خبر وتعليق كيري المعارضة السورية تستطيع مساعدة العراق
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جدة الجمعة إن بإمكان المعارضة السورية المعتدلة أن تلعب دورا في صد الجهاديين الذين اجتاحوا مناطق واسعة في العراق.
وأضاف كيري عقب لقائه رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا أن "المعارضة السورية المعتدلة بإمكانها لعب دور مهم في صد الدولة الإسلامية في العراق والشام ليس فقط في سورية وإنما في العراق أيضا".
وتابع أن "الجربا يمثل قبيلة تنتشر في العراق وهو يعرف أشخاصا هناك كما أن وجهة نظره وكذلك وجهة نظر المعارضة المعتدلة ستكون مهمة للغاية للمضي قدما"، مؤكدا "أننا في لحظة تكثيف الجهود مع المعارضة".
وتزامن اللقاء مع رئيس ائتلاف المعارضة السورية مع إعلان البيت الأبيض طلب مبلغ 500 مليون دولار من الكونغرس من أجل "تدريب وتجهيز" المعارضة السورية المعتدلة.
التعليق:
هذا هو ديدن الاستعمار عبر التاريخ، لا يألو جهدا في زرع الفتن وبث الفرقة والتحريض وتنفيذ سياسات فرق تسد، عبر أساليبه الخبيثة، القديمة والحديثة، ومنها صناعة معارضة موبوءة ينتعلها وقتما يشاء وكيفما يشاء كما هي حال الائتلاف، وكذلك تسخير المال السياسي المشبوه لشراء القرارات (المعتدلة) وفقا لما يخدم مصالح القوى الغاشمة، وغرس خناجر الغدر والخيانة بين الأطراف بهدف إضعافها وإنهاكها لتسهيل القضاء عليها.
إن التلويح الأمريكي بالمال القذر الذي يسيل له لعاب الخونة من لصوص الثورات، له ثمن قد أوضحه كيري متزامنا مع إعلان البيت الأبيض طلب مبلغ 500 مليون دولار من الكونغرس من أجل "تدريب وتجهيز" المعارضة السورية (المتعدلة) كما صنفتها أمريكا، وهذا الثمن لا يخرج عن كونه القبول بالحل الأمريكي القائم على أساس القضاء على المشروع الإسلامي في الشام وتثبيت المشروع العلماني المتمثل بالدولة المدنية بتبعيتها المطلقة للراعي الأمريكي.
وحتى تتمكن أمريكا من فرض حلها السياسي الخبيث هذا فهي بحاجة للقضاء على جميع الكتائب والجماعات التي رفعت شعار الإسلام والمشروع الإسلامي في الشام، من خلال محاولة احتوائهم إقليميا من جهة للتخلي عن المشروع الإسلامي (مشروع أمة) والتبرؤ منه والمطالبة بدولة (العدل والقانون) بدلا عنه، وكذلك تحريض جميع الكتائب على قتال بعضهم بعضا من الجهة الأخرى، أملا في تفتيت قواهم وإنهاكها لتسهيل مهمة القضاء عليهم سواء من خلال الأنظمة الغاشمة في الشام والعراق وإيران، أو من خلال التهديد بالطلعات الجوية الأمريكية للطائرات بلا طيار لتدك معاقل الكتائب الإسلامية المخلصة.
إن أمريكا تعرض توسيع رقعة الفتن لتشمل العراق وسوريا وخلط أوراق الجماعات المقاتلة وبث روح الطائفية والنزعات القبلية بينها والاستعداد التام لتمويل الأعمال التي تصب في الفرقة والتنازع والاقتتال لما في ذلك من بالغ الأثر في إضعاف تلك الجماعات وضرب الثقة بينها وبين حاضنتها الشعبية، ومحاولة تيئيس الشعوب الإسلامية من المشروع الإسلامي النهضوي لتبقى متشرذمة حبيسة الهيمنة الاستعمارية الغربية.
لقد آن الأوان لجميع الكتائب الإسلامية العاملة في العراق والشام تحديدا أن تدرك أن الحل الشرعي المحمدي للخروج من هذا الطوفان الاستعماري وبناء المشروع الإسلامي العظيم، لا يكون إلا بالتأسي بالنهج النبوي في إقامة المشروع الإسلامي، ويكون كذلك بالاعتصام بحبل الله والتبرؤ من حبل الغرب وأذنابهم من حكام المنطقة والاجتماع على نصرة المشروع الإسلامي النقي الذي يحمله حزب التحرير لهذه الأمة المباركة، مشروع الخلافة العظيم الذي سيجتث الهيمنة الغربية من بلادنا ويكنس الاستعمار وقواعده العسكرية وعملاءه، ويعيد للأمة هيبتها ومكانتها وقيادتها للعالم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو باسل