الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بَعدَ إِعلانِها خلافةً على منهاجِ النُبوة ح11 التطورُ الصناعيُّ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مما خسِرَهُ المسلمونَ بِهدمِ الخلافةِ الصناعات الثقلية (كأدوات الحرب الحديثة)، وما يلزمها من العلمُ والتكنلوجيا. فمثلاً الشرقُ الأوسطُ كُلهُ لا توجدُ فيهِ مصانعُ لِلآلاتِ وهو يستوردُ ما يحتاجُهُ مِن المصانعِ والآلاتِ من أوروبا وأمريكا وهو يقبلُ على إنشاءِ مصانعٍ استهلاكيةٍ كثيرةٍ فهو سوقٌ رابحةٌ للغرب.


إنّ السياسةَ الصناعيةَ تقومُ على جعلِ البلادِ مِن البلادِ الصناعيةِ، ويُسلَكُ إلى ذلِكَ طريقٌ واحدٌ هوَ إِيجادُ صِناعةِ الآلاتِ أولاً، ومِنها تُوجدُ باقي الصناعاتُ. أي أن يُباشِرَ أولاً، وقبلَ كُلِّ شيء، بإيجادِ المصانِعِ التي تَصنعُ الآلاتَ مِن موتوراتٍ وخلافِها، ثمَّ بعدَ توفّرِ الآلاتِ مِن صناعةِ البلادِ تُؤخذُ هذهِ الآلاتُ وتُصنعُ مِنها باقي المصانع. ولا يوجدُ طريقٌ آخرُ لِجعلِ البلادِ بِلاداً صناعيةً إلا بالبدءِ بِصناعةِ الآلاتِ أولاً وقبلَ كُلِّ شيءٍ، ثمَّ عدمُ القيامِ بِإيجادِ أيِّ مَصنعٍ إلا مِن الآلاتِ المصنوعةِ في البلاد.


وفي نفسِ الوقتِ يمكنُ إرسالُ المئاتِ بل الآلافُ مِن شبابِنا لِتعلمِ صِناعةِ الهندسةِ الثقيلةِ، وصناعاتِ الفولاذِ، وهذا سهلٌ ميسورٌ، وفي متناولِ اليدِ.


والحقيقةُ أَنَّهُ لا عِلاجَ إلا بِالثورةِ الصناعيةِ، التي تعني تَسلمِ زمامِ رأسِ الصناعةِ ومنبعِها وهيَ صناعةُ الآلاتِ بعمليةٍ انقلابيةٍ في الصناعة، وهي عدمُ التلهي بأيّةِ صناعةٍ بَل بأيِّ عملٍ اقتصاديٍّ قبلَ تسلمِ زِمامِ رأسِ الصناعةِ وجعلِ الجهودِ الاقتصاديةِ كلَّها موجهةً لإيجادِ صناعةِ الآلات، ولا يُقامُ بأيِّ شيءٍ سوى الضرورياتِ وسوى ما لا بُدَّ مِنه لإيجادِ صناعةِ الآلات.


ونحنُ ننادي بِضرورةِ صناعةِ الآلاتِ لِتحقيقِ سياسةٍ اقتصاديةٍ مُعينةٍ هي جعلُ بلادِنا بلاداً صناعيةً، والهدفُ مِن تحقيقِ هذه السياسةِ هو ما تتجِّهُ إليه البلادُ الإسلاميةُ كلُّها وهو التخلصُ مِن طريقةِ العيشِ الرأسماليةِ التي بلغَ التذمرُ منها حداً قد يَقربُ من حدِّ الانفجارِ.


وقد استطاعَ المسلمونَ في الماضي التغلبَ على التفوقِ العلميِّ والعسكريِّ عِندَ الرومِ والفرسِ، وبعدَ ذلك أبدعَ المسلمونَ بِاستخراجِ مكنوناتِ هذهِ الأرضِ وكشفِ القوانينِ العلميةِ التي تحكمُها وقد حققوا إنجازاتٍ رائعةً في مجالِ الصناعةِ، وكانت أوروبا تُرسِلُ طلابَها ليتلقوا العلمَ عِند المُسلمين.


والدولةُ الإسلاميةُ القادمةُ إن شاءَ الله ينتظرها هذا التطورُ الصناعيُّ الهائِل، وهذا ليسَ بِالأمرِ المستحيلِ وإنما هو أمرٌ ممكنٌ بإذنِ اللهِ تعالى ونحنُ لسنا بِأقلَ مِن الصين مثلاً. هذه الدولةُ الزراعيةُ المتخلفةُ (سابقاً) والتي لا تَملِكُ مبدأً كمبدئِنا قد دخلتْ اللعبةَ الكونيةَ في ظلِ ثورةٍ تكنولوجيةٍ هائلةٍ لم تكن متوقعةً، وها هيَ اليوم من أكبرِ المنافسينَ الذين يشكِّلونَ خطراً يهددُ الولاياتَ المتحدةَ الأمريكية، فما بالكم بدولةٍ تطبق مبدأً من عِند العليِّ العظيمِ؟!

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع