خبر وتعليق في مسيرة السلطة الفلسطينية مع يهود ... حقائق تترسخ وتتجسد يوما بعد يوم
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أعلن مصدر في مكتب رئيس حكومة يهود، بنيامين نتنياهو، فيما نشرته وكالة معا "أنّ دعوة الرئيس الفلسطيني أبو مازن لإعادة المخطوفين غير كافية، وسيتم فحص الأمر على أرض الواقع وفق الجهود التي ستقوم بها السلطة الفلسطينية لإعادة الشبان الثلاثة المخطوفين". وكان عباس قد صرح بأنّ "التصعيد من قبل الحكومة الإسرائيلية سببه اختطاف 3 شبان إسرائيليين، وإن السلطة الفلسطينية تبذل جهودها للمساعدة فى العثور على المستوطنين الثلاثة". وأضاف عباس في كلمة خلال افتتاح الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة أن حكومة الوفاق ملتزمة ببرنامج منظمة التحرير وتؤمن بالتنسيق الأمني مع "إسرائيل".
التعليق:
لقد جاء موقف السلطة الفلسطينية ورئيسها عباس من مسألة اختطاف المستوطنين قمة في التهاوي والخزي، وقد جسد الحقيقة التي طالما أكدنا عليها بأنّ السلطة الفلسطينية ذراع أمني للاحتلال، حيث تسير السلطة مع قوات يهود يدا بيد وذراعاً بذراع، وكأنها فرقة من فرق جيش يهود مع مراعاة أنها مهانة ذليلة من قبل قادة جيش يهود، لأنهم يعرفون أنهم يتعاملون مع خدام لهم وخونة لبلادهم وأمتهم، وهو ما ظل محل احتقار على مر التاريخ عند البشرية.
وهذا الأمر كان نتاجا طبيعيا لدى عباس وأجهزته الأمنية، فعباس هو ذلك الملقب بمهندس اتفاقية أوسلو الخيانية، وهو ذاته الشخص الذي فرضته أمريكا على عرفات بالقوة، وهو نفسه الذي صرح مرارا وتكرارا بأنه يريد إنهاء عذابات يهود، وهو نفسه الذي أصبح يقدس العمالة والخيانة المسماة تنسيقا أمنيا.
وهو أمر طبيعي بالنسبة للأجهزة الأمنية، تلك الأجهزة التي تربت على عقيدة دايتون الأمنية، والذين فاخر دايتون بتربيتهم على عداء أمتهم وخدمة يهود. وهي أجهزة منزوعة القيم والمبادئ إلا من لقمة الخبز التي باتوا يقدسونها، فالأجهزة الأمنية قد انسلخت انسلاخا تاما عن أهل فلسطين والأمة، وباتت اليد التي يبطش بها يهود.
ولكن اللافت هذه المرة، هو قدرة عباس وأجهزته الأمنية على ترويض حركة فتح، تلك الحركة التي تخلت عن الشعارات والعبارات "الوطنية" الطنانة والرنانة التي صدحت بها طيلة العقود الماضية، فأصبح الصمت سيمتها أمام كل ما تشاهده وتسمعه من قائدها وقائد "مشروعها الوطني" رغم أن ما تراه وتسمعه كان في عرفها خيانة عظمى!! وكان مصير من يأتي عشر معشارها لديهم هو السحل في الشوارع والإعدام في الكهوف!!
وفي المقابل فإن تصريح يهود الأخير يأتي كبصقة في وجه عباس وأجهزته الأمنية، مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، فكل ما تقدمه السلطة ليهود هو بالنسبة لهم أقل من المطلوب ودون مستواهم ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ﴾، وستبقى حقيقة يهود ﴿أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً﴾، وسيبقى عباس وأجهزته وأزلامه يلهثون وراء ما تعدهم به أمريكا وتمنيهم من دولة وسلطان حتى يأتي أمر الله فيصيبهم الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.
لقد حق على أهل فلسطين الأطهار أن يلفظوا السلطة من بينهم لفظ النواة، وأن يرفعوا الصوت عاليا في وجهها لتكف يدها عن هذه الأرض المباركة، وبغير ذلك فإن الله مؤاخذنا على ما يفعل هؤلاء. اللهم إنا نبرأ إليك من هؤلاء وفعالهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين