خبر وتعليق أردوغان إذا لم تستحْيِ فاصنع ما شئت
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أضافت تركيا جبهة النصرة لأهل الشام الإسلامية، والتي تعتبر الجناح السوري لتنظيم القاعدة إلى لائحتها للمنظمات الإرهابية التي تفرض عليها عقوبات مالية، وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذه اللائحة التي عدلتها حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان نشرتها اليوم الثلاثاء في الجريدة الرسمية.
التعليق:
أولاً: تأبى ثورة الشام المباركة إلا أن تكمل مسيرتها في كشف وفضح كل من تسلق على حضارة هذه الأمة، وادعى أنه جزء منها، ولعب على مشاعرها وجراحها وآلامها، حيث أوصلته هذه الأمة إلى كرسي الحكم متطلعة إلى التغيير الحضاري، ولو على سبيل التدرج كما روج له بعض الناس، واكتسح الأصوات على أنه القائد الملهم، والأمة لا تعلم حقيقة الدور القذر الذي يقوم به، فخطاباته الرنانة أطربت مسامع أمتنا، وهو يقول: "إن حزن دمشق هو حزن إسطنبول!".
ويقول: "لن أسمح بحماة جديدة!" ويقول: "إن بشار الأسد سيدفع ثمن مجازره بحق الشعب السوري!" ويقول: "إن بشار الأسد تجاوز والده!". تلك الأقوال التي خدع بها الناس فرفعوا له صورًا وأعلامًا، وهم لا يعلمون أنه العدو اللدود للثورة، وللمشروع الحضاري للأمة، وأنه هو من سيقوم بطعن الثورة في قلبها! ... نعم إنه القائد الملهم أردوغان صاحب الطعنات تلو الطعنات للأمة، والسائر في مشروع الغرب كما يريد له الغرب أن يكون حربًا صليبيةً على الإسلام والمسلمين!
ثانياً: لقد سمعنا جعجعة، ولم نر طحينًا في كافة تصريحاتك الرعناء، ففي قضية فلسطين بعد خطاباتك ومسرحياتك قمت بالتطبيع مع كيان يهود، وأعدت العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وفتحت أجواء الفضاء في تركيا ليهود ليقوموا بالتدريب العسكري فضلا عن توريد مياه المسلمين لأعدائهم اليهود المحتلين! وفي مسألة الأرمن قدمت اعترافًا لهم بمسؤولية الخلافة العثمانية عن المذابح التي أصابتهم، فخنت بذلك الاعتراف تاريخ أجدادك، ودولة الخلافة العثمانية، ولم يجرؤ على فعلتك أزلام مصطفى كمال، فبأي شيء اعترفت؟ وماذا سيترتب عليه من التزامات على المسلمين، حيث خنت الحاضر والماضي والمستقبل! وساعدت إيران ودافعت عن دورها العسكري الأمريكي في المنطقة مقابل دور سياسي لتركيا ضمن الخطة الاستراتيجية لأمريكا في المنطقة، وتجولت في بلاد الربيع العربي داعيًا إلى العلمانية التي تلغي الإسلام من الحياة والدولة والمجتمع، وكان الأحرى والأجدر بالثوار أن يرفعوا أحذيتهم في وجهك لا أن ينفَضُّوا عنك فقط!
ثالثاً: أما ثورة الشام! وما أدراك ما ثورة الشام؟ عقر دار الإسلام قد كشفتك، فلقد صاحبت بشار المجرم بداية، وقدمت له النصائح تلو النصائح، وجالس وزير خارجيتك المجرم بشار الساعات تلو الساعات لترتيب القضاء على الثورة، وأسكنت المسلمين المهجرين من أرض الشام في مخيمات الموت على الحدود بين برد قارس، وحر قاتل، ونقلت بعض الثوار من الخنادق إلى الفنادق، وربطت بعضهم بأمريكا من خلال دور أعطي لك، وأغلقت الطريق على الثوار المخلصين، ومنعت تقديم السلاح إلا لمن تريده أمريكا والغرب، ثم صمت عن الثورة وأهلها، وتركتها بين يدي نظام مجرم، ومالكي حاقد، وإيران الحاقدة وحزبها في لبنان، بحيث لم يبق مقاتلون مرتزقة إلا ودخلوا الشام لمقاتلة أهلها. ثم أخيرًا وليس آخرًا تحظر جبهة النصرة وتعدها حركة إرهابية. لمصلحة من؟ ومن أمرك بهذا، وهي لم تهدد لك من تركيا أمنًا ولا سياسة حتى تعدها حركة إرهابية؟ لدرجة أن المسلمين في تركيا أدركوا بعد وقت أنك عميل خائن مجرم، أدركوا ذلك بعد سلسلة من الخيانات تلو الخيانات بحق المسلمين شرقًا في أذربيجان، وغربًا في ليبيا.
رابعاً: أقول لك يا أردوغان: إن ثورة الشام تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد! إنها الثورة الكاشفة الفاضحة! ولو لم يكن من حسناتها إلا هذا الكشف وهذا الفضح لكفاها ذلك فخرًا! صحيح أنها ثورة أثخنتها الجراح، وصفقتها الرياح، وتكالب وتداعى عليها اللئام، لكنها لا زالت لا تقر بغير الله ربًا، وبغير محمدٍ صلى الله عليه وسلم قائدًا، وبغير الإسلام نظامًا للحياة! صحيح أنها ثورة قسمت العالم إلى قسمين، ولا زالت تكشف وتفضح حقيقة من ركب حصانها، لكنك لا تعلم أن الثورة حصان لن يقوى على امتطائه وقيادته سوى أمثال صلاح الدين الأيوبي، وخالد بن الوليد، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين. أما أنت يا ابن العلقمي دورًا ومصيرًا إن شاء الله تعالى فستلقي بك في هاوية سحيقة!
خامساً: وأخيرًا أخاطب أهل الثورة المخلصين فأقول لهم: الحمد لله رب العالمين أن كشف أردوغان قبل أن يتدخل في ثورتكم تدخلاً مباشرًا قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾. [التوبة: 46-47] وأقول لهم ما قاله الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: ﴿وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾. [الأنفال: 71] فالثبات الثبات، والإقدام الإقدام، والإخلاص الإخلاص، والصبر الصبر، فما النصر إلا صبر ساعة كما يقولون. وأذكركم بقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. [الأنفال: 26]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان - أبو البراء