خبر وتعليق حول الوضع السياسي في الجزائر
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
نشرت قناة "فرنس 24" خبرا تحت عنوان وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن مقتل 7 أفراد من الأمن إثر انفجار قنبلة غرب الجزائر.
التعليق:
يأتي هذا العامل الإرهابي بعد فترة مستقرة نسبيا عاشتها الجزائر بعد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعهدة رابعة في حين أن الجزائر عاشت فترة مضطربة واحتقاناً سياسياً وغلياناً شعبياً وأعمالاً إرهابية متفرقة قبل فترة الانتخابات (سقوط طائرة عسكرية، مقتل 14 جندياً في جبال تنمراست، وقفات احتجاجية في جل المدن أهمها مدينة غرداية) وأخمدت هذه الأعمال بعد الانتخابات إثر إصلاحات قام بها عبد العزيز بوتفليقة أهمها إشراف أحمد أويحيى منصب مدير الديوان الرئاسي. والمعروف لدى الساسة الجزائريين أنّ بوتفليقة لا يحب أويحيى ومع ذلك يعينه مديرا لديوانه والذي شغله سابقا في فترة حكم اليمين زروال (1994- 1995) يعتبر هذا التعيين أحد شروط السماح لبوتفليقة لاجتياز امتحان لعهدة رابعة وهذا الإملاء جاء من المؤسسة العسكرية وبالتحديد من جهاز الاستخبارات تحت قيادة الجنرال التوفيق.
في حين الكل يعلم إصرار بوتفليقة سابقا على قصف أجنحة المخابرات ومحاولة إحالة الجنرال التوفيق على المعاش. يعتبر هذا الإجراء خضوعا لأمر الواقع لعدم جر البلاد إلى عشرية سوداء إلا أنّ توتّر الأجواء السياسية في المنطقة بمجملها خاصة ليبيا وتهديد القاعدة بأعمال إرهابية في كل من تونس وليبيا والجزائر فتح شهية الأمريكان لدخول المنطقة تحت هذا المسمى فأوعزت لفرنسا وتونس والجزائر إشراكها في عملية عسكرية داخل التراب الليبي.
إلا أن الجزائر ترفض كل الرفض أن تحشر جيشها في مشاكل خارجية فرفضت الدخول مع أميركا حربها في ليبيا كما رفضت الدخول مع فرنسا حربها في مالي مما دفع بوتفليقة أخيرا لتعديل الدستور حيث اجتمع مع قيادات أمنية وعسكرية لمناقشة موضوع تعديل الدستور وأبرزها المادتان 25 و173 اللتان تحددان دور الجيش في حماية الحدود والحفاظ على وحدة الإقليم الجزائري ومنعه من أي تدخل خارج الحدود في المستقبل إلا في حالة واحدة وهي إسناد قيادته للأمم المتحدة أو قيادة عربية موحدة في إطار الاتفاقية العربية للدفاع المشترك التي أرسلت الجزائر بموجبها قوات للمشاركة في حربي 67 و73.
يأتي هذا العمل الإرهابي كسابقه من الأعمال الإرهابية في شكل رسالة مشفرة من قبل جهاز المخابرات إلى جناح السلطة للعدول على الإجراءات والقرارات الأحادية الجانب.
تبقى الجزائر كغيرها من بلاد الإسلام مسرحا للصراع الدولي (أمريكا، فرنسا، بريطانيا) بأدوات من الداخل لمزيد الخضوع والخنوع لإملاءات الغرب ومزيد من تكريس الاستعمار والشعب يعاني الويلات على جميع الأصعدة لعقود من الزمن نتيجة سياسة حكام باعوا الأرض وخانوا العرض واستكانوا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة - تونس