهاً وفكراً، فهي بلا مبدأ، ولا حول لها في مواجهة قضايا البلاد، ونحن عندما نسميها قوى سياسية إنما نستخدم هذا التعبير مجازاً فنحن ندرك تماماً أننا نتعامل مع قوى ليست لديها فلسفة للحكم، فلا هي رأسمالية علمانية، ولا هي اشتراكية مادية، فضلاً عن أن تكون إسلامية مبدئية، ولذلك كله فهي في وادٍ والقوى السياسية المبدئية في وادٍ آخر.
أيضاً من الأسباب التي تجعلنا في حالة مقاطعة مع تلك القوى السياسية هو أن هذه الأوساط السياسية ارتكبت جرائم كبرى في حق الأمة الإسلامية بعامة، والأهل في السودان بخاصة، فهي التي باشرت فصل السودان عن مصر من قبل، وهي التي تآمرت في فصل جنوب السودان عن شماله، وهي التي ظلت تحكم البلاد بالحديد والنار وبعلمانية كالحة فصلت فيها الدين عن حياة الناس فصار السودان بلا دين ولا طعم ولا رائحة، تزحف نحوه الكوارث والأزمات تلو الأزمات. وهي التي بددت ثروات الأمة وأدخلت البلاد في حالة الجوع والمديونية فصارت أضحوكة بين الشعوب والأمم.
وبهذا نستطيع أن نقول إن هذه القوى السياسية في مقام المساءلة والملاحقة لذنوبها التي ارتكبتها في حق الأمة، وهي لا تزال تبحث عن حلول عبر حوارات لم تبدأ بعد، فمن كانت هذه حالته لا يستطيع قيادة قطيع من الأغنام، فضلاً عن قيادة أمة وصفها الله سبحانه وتعالى بخير أمة أخرجت للناس، لتنهض بها إلى مصاف الأمم. أما من يستطيع قيادة الأمة عبر طريق الجدية والإنجاز والإنتاج سياسة وأنظمة تقنع العقل ويطمئن لها الفؤاد؟ فهذا هو السؤال المشروع وهذا ما يجب أن نطرحه على أنفسنا وعلى أبناء الأمة الإسلامية، لأننا فعلاً نعاني فراغاً قيادياً وضياعاً سياسياً، فهل يستطيع حزب التحرير إعادة القوى السياسية إلى جادة الطريق؟
لقد أجاب حزب التحرير عن هذا السؤال من خلال مؤتمره العالمي الذي أقامه بقاعة الصداقة والذي مدّ فيه طوق النجاة للأمة والقوى السياسية قاطبة، للخروج بها من بحر الظلمات والأزمات موضحاً الناحية العملية لكيفية الرجوع إلى الحق مؤكداً أن جادة الطريق تكمن في اتخاذ الإسلام العظيم وتشريعاته منهجاً للحياة السياسية، داعياً الأمة لفرضية التقيد بما جاء به الشرع، والحكم بما أنزل الله وتبني ما يطرحه الحزب من رؤية تفصيلية لعلاج قضايا السودان دون انتكاسات الربيع العربي في خلافة راشدة على منهاج النبوة.
وصلاحية الحزب السياسي تقتضي تبني فكرة سياسية صحيحة، تكون هي العقيدة وهي المرتكز الفكري الذي تنبثق عنه المعالجات والأنظمة والحلول، وتعالج الواقع علاجاً ناجعاً ينطبق على مناطه وهذا ما لا يوجد إلا في الإسلام فهو وحده العقيدة الولود لمعالجات صحيحة تتصف بوضوح الفكرة وصفائها. وبمعنى آخر إن التنظيم السياسي الذي يتصدر صفوف الأمة لقيادتها لا بد له من فكرة واضحة القيم والمقاييس والقناعات والمفاهيم، وتجيب عن الأسئلة التي عجز أمامها (بني علمان) وهي لماذا نعيش؟ وكيف نعيش؟ وكيف توزع الثروات على الناس؟ وكيف تحدد الملكيات وكيف يكون الحكم وكيف يقوم وغيرها؟
وكذلك لا بد من وضوح الطريقة بالنسبة للحزب السياسي الذي يطلب النهضة، أي كيف يتم تنفيذ الإسلام على أرض الواقع أهو عن طريق اللعبة الديمقراطية أم عن طريق دولة الخلافة الإسلامية التي حددها الإسلام وكيف تتم المحافظة على إحسان تطبيقه، وكيف تتم المحافظة على حمله للأمم والشعوب الأخرى حتى يحقق رسالته التي من أجلها وجدت الدولة؟ فكما الفكرة إسلام يمشي بين الناس كذلك الطريقة إسلام يحيا بين الناس.
وتبقى الإجابة واضحة، وهي أن حزب التحرير يستطيع إعادة القوى السياسية إلى جادة الطريق بأحكام الإسلام ومفاهيمه الواضحة والتي هي من لدن حكيم خبير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام الدين أتيم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان