خبر وتعليق صوت إيران والجربا صدى للصوت الأمريكي
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
تحت عنوان "إيران مستعدة للتخلي عن الأسد في مقابل ضمان مصالحها" ذكرت صحيفة القدس العربي بتاريخ 19 أيار/مايو 2014م أن "جلسة مباحثات سرية ضمت مندوبين عن المملكة العربية السعودية وإيران وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية بغياب ممثل عن النظام السوري تم انعقادها في عاصمة أوروبية وقد طرحت فيها أفكار كثيرة ومن ضمنها الطرح الإيراني المنطلق من فكرة ضمان مصالح طهران في سورية عبر مجموعة من الإجراءات، أهمها تشكيل هيكل سياسي عسكري للطائفة العلوية على شاكلة حزب الله في لبنان، يحفظ مصالح الطائفة وقبول أن يؤول الحكم إلى الأكثرية السنية، مع حصانة للرئيس بشار الأسد وحاشيته المقربة من المحاكمات الدولية.
ونقل عن المندوب الإيراني قوله إن إيران ليست متمسكة بالأسد، وأنها تدرك بأنه انتهى سياسياً وعسكرياً وبأن الانتخابات التي سيجريها هي انتخابات صورية لا قيمة لها، وبأنه لن يحكم أكثر مما يحكم الآن، وأنها باتت تسلم بضرورة أن تحكم سورية الأغلبية السنية.
وعن عدم وجود مندوب للنظام السوري في المفاوضات، أوضح المصدر أن إيران هي اللاعب الرئيسي في سورية الآن وهي صاحبة القرار الحقيقي في الشأن السوري".
التعليق:
إن ما صدر هنا عن المندوب الإيراني وما صدر قبل عدة أيام عن الجربا أثناء زيارته لأمريكا ليدل دلالة لا تقبل التأويل أن طبخة أمريكية خبيثة قد طبخت وبمشاركة أوروبية وسعودية، ظنا منها أن باستطاعتها إعادة تحقيق ما لم تستطعه في مؤتمر جنيف 2 الفاشل حيث فشلت في جعل الائتلاف الوطني السوري يمثل أهل سوريا كما فشلت في كسب تنظيمات الثوار لحضور المؤتمر.
فأمريكا اجتهدت في أن تبقى ممسكة بالوضع في سوريا، والائتلاف اجتهد في إقناع أمريكا بأنه عميل بامتياز طمعا في منصب واهٍ تسنده إليه، وإيران اجتهدت في محاولة ضمان مصالحها في سوريا أثناء تنفيذها لدورها الذي أسندته إليها أمريكا.
فكل من الجهات الثلاث لها مطامع تريد تحقيقها إلا أن الفرق بينهم هو أن المتحكم الأساسي والأول هي أمريكا، أما إيران والائتلاف فليسوا سوى تبع لها يسبحان بحمدها وينفذان قراراتها ومطالبها، ويبدو أنها سمحت لهما بأن يظهرا أمام العالم وكأنها مطالبهما.
فوزير خارجية إيران للشئون العربية والأفريقية قبل شهرين تطابق تصريحه مع تصريح المندوب الإيراني في جلسة المباحثات السرية المذكورة أعلاه والتي باختصار تبين أن الأسد أصبح غير مرغوب فيه ولم يعد يحقق المصالح الأمريكية في سوريا، وما وجوده إلا خوفا من حدوث فراغ سياسي إن تمت إزاحته دون وجود بديل موثوق به وبقدرته على ملء مكانه بما يتناسب والمتطلبات الأمريكية، وخوفا من أن تستغل (القوى الإرهابية والمتطرفة) حسب زعمها الفراغ وتملأه.
وكذلك تصريحات الجربا في زيارته الأخيرة لواشنطن حين قال بأنه الخط الثالث الوسطي الذي ترضى به أمريكا، فهو يدرك أن أمريكا لا تريد بشارا ولا تريد الحكم الإسلامي، وهو الطالب المجدّ المعتدل الذي درس على يد أمريكا ويريد أن يسير في ركبها ظنا منه أنها المحققة لتطلعاته، لذلك فعندما أوعزت إليه بالذهاب لزيارتها أسرع إلى هناك ومكث عشرة أيام تم فيها غسل دماغه ومكافأة ائتلافه بأن منح مكتب الائتلاف في واشنطن صفة بعثة أجنبية إرضاءً للجربا وعصابته بالمنصب المسند إليهم.
وإذا عدنا إلى سنوات الثورة السورية ودققنا في إطلاق يد إيران في مساندة بشار ماديا وعسكريا في قتل المدنيين السوريين حين وجدت أمريكا أن الكفة بدأت ترجح لصالح الجماعات الإسلامية الجهادية المخلصة، لوجدنا أن إيران وحزبها في لبنان ومليشياتها في العراق ما كانت لتصمد لولا التسهيل الأمريكي لها بتخفيف القيود التي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي وإعادة جزء من الأرصدة المالية إليها، ولولا تسهيل الممرات لسفنها المحملة بالأسلحة والمرتزقة وبمساعدة الحكام العملاء.
أخيرا نقول: إن أمريكا ما كانت لتعطي إيران الضوء الأخضر إلا لتأكدها من أنها بيدها ولا تنافسها وإنما لتحصل على مكان قريب منها تحقق فيه مصالح لها تراها في المنطقة لذا رضيت بأن تكون لها يدا تبطش وصوتا يردد فيكون صدى للصوت الأمريكي.
وما كانت هذه المخادعات والاستماتة الأمريكية لتُكشف لولا ثورة الشام الأبية وأهلها الواعون الصامدون الثابتون على مطلبهم الوحيد ألا وهو إقامة الخلافة الإسلامية في أرض الشام ثم امتدادها إلى العالم حسب وعد الله سبحانه وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم.
فلتذهب أمريكا وعملاؤها إلى الظلام الدامس وليشع نور الخلافة في الشام من جديد، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية