خبر وتعليق آلاف اللاجئات السوريات يصارعن الحياة يوميا (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
نشرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء الثامن من تموز/يوليو تقريرا بعنوان "امرأة وحدها - صراع اللاجئات السوريات من أجل البقاء على قيد الحياة "، وقيل أن أكثر من 145,000 أسرة سورية تعيش في مصر، ولبنان، والعراق والأردن تعولها نساء مع كامل المسؤولية لأنه قد تم قتل رجالهم، أو القبض عليهم، أو أنهم في عداد المفقودين في سوريا، هذا هو وضع واحدة من كل أربع عائلات من الذين فروا من القتال في البلاد، ويفصّل التقرير كيف تواجه هذه النساء حياة من الفقر الشديد، والتحرش والعزلة، وكيف أنها تكافح يوميا لتوفير الغذاء والمأوى لأطفالهن، فضلا عن حماية كرامتهن من المجرمين العازمين على انتهاكها، وكيف أن واحدة من ثلاث نساء ذكرت أنه ليس لديها ما يكفي من الطعام، وأضاف التقرير "وتكافح معظم النساء يوميا للعثور على ما يكفي من المال لدفع الإيجار، وشراء المواد الغذائية والأساسية، أو الحصول على خدمات مثل الرعاية الصحية، قصصهم في كثير من الأحيان مفجعة: الأمهات بحاجة إلى قضاء ساعات للحصول على العلاج لأطفالهن المرضى في المستشفيات، الأمهات لم يعد لهن أي خيار سوى السماح للأطفال بالعمل، أو ترك أطفالهن وحدهم في الذهاب للعثور على وسيلة لكسب المال"، فاتن التي تبلغ السبعين من العمر وتعيش في القاهرة، وأحد اللواتي تمت مقابلتهن للتقرير، ذكرت أنها تؤثر حفيداتها اللاتي تتراوح أعمارهن بين 9 و 11 حين يتوفر الطعام، وقالت "لا آكل حتى يشبعن، أنا سعيدة بأن آكل قطعة محمصة من الخبز للتأكد من أنهن يحصلن على ما يكفي من الطعام"، هذا وقد علّق انطونيو غوتيريس رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قائلا "لمئات الآلاف من النساء، الهروب من ديارهن المدمرة كان فقط الخطوة الأولى في رحلة المشقة.. حيث يجري إذلالهن ليفقدن كل شيء." الآن تقريبا ثلاثة ملايين شخص فروا من البلد، تقريبا أربعة من أصل خمسة منهم هم من النساء والأطفال.
التعليق:
فلتت النساء المسلمات الشريفات من الشام من إراقة الدماء وقمع لا يوصف في سوريا، إلا أنهن يتعرضن إلى كابوس العيش في مأواهن الجديد، وعلى الرغم من محنتهن التي تكسر القلب، فإن هذا لا يكفي كي تتحرك الحكومات لتوفر لهن حياة جيدة أو حشد جيوشها لحماية دمائهن، هذه الحكومات الغادرة ارتكبت جريمة مزدوجة ضد أخواتنا، ليس فقط أنها قد تخلت عنهن وتركتهن لبراثن الأسد القاتل وشبيحته الذين انتهكوا حرماتهن بالطريقة الأكثر وحشية، بل إنهم نبذوها منهن على أراضيهن، مع إجبارهن على العيش حياة البؤس التي لا تنتهي والعذاب المتواصل.
يا جيوش المسلمين! لا يجدر بكم الاستمرار في التعامل مع هذه الزمرة من الحكام الغادرين الذين لم يعودوا على الأمة بشيء سوى الإذلال والألم، فعليكم التحرك فورا لحماية الأخوات اللاتي يستغثن طلبا للحماية؟ ألا تتمزق قلوبكم لما ترونه وتسمعونه عن أخواتكم وأطفالهن الذين يعانون في سوريا، وفلسطين، وميانمار، ووسط أفريقيا وعبر العالم، بينما الطغاة يجبرونكم على البقاء في الثكنات الخاصة بكم ولا يسمحون لكم بنجدتهم؟ ألا ترغبون في كسب شرف البطولة والدفاع عن المسلمين، حيث ستدعو لكم الأجيال القادمة لأنكم حررتم الأمة من الظالمين؟ عليكم استبدال الخوف بالشجاعة، والعار بالكرامة، والسير على خطا جنرالات الجيش في الماضي من أمثال صلاح الدين الأيوبي الذي أعاد في هذا الشهر شهر رمضان الكرامة إلى أرض الشام بتخليصها من الطغاة، فحين نصحه أحد مستشاريه بتأخير القتال حتى بعد شهر الصوم، أجابه صلاح الدين "الأعمار قصيرة، والموت لا يعطي إشارة فضلا عن أننا يجب أن لا نترك المحتلين في بلاد المسلمين لأكثر من يوم واحد، لأن تحريرها منهم واجب علينا"، وفي أحد خطاباته لتحفيز جنوده قال هذا القائد العظيم "أيها الأخوة! تذكر أن حياة وشرف كل مسلم هي في حمايتك، أنت من أنصار وجنود الإسلام اليوم. لا يوجد أحد إلا أنت الذي يمكن أن يواجه هذا العدو. فإذا فقدت شجاعة القلب تفسح المجال للعدو بأن يدمر بلاد المسلمين، وإذا حدث ذلك - لا سمح الله - فإنك سوف تكون مسؤولاً عن ذلك، لذلك عليك مسؤولية الدفاع عن هذه الأرض وشعبها، وأنت وحدك من يعتمد المسلمون عليه في سلامتهم وأمن أراضيهم".
يا جيوش المسلمين، أنتم أحفاد صلاح الدين، اتخذوا كلماته قدوة واتبعوا خطاه ودافعوا عن الأمة، فليعد رمضان شهرا لانتصارات المسلمين، وانتصروا للإسلام بإسقاطكم الحكومات المجرمة وإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة التي ستعيد العزة للمسلمين، وبفعلكم هذا ستحوزون ما وُعد به الأنصار من درجات عليا في الجنة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نواز
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير