خبر وتعليق هل عرفت الأمة وظيفة الجيوش الرابضة في ثكناتها
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
اليوم الثامن على الهجوم الوحشي اليهودي على غزة، وأكثر من مئة شهيد، ومئات الجرحى، ومئات البيوت المهدمة. (كل وكالات الأنباء).
التعليق:
ثمانية أيام بلياليها تمر على المسلمين في غزة، والقصف اليهودي الوحشيّ المجرم مستمر، يصيب من الأمة عزتها وكرامتها قبل أن يصيب أرواح أبنائها وبناتها وأطفالها وشيوخها، ولم يتحرك جيش من جيوش المسلمين لا من دول الجوار ولا من غيرها، فلماذا هذه الجيوش أيها المسلمون؟
ألم تر الأمة تلك الجيوش أيام الثورات كيف كانت تقف في وجه الأمة، لتحميّ الحكام من الأمة ومن محاولاتها استعادة سلطانها، الذي سلبه هؤلاء الحكام. هذا هو الجيش السوري يصبّ نيرانه على أبناء الأمة كما لم يفعله مع يهود، رغم كثرة الدواعي لذلك، ورغم تحليق طيران يهود فوق قصر الرئاسة في دمشق، لم يتحرك الجيش، واحتفظ سيادة الرئيس بحق الرد، وما زال يحتفظ به، ولكنه سرعان ما حرك جيشه في وجه الأمة لما حاولت الانعتاق من استعباده وتعبيده الأمة للغرب الكافر.
وقبل فترة ليست ببعيدة شاهدت الأمة الهالك القذافي وتحريكه الجيش للوقوف في وجه الأمة، وفي اليمن شاهدنا مثل ذلك، وها هي العراق تسلط ميليشيات الحكومة الطائفية على أبناء المسلمين في العراق، وفي الأردن شاهدنا رجال الدرك يقفون في وجه الأمة لما تحركت، وفي البحرين شاهدنا قوات درع الجزيرة تضرب بيد من حديد، ولكن تضرب من؟ تضرب أبناء الأمة المنتفضين في وجه الحكام، وها هو جيش مصر يضرب يمنة ويسرة ولكن أين؟ في المدن والأحياء، يضرب أبناء الأمة.
وسؤال يجب طرحه: من أين لتلك الجيوش تلك الميزانيات؟ أليست ميزانياتها من أموال الأمة؟ ثم للأسف الشديد نجد هذه الجيوش تتحرك لتضرب الأمة إذا فكرت بالتحرك.
هل هناك ظرف يقتضي تحريك هذه الجيوش أشدّ من هذا الظرف؟ ظرف هجوم يهود الوحشيّ على غزة وأبنائها وبناتها؟ حصل ما حصل، ويحصل ما يحصل، ولم نجد من لَوّح باستخدام القوة من حكام المسلمين، ولا من ضباط جيوشهم، ولا من جنودهم، فلماذا هذه الجيوش؟
لماذا هذه الجيوش؟ ولماذا ندفع لها الميزانيات الضخمة؟ ثم لماذا هي رابضة في ثكناتها لا تحرك ساكناً أمام عدوان يهود على المسلمين في غزة؟
الجواب، وبكل بساطة، وهو ما يجب على الأمة أن تعرفه وتوقن به حق اليقين، وهو أن هذه الجيوش إنما هي لحماية هؤلاء الحكام، الذين يستعبدون الأمة، ويصدونها عن دينها، ويمنعونها من إقامة شرع ربها، ويمكنون الغرب من رقاب أبناء الأمة، ومن ثرواتها وخيراتها. هذه الجيوش ليست لحماية الأمة، بل لحماية الحاكم من الأمة، ولتنفيذ مخططات الغرب الكافر.
إلى متى ستبقى الأمة صامتة عن جيوشها؟ ومتى ستعيد الأمةُ الجيوشَ إلى وظيفتها الأصلية، فتحمي البلاد والعباد من كل شر؟ أم أنها لم تدرك بعد وظيفة هذه الجيوش؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو محمد خليفة