خبر وتعليق الحكومة الليبية ترتمي في أحضان الغرب من جديد
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أورد موقع جريدة الأخبار بتاريخ 2014/07/16م خبرا جاء فيه: بعد استنفاد كافة السبل لوضع حدّ للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، أعلنت الحكومة الليبية، ليلة الثلاثاء، أنها تدرس إمكانية طلب تدخل قوات دولية لمساعدتها على بسط الأمن والنظام في البلاد، ولا سيما في العاصمة طرابلس، التي تعرض مطارها، مساء الاثنين، لوابل من القذائف، في وقت دعا فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى وقف العنف في ليبيا، مؤكداً أن الولايات المتحدة تعمل مع القادة الليبيين، عل إنهاء الاضطرابات.
وقال كيري، في مؤتمر صحافي في فيينا، إن العنف «خطر وينبغي أن يتوقف، ونحن نعمل بجد لتحقيق التماسك السياسي»، مضيفاً «نحن بكل تأكيد قلقون لجهة مستوى العنف في ليبيا».
التعليق:
وهكذا توضع منطقة جديدة من بلاد المسلمين في دوامة حرب أهلية طاحنة، يتصارع فيها الإخوة على مناطق نفوذ للسيطرة على ثروات البلاد ولتحقيق مطامع شخصية أو فئوية أو قبلية على حساب عامة الناس، ولو أدى الأمر إلى إزهاق الأرواح وإراقة دماء المسلمين المعصومة.
خيرات ليبيا تنهب برا وبحرا بواسطة السفن والقوافل المحروسة بالقوات الخاصة لتأمين مرورها وعبورها إلى أوروبا ثمن التدخل العسكري في معركة التحرر من الطاغية القذافي، حيث كان الاتفاق مع الحكومة المؤقتة آنذاك هو تدخل قوات الناتو مقابل تأمين مصالح أوروبا الاقتصادية وإغلاق معابر الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وها هي القوات الخاصة تحكم السيطرة على منابع النفط وموانئه في وقت يحرم المواطن من الاستفادة من عائداته التي تذهب تسديدا لفاتورة العمالة والخيانة التي أقدمت عليها الحكومة التي ما زالت ترتمي في أحضان الغرب باستدعاء القوات الأجنبية للتدخل من أجل حماية الحكومة ومؤسسات الدولة من هجمات القوات المعارضة.
إن طلب الدولة مجددا من قوات أجنبية أن تتدخل في حل أزمة الصراع الداخلي يدل دلالة واضحة على استمراء هذه الحكومة في الخيانة والرضوخ للمطالب الأجنبية بالإبقاء على القوات المسلحة بحجة حماية المؤسسات ومرافق الدولة من هجمات المسلحين الذين عادة ما يوصفون بالإرهابيين، وخاصة إذا كانوا من أصحاب التوجه الإسلامي كما هو الحال فيمن يهاجم المطار في طرابلس هذه الأيام.
منذ متى يهتم كيري أو الخارجية الأميركية بالتماسك السياسي في ليبيا؟ ألم يكن لنا عبرة في تمزيق العراق الذي يصنع على أعين أميركا وبمباركة منها؟ ألم يدرك هؤلاء الساسة الأغرار في ليبيا أن أميركا وأوروبا هم ألد أعداء هذه الأمة، وأن الاستنجاد بهم هو كالمستجير من الرمضاء بالنار؟
﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق - أبو فراس