خبر وتعليق زيارة مدير المخابرات المصري لكيان يهود
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
طرحت زيارة مدير المخابرات العامة المصرية، محمد فريد التهامي، إلى إسرائيل قبل يومين من العدوان على غزة، الكثير من التساؤلات، لا سيما وأنها جاءت قبل العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال على القطاع. فقد أعلنت الإذاعة العبرية أن التهامي التقى عددا من القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الزيارة تركزت حول التصعيد الأخير بين إسرائيل وحركة حماس في أعقاب اختطاف ومقتل ثلاثة مستوطنين.
كذلك أكد مراسل الإذاعة للشئون الفلسطينية أن لقاءات التهامي بالقيادات الإسرائيلية تناولت ما وصفها بـ"العلاقات الاستراتيجية" بين تل أبيب والقاهرة والأوضاع الأمنية بسيناء. وكانت مصادر إسرائيلية أكدت أن الوساطة التي كانت تقودها المخابرات المصرية بين حماس وإسرائيل توقفت قبل أيام، بعد أن رفض اللواء التهامي "قائمة مطالب جديدة" قدمتها الحركة نظير وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. موقع" ديبكا" القريب من المخابرات العسكرية في إسرائيل لفت إلى أنه: "حال وافقت مصر على تنفيذ قائمة مطالب حماس، فسوف تضطر للانسحاب من كل الخطوات العسكرية التي اتخذتها خلال النصف العام الأخير على طول حدود مصر وقطاع غزة، والتي هدفت إلى تقليص القدرات العسكرية لحماس، بما في ذلك إعادة فتح جزء من أنفاق التهريب لقطاع غزة". وكان الموقع نشر بتاريخ 15 يونيو تقريرا زعم فيه أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعطى الموافقة المبدئية لإسرائيل لشن عملية عسكرية على قطاع غزة بهدف تدمير البنية العسكرية لحركات المقاومة بما فيها حركة المقاومة الإسلامية حماس. وإذا ما صحت التقارير الإسرائيلية فإن القاهرة ليست وحدها من وافقت على شن عملية عسكرية لتدمير البنية التحتية لحركة حماس في غزة بل أيضا الرياض ودبي، الأمر الذي عبر عنه موقع "ديبكا" بالقول: "السيسي كان راغبا بشدة في إنجاز هذا الهدف، على خلفية دعم حماس للإخوان المسلمين. لكن وقبل أن يعطي ردا نهائيا لإسرائيل، يتعين عليه الحصول على موافقة السعودية والإمارات اللتين تمولان نظامه وجيشه". ومن الجدير ذكره، أن القناة الثانية العبرية، كانت قد قالت أن الإمارات أبدت استعدادها لتمويل أي عملية عسكرية صهيونية جديدة ضد قطاع غزة. ونقل هذا الخبر مراسل القناة المطلع على زيارة قام بها الوزير الإسرائيلي سلفان شالوم للإمارات، مشيرا إلى أن تعهد الإمارات ذاك جاء بشرط القضاء على حركة حماس نهائياً.
التعليق:
أولا: فصل آخر من فصول الخيانة العظمى، فصل آخر من فصول الأعمال القذرة يقوم بها مدير المخابرات المصرية، يذهب إلى دولة يهود لينقل لها موافقة السيسي على ذبح الشعب المسلم في غزة، ومحاصرته حتى لا تقوم له قائمة، وعبد الفتاح السيسي يقوم بنفس المهام القذرة التي قام بها سلفه حسني مبارك عندما أعطى الإذن لكيان يهود بضرب غزة عام 2008.
إن جميع فصول الخيانة التي قامت بها السلطة الفلسطينية ضد شعبها وحفاظا على أمن يهود كانت تتم بجهود المخابرات المصرية، فقد أشرفت على إنشاء الأجهزة الأمنية الفلسطينية ودربتها على حكم شعبها بالحديد والنار خدمة لليهود وحماية لهم من غضب المسلمين في فلسطين.
فصول الخيانة هذه تذكرنا بفصل خيانة الثورة في سوريا الذي قام به عمر سليمان المدير السابق للمخابرات المصرية والذي قضى مع الذين قضي عليهم في العملية التي استهدفتهم.
إن أجهزة المخابرات في مصر وغيرها من بلدان العالم الإسلامي همها الأول هو ترويض المسلمين وترويعهم وحكمهم بالحديد والنار خدمة لملة الكفر، باعوا أنفسهم ودينهم وإسلامهم وآخرتهم بثمن بخس فما هي إلا سنوات يتمتعون بها بدنيا فانية ثم مأواهم جهنم وساءت مصيرا.
لقد أدركت الشعوب المسلمة أن الحكام والمخابرات هم ألد أعدائهم فثارت عليهم، ولكن المخابرات أجهزت على ثورتهم وأفرغتها من مضمونها وأعادت إنتاج النظام القديم، فها هو السيسي يقوم بنفس المهام القذرة التي قام بها حسني مبارك، ومدير المخابرات في عهده يقوم بنفس المهام القذرة التي قام بها عمر سليمان في عهد مبارك.
لقد وضعوا الشعب المصري أمام خيارين الشرعية أو الانقلاب، وكلاهما خيار باطل لا يصح المفاضلة بينهما أو اختيار أحدهما.
لا بد من ثورة أخرى في مصر يختار الناس فيها بين العلمانية سواء علمانية السيسي أو علمانية مرسي وبين الإسلام المتمثل بدولة الخلافة، فإذا اختار أهل مصر الخلافة وسعوا إلى تحقيقها عند ذلك يسقطون زعماء الانقلاب ويعودون إلى شرع الله لا إلى شرعية الديمقراطية والمدنية والعلمانية.
ثانيا: إن حكام المسلمين يتآمرون على المسلمين عامة ويمولون الحروب (الإسرائيلية) والأمريكية والأوروبية على الإسلام والمسلمين، والآن يتآمرون على الإخوان المسلمين ويريدون القضاء عليهم.
لقد بليت الأمة الإسلامية بحكام أعداء ينظرون للشعوب الإسلامية نظرة العداء، ينفقون أموال الأمة في ضربها وقتلها وتمكين الأعداء منها، بل إنهم أشرس من العدو عليها، فما فعله بشار يفوق ما فعلته يهود وأمريكا وبريطانيا بالأمة.
ومع هذه العداوة الشرسة إلا أن الإخوان ومنهم حماس كانوا ينظرون لهم باعتبارهم أولياء أمر يجب على المسلمين طاعتهم ، مقابل المساعدة وطلب العون منهم.
فانظر إلى ما آل إليه الأمر من اجتماعهم على ضرب الإخوان في مصر وضرب حماس في غزة، فهل وعى إخواننا الدرس وأدركوا أن الحكام أعداء للأمة وليسوا ولاة أمر، وأنه يجب خلعهم وخلع أنظمتهم من جذورها وليس تغيير وجه بوجه، وأن يكفوا أتباعهم في الدول الأخرى عن ترويض الناس لولاة الأمر خاصة في الأردن والمغرب.
وأن يكفوا عن المطالبة بالديمقراطية والمدنية وأن الخلافة هي الخيار الصحيح والحكم الشرعي الذي يجب التمسك به والسعي لإيجاده.
وأن يعلموا أن العزة لله ورسوله والعزة في تطبيق شرعه لا في تطبيق المدنية والديمقراطية، وأن من يتولى أعداء الله ويطلب العزة عندهم فإن الذل مصيره.
﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾
كتبته لإذاعةالمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين