خبر وتعليق عُمان تحمل رسالة الإسلام إلى البرازيل
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
ذكرت جريدة الوطن العمانية أن معرض "رسالة الإسلام الدولية" الذي تقيمه وتشرف عليه وزارة الأوقاف والشئون الدينية يواصل مسيرته الدولية للتعريف بالسلطنة ونشر ثقافة التعايش والسلام، وتعزيز قيم التفاهم والحوار، في محطته الثامنة والأربعين بمدينة فوز دو إيجواسو بجمهورية البرازيل الاتحادية، تزامنا مع الحدث الكروي العالمي لنهائيات كأس العالم. وقد اعتبرها عدد من المسؤولين البرازيليين فرصة كبيرة للتعرف على الحضارة العمانية وازدهارها عبر التاريخ. فيما أضافت صحيفة العرب الصادرة من لندن بتاريخ 3 يوليو 2014 أن الوفد العماني قام، إبان إقامة مشروع "رسالة الإسلام" في البرازيل بزيارة إلى الكنيسة الأكبر في أمريكا اللاتينية، والاطلاع على معالمها المعمارية وتاريخها، كما تم تبادل وجهات النظر في سبيل تعزيز مسيرة التسامح بين الأديان واحترام المقدسات والأنبياء. وذكرت الصحيفة أن عمان قدمت بالتزامن مع هذا المعرض ومع أحداث وفعاليات كأس العالم مشروعا عالميا في بث رسائل مختارة للجمهور تحض على التسامح وقامت كذلك بحملة تحت اسم "افعل شيئا من أجل التسامح" تهدف إلى تمكين كل شباب العالم من ابتكار الأفكار والتجارب والجهود التي يمكن أن تسهم ولو بشكل بسيط في نشر ثقافة التسامح في المجتمعات الإنسانية.
التعليق:
ازدادت في الفترة الأخيرة إقامة واستضافة عمان للعديد من الفعاليات والأنشطة حول التسامح الديني والتعايش؛ من ملتقيات ومؤتمرات ومعارض واستقبال للوفود الأجنبية؛ سواء من أوروبا أو أمريكا أو غيرها، بهدف التعرف على السلطنة وتجربتها في مجال التسامح الديني والتعايش. فبرز لعمان دور ريادي في العالم، حسب زعمهم، في الدعوة إلى ما يسمى الحوار والتفاهم ونشر ثقافة السلام والتعايش مع الآخر. وبحسب المصدر العماني فإن تنظيم المعرض الأخير في البرازيل وبالتزامن مع فعاليات كأس العالم هو للتعريف بالسلطنة. أي أن الهدف منه هو تسليط الضوء على هذا البلد المنغلق سياسيا الذي لا يتم التطرق إلى شؤونه أو تناوله عند الحديث عن قضايا الأمة أو عن تطورات الأحداث في المنطقة أو العالم إلا نادرا، ولإكسابها شيئاً من الانفتاح الإيجابي، حسب وصفهم، وليس له علاقة بعنوان المعرض "رسالة الإسلام".
إلا أن الدعوة إلى ما يسمى الحوار والتفاهم والتعايش مع الآخر وتحت شعار "رسالة الإسلام" تحمل في طياتها تضليلا سافرا للرأي العام عن رسالة الإسلام الحقيقية. فهي تفهم الناس بأن الإسلام جاء لنشر قيم التسامح والتعايش والحوار مع الشعوب الأخرى بمختلف عقائدها وبأن هذه القيم هي السبيل لتحقيق سعادة البشرية واستقرارها وتقدمها. في حين أن الحقيقة هي أن هذه القيم ليست سوى دعوات الدول الرأسمالية الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا لجعل مبدئهم الرأسمالي العلماني أساسا للتعامل بين الشعوب. وهي ترسيخ لفكرة أن الإسلام دين روحي، أخلاقي، كباقي الأديان، لذلك لا يتحرج دعاتها من تبادل وجهات النظر مع أصحاب الأديان الأخرى في سبيل تعزيز مسيرة التسامح بين الأديان واحترام المقدسات والأنبياء.
إن رسالة الإسلام يجب أن تفهم وتحمل للعالم بحسب ما يقتضيه الانتماء للإسلام وليس بحسب الانتماء الوطني ومصالحه السياسية، فالإسلام جاء ليصهر الشعوب بعقيدته الحقة وجعلها أمة واحدة وتلغي كل الروابط الأخرى. والإسلام دين عقيدته روحية سياسية تنبثق عنها معالجات مشاكل الحياة جميعها، فكان لزاما بأن تحمل رسالته بالطريقة التي تظهر قوة الإسلام في عقيدته وأنظمته في الحياة. وبالطريقة التي تبرز أن الإسلام أتى لرعاية شؤون البشر كلهم ليضبط علاقاتهم بخالقهم وبأنفسهم وببعضهم بعضا وليخرج الناس جميعا من ظلمات حكم الطاغوت إلى نور حكم الإسلام في دولته.
وقد كان حرياً بأهل عمان الذين شرفهم رسول الله بالدعاء لهم أن يلتزموا الطريقة الشرعية لحمل رسالة الإسلام للعالم أسوة بالصحابي الجليل ربعى بن عامر الذي قال "إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه؛ فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدا إلى موعود الله... الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي". هذه هي رسالة الإسلام التي حملها ربعي إلى رستم والتي جعلت الأخير يقول لرؤساء قومه "هل رأيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل؟". نعم هذه هي رسالة الإسلام وهذه هي عزة المسلم عندما يحملها خالصة صافية نقية. هكذا حملها المسلمون طوال عصور مجدهم فسادوا العالم وأقاموا حضارة الإسلام الشامخة وحملوا رسالته للعالم من خلال دولته دولة الخلافة التي بها وحدها عمت العدالة وعاش المسلمون مع غيرهم في أمن وأمان تحت ظل تشريع.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم أم المعتصم