مع الحديث الشريف باب صوم الصبيان
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في " باب صوم الصبيان "
حدثنا مُسَدَّدٌ حدثنا بِشْرُ بنُ الْمُفَضَّلِ حدثنا خالدُ بنُ ذَكْوَانَ عن الربيعِ بنتِ مُعَوِّذٍ قالت: "أرسل النبيُّ صلى الله عليه وسلم غَداةَ عاشوراءَ إلى قرى الأنصار، من أصبحَ مُفطراً فَلْيُتِمَّ بقيةَ يومِهِ، ومن أصبحَ صائماً فَلْيَصُمْ، قالت: فكنا نصومُهُ بعدُ ونُصَوِّمُ صِبيانَنا، ونجعلُ لهم اللُّعْبَةَ من العِهْنِ، فإذا بكى أحدُهم على الطعامِ أعطيناه ذاكَ حتى يكونَ عندَ الإفطار".
المعلومُ في الشريعة، أنَّ التكاليفَ شَرْطُها البلوغُ، فمن بَلَغَ كُلِّفَ، ومنْ لَمْ يَبْلُغْ لَمْ يُكَلَّفْ، فإنْ جاءَ الشرعُ وأمر منْ هو دونَ البلوغِ بالقيامِ بفعلٍ، أو جاء يأمرُ وَلِيَّ الصبيِّ بحملِ الصبيِّ على القيامِ بفعلٍ، فإنما هو من باب التمرين عليه فَحَسْبُ.
وإن كان يُثاب على فعلِهِ هو ووليُّهُ، ومن ذلك الصيامُ. فوليُّ الصبي يأمرُ صبيَّهُ بالصيامِ ويَحُثُّهُ عليه دونَ أنْ يصلَ الأمرُ والحثُّ إلى حَدِّ الإكراهِ والإجبارِ، فإن امتثلَ الصبيُّ للأمرِ فبها ونعمت، وإن قَصَّرَ فلا شيء عليه ولا على وليِّه.
أما متى يبدأ الطلبُ من الصبي أن يصوم؟ فإن الشرعَ لم يحددْ سناً معينةً كما فعل بخصوص الصلاة، ولا يصحُّ القياسُ في العبادات، فلا يُقاسُ الصيامُ على الصلاةِ، وتبقى السِّنُّ مُطْلَقَةً غيرَ مُقَيَّدَةٍ، والأمرُ كلُّه راجعٌ لتقديرِ أولياءِ الأمورِ، وصحةِ الصبيانِ وقدرتِهم البدنية.
فالأصل عند المسلمين أن يعوّدوا أولادَهم الصِّغارَ على أداءِ بعضِ التكاليفِ التي سيقومون بها كِباراً مما يُطيقونَ القيامَ به.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.