الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مواصفات الجماعة المبرئة للذمة الحلقة 5

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الخلق وسيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى من تبعهم واهتدى بهديهم واستن سنتهم واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد


أيها الأحبة الكرام، نحييكم بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم أما بعد: نستعرض في هذه الحلقة الصفة الرابعة من مواصفات الجماعة المبرئة للذمة، وأدلته الشرعية.


رابعا: أن تكون عالمية:


وأما كون هذه الجماعة يجب أن تكون عالمية فلا نعني بقولنا هذا أنه يجب أن يكون لهذه الجماعة فروع أو مراكز أو أتباع أو أنصار أو ما شابه ذلك متواجدون أو متمركزون في جميع أنحاء العالم أبدا لا نعني ذلك بل نعني أنه يجب أن تكون هذه الجماعة مستهدفة العالم كل العالم أي تسعى لتحرير الإنسان كل الإنسان من عبودية الإنسان إلى عبودية الله رب الإنسان وتحرير الأرض كل الأرض من حكم الطاغوت للحكم بما أنزل الله عز وجل حتى لو كانت هذه الجماعة ما زالت تعمل في بقعة صغيرة من الأرض.


قال تعالى:{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}107 الأنبياء وقال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}28 سبأ وقال: {.. وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ.. }19 الأنعام وقال:{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} 158 الأعراف فهذه الآيات وغيرها الكثير دالة على أن الإسلام لم يأت لفئة معينة أو قطر معين دون غيره بل جاء لكل الناس والدعوة إليه والعمل على إيجاده يجب أن يكون لكل الناس وفي كل مكان أما أدلة وجوب أن تكون الجماعة عالمية من السنة المطهرة منها ما أوردناه آنفا في حديث الخباب بن الأرت رضي الله عنه الذي رواه البخاري في صحيحه:" وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ ‏ ‏صَنْعَاءَ ‏ ‏إِلَى‏ ‏حَضْرَمَوْتَ‏ ‏لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ" فالرسول صلى الله عليه وسلم يُعذب ويُستهزأ به وبدعوته وأصحابه يعذبون ويقتلون ورسالته ودعوته لم تخرج من مكة سيما بعض الأفراد الذين آمنوا به وعادوا إلى بلادهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر بعيدا خارج مكة يستهدف العالم، وقوله صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب عندما شكته إليه قريش حيث قال: ‏أريدهم على كلمة واحدة‏ ‏تدين ‏لهم بها العرب ‏‏وتؤدي ‏العجم ‏إليهم ‏‏الجزية والحديث في مسند الإمام أحمد وفي كتب السير: أرأيتم إن أعطيتكم كلمة تكلمتم بها، ملكتم بها العرب، ودانت لكم بها العجم‏، ووعده صلى الله عليه وسلم سراقة بسواري كسرى أثناء هجرته وهو طريد ملاحق من قبل قريش، وجاء أيضا في مسند الإمام أحمد ‏حَدَّثَنَا ‏يَعْقُوبُ ‏حَدَّثَنَا ‏أَبِي‏ ‏عَنِ‏ ‏ابْنِ إِسْحَاقَ ‏‏حَدَّثَنِي ‏ ‏يَحْيَى بْنُ أَبِي الْأَشْعَثِ ‏عَنْ‏ ‏إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَفِيفٍ الْكِنْدِيِّ ‏عَنْ ‏أَبِيهِ ‏عَنْ ‏جَدِّهِ‏ ‏قَالَ: كُنْتُ امْرَأً تَاجِرًا فَقَدِمْتُ الْحَجَّ فَأَتَيْتُ ‏الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ‏ ‏لِأَبْتَاعَ مِنْهُ بَعْضَ التِّجَارَةِ وَكَانَ امْرَأً تَاجِرًا فَوَاللَّهِ إِنَّنِي لَعِنْدَهُ ‏بِمِنًى ‏إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ ‏ ‏خِبَاءٍ ‏قَرِيبٍ مِنْهُ فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ فَلَمَّا رَآهَا مَالَتْ ‏ ‏يَعْنِي قَامَ ‏ ‏يُصَلِّي ‏قَالَ ثُمَّ خَرَجَتْ امْرَأَةٌ مِنْ ذَلِكَ ‏الْخِبَاءِ‏ ‏الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَامَتْ خَلْفَهُ تُصَلِّي ثُمَّ خَرَجَ غُلَامٌ حِينَ رَاهَقَ الْحُلُمَ مِنْ ذَلِكَ ‏الْخِبَاءِ ‏ ‏فَقَامَ مَعَهُ ‏يُصَلِّي قَالَ فَقُلْتُ ‏لِلْعَبَّاسِ ‏ ‏مَنْ هَذَا يَا ‏ ‏عَبَّاسُ ‏ ‏قَالَ هَذَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏ ‏ابْنُ أَخِي قَالَ فَقُلْتُ مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ قَالَ هَذِهِ امْرَأَتُهُ ‏ ‏خَدِيجَةُ ابْنَةُ خُوَيْلِدٍ ‏ ‏قَالَ قُلْتُ مَنْ هَذَا الْفَتَى قَالَ هَذَا ‏ ‏عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏ابْنُ عَمِّهِ قَالَ فَقُلْتُ فَمَا هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ قَالَ ‏ ‏يُصَلِّي وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَلَمْ يَتْبَعْهُ عَلَى أَمْرِهِ إِلَّا امْرَأَتُهُ وَابْنُ عَمِّهِ هَذَا ‏ ‏الْفَتَى وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَيُفْتَحُ عَلَيْهِ كُنُوزُ ‏ ‏كِسْرَى ‏ ‏وَقَيْصَرَ ‏ ‏قَالَ فَكَانَ عَفِيفٌ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ ‏ ‏الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ ‏ ‏يَقُولُ وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ لَوْ كَانَ اللَّهُ رَزَقَنِي الْإِسْلَامَ يَوْمَئِذٍ فَأَكُونُ ثَالِثًا مَعَ ‏ ‏عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " فهذه الأحاديث كلها تدل دلالة واضحة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستهدف العالم كل العالم من اللحظة الأولى ولم تكن دعوته قاصرة على مكة وعلى أهل مكة بل نظرته كانت عالمية واستهدافه كان للعالم ولم يكن لمكة فقط وفي الحديث الأخير ورغم أنه لم يكن قد آمن معه إلا ثلاثة نفر إلا أنه كان يصرح بل يعلن أنه سيفتح كنوز كسرى وقيصر فهو استهداف للعالم من أول لحظة للدعوة. وهكذا تخرج من الحسبان كل جماعة وكل حركة تقف في دعوتها وفي عملها عند حدود قطر معين أو دولة بذاتها حتى لو كانت تسعى لإقامة دولة إسلامية في هذا القطر وتغلق على نفسها حدود سايكس بيكو السياسية التي وضعها الكفار عندما هدموا دولة الخلافة العثمانية.

 

احبتنا الكرام، إلى أن نلقاكم في الحلقة التالية نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 


أعده لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع