الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بَعدَ إِعلانِها خلافةً على منهاجِ النُبوة الحلقة الثامنة الأمنُ والأمانُ

بسم الله الرحمن الرحيم


مِن أعظمِ النعمِ التي يُنعِمُ بها علينا ربُنا سبحانَه وتعالى نعمةُ الأمنِ والأمانِ، ففي رحابِ الأَمنِ يأمنُ الناسُ على أموالِهم ومحارمِهم وأعراضِهم .. وفي رحابِ الأمنِ وظلِه تعمُّ الطمأنينةُ النفوسَ، ويسودُها الهدوءُ، وترفرفُ عليها السعادةُ، وتُؤدى الواجباتُ باطمئنانٍ، من غيرِ خوفِ هضمٍ ولا حرمان. لكنَّ هذهِ النعمةَ فقدناها بفقدِ الدولةِ الراعيةِ لِأحكامِ اللهِ سُبحانَهُ وتعالى "دولةِ الخلافةِ".


يومَ أن كانت لنا دولةٌ؛ وأيةُ دولة! دولةُ الخـلافةِ الإسلاميةِ! التي بسطتْ الأمنَ والأمانَ في ربوعِ العالمِ، كانَ الخليفةُ يَسهرُ بِنفسِهِ على حِفظِ الأمنِ والأمانِ لِلرعيةِ، بل وكانَ يتعاملُ بِجدِّيةٍ مع أيةِ حالةٍ أمنيةٍ تَمُسُّ أَمنَ رعاياه، حتى أن غيرَ المُسلمينَ شهِدوا بذلِك... يُروى أنَّه في أيامَ الخِلافةِ العُثمانية: (تاهتْ فتاةٌ في ليلةٍ مظلمةٍ وكانت ثلوجٌ وعواصف حينها، فخافَ أهلُ الفتاةِ على بنتِهم أن تقعَ بيدِ أحدِ المُجرمينَ، فظلّوا طوالَ الليلِ يبحثونَ عنها... وفجأةً وقبلَ الفجرِ جاءتْ عربةُ شرطةِ الخلافةِ العثمانيةِ تحملُ الفتاةَ، وسلَّموها لِأهلِها وهم يرددونَ: العِرضُ عِرضُ السُلطانِ، العِرضُ عِرضُ السلطانِ، فلما سألَهم أهلُ الفتاةِ عن المعنى قالوا: عِرضُ بنتِكم هو عِرضُ السُلطانِ "الخـليفة"، ونحن نُرجِعها لكم كما ضاعتْ دُونَ أن يمسَّها سوء).

 

أما في ظلِّ النظامِ الرأسماليِّ الحاليِّ، ليستْ هُناكَ قوانينُ رادعة، تحولُ دونَ وقوعِ الجرائمِ، ولا أجهزةٌ تخصَّصُ بِالفعلِ لِحفظِ أمنِ الناسِ مهما كلَّفَ الأمر.


لكنَّ شكلَ نِظامِ الحُكمِ في الإسلامِ مختلفٌ، فتتولى دائرةُ الأمنِ الداخلي إدارةَ كلِّ ما له مَساسٌ بِالأمن، ومنعَ كلِّ ما يُهددُ الأمنَ الداخلي، وتحفظُ الأَمنَ في البلادِ بواسطةِ الشرطةِ. من ما يهددُ الأمنَ الداخليَّ كالردةِ، والحرابةِ، والاعتداءِ على أموالِ الناس، والتعديِّ على أنفسِ الناسِ وأعراضِهم.


بِالإضافةِ إلى أنَّنا نُعاني مِن التهديدِ الأجنبيِّ لِأمنِنا، فسياسةُ العملياتِ السريةِ "السوداء"، التي تمارسُها وكالاتُ الاستخباراتِ الأمريكيةِ في جميعِ أنحاءِ العالم، من أمريكا اللاتينيةِ إلى جنوبِ شرقِ آسيا؛ لإبقاءِ نارِ الصراعِ مشتعلةً ومتوقدة، تحرقُ البلادَ وتُغرِقُها في بحرِ انعدامِ الأمن.


لكنَّ دولةَ الخلافةِ القائمةَ قريباً بِإذنِ الله، ستحشِدُ قواتِنا المسلحةَ دونَ أدنى تأخير، لِقطع تِلكَ الأَذرعِ الأجنبيةِ، وستغلقُ كافَّةَ سفاراتِهم وقنصلياتِهم...


فالخلافةُ هيَ وحدُها التي تؤمنُّ الحمايةَ الكاملةَ لِلمُسلمينَ من الأذى، مهما كان مصدرهُ، سواء أكانَ مصدرُه الأذرعَ السياسية، أم العسكريةَ، أم الاستخباراتِ الأجنبية، مثل وكالةِ المخابراتِ المركزية، أم المنظماتِ العسكريةِ الخاصة، التي يعملُ فيها مرتزقةٌ قتلة، من أمثالِ ريموند ديفيس. وحزبُ التحريرِ يؤكِدُ بأنَّ هذه الإجراءاتِ يمكنُ تنفيذُها في غضونِ ساعاتٍ قليلةٍ فقط، بعد تحريرِ قواتِنا المسلحةِ مِن فخِ خِدمةِ المصالحِ الأمريكيةِ الذي وقعتْ فيه.


إنَّ الأمنَ والأمانَ الذي تستحقهُ بِلادُنا، لن يتحققَ إلا بقيامِ دولةِ الخلافة، وبالتالي، فإننا ندعو الأمةَ لِلعملِ مع حزبِ التحريرِ في دعوتِه، وندعو الجيوشَ لإعطاءِ النصرةِ له.


فالخلافةُ هي التي ستنشرُ الأمنَ والأمانَ في الشامِ وهي التي ستَمنع تمزُّقَ العِراق، وتعيدُ ما فُصِلَ من السودان، وتعيدُ اللحمةَ إلى الصومال، وتزيلُ الحدودَ والسدودَ التي رسمَها الكفارُ المستعمرونَ مِن أطرافِ المحيطِ الهادئِ حيث إندونيسيا وماليزيا إلى شواطئِ الأطلسي حيثُ المغرب والأندلس. إنَّها التي تَنشر العدلَ والخير، وتُعِزُّ الإسلامَ والمسلمين، وتقطعُ دابِرَ الظُلمِ والشر، وتُذِلُّ الكفَّارَ المُستعمرين...


هذا ما ستكسِبهُ الأمةُ "بعدَ إعلانِها خلافةً على منهاجِ النبوة": "الأمنُ والأمان".


﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع