في طريق إقامة الخلافة مواصفات الجماعة المبرئة للذمة (الحلقة السابعة)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الخلق وسيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى من تبعهم واهتدى بهديهم واستن سنتهم واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد
أيها الأحبة الكرام، نحييكم بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم أما بعد: نستعرض في هذه الحلقة الصفة السادسة من مواصفات الجماعة المبرئة للذمة، وأدلته الشرعية.
سادسا : أن تكون طريقتها لذلك شرعية وليس عقلية:
""قال تعالى مخاطبا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يوسف108. وقال تعالى مخاطبا المؤمنين: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) 7 الحشر كما قال أيضا: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) 21 الأحزاب وقال: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) 63 النور ولقد خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا مستقيما على الرمل وجعل على جانبيه خطوطا متعددة، وقال هذا صراطي مستقيما، وهذه السبل على رأس كل سبيل منها شيطان يدعو له، وتلا قوله تعالى: (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) 153 الأنعام. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" [رواه البخاري ومسلم]. وقال: "ألم آت بها بيضاء نقية....." [رواه أحمد والبزار وابن أبي شيبة]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: أمرا بيّنا، كتاب الله وسنة نبيه" [سيرة ابن هشام]. فهذه النصوص توجب بوضوح الإقتداء والتقيد بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمله للدعوة لا نحيد عنها قيد شعرة، ولا نبتعد عنها تحقيقا لمصلحة ولا تهربا من شدة أو بطش ولا نتركها بحجة اختلاف العصر وتطور الحياة فهي الطريق القويم، والمحجة البيضاء، ولهذا فإن سيرة الرسول وكيفية حمله للدعوة هي الواجبة الإتباع، وهي المقياس لمعرفة الطريق القويم"".
الأحبة الكرام، إلى أن نلتقيكم في الحلقة التالية نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعده لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك