الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بَعدَ إِعلانِها خلافةً على منهاجِ النُبوة ح14 الإعلامُ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

منذُ الحربِ العالميةِ الثانيةِ والمسلمونُ يتعرضونَ لحملةِ تضليلٍ هائلةٍ، تُريدُ أن تقضي على البقيةِ الباقيةِ مما يحمِلُه المسلمونَ من أفكارٍ وأحكامٍ نابعةٍ من إسلامِهم؛ لِتبقى الدولُ الكافرةُ هيَ المسيطرةُ على بلادِ المسلمينَ، ولتحويلِهم وسلخِهم عن دينِهم وتاريخِهم، وليتمَ ربطُهم بالدولِ الكافرةِ، لتتحكمَ بِهم وتنهبَ خيراتِهم، بدلَ أن يكونوا منافسينَ لها في الساحةِ الدوليةِ.


فهذهِ حالةُ حربٍ حضاريةٍ بيننا وبينَ الغربِ، وهو أمرٌ ظاهِرٌ للعيان، ولكنَّ هذهِ الحربَ لها أشكالٌ، منها الشكلُ الإعلاميُّ، وأدواتُه وسائلُ الإعلام.


والجميعُ شاهدٌ على إعلامِنا الآن، الذي لا يخدمُ أحداً إلا الغربَ المستعمرَ، الذي يسعى لِحملِ مبدأهِ العفنِ إلى العالم، بموجبِ ثقافتهِ التي تمتلئُ بالمفاسدِ والشرورِ والآثامِ في كافّةِ مناحي الحياة، وبحرصِ عملائِهِ على إتمامِ هذهِ المهمةِ، بنشرِ ثقافتِهِ الماديةِ، وتشويهِ أفكارِ الإسلامِ وأحكامِه.


والجميعُ يدركُ فسادَ الإعلامِ وإِفسادِه، من مسلسلاتٍ هابطةٍ، وأفلامٍ ساقطةٍ، وأخبارٍ كاذبةٍ مضللةٍ، وبرامجٍ تُسمّى "دينية"، وهي ليستْ من الإسلامِ في شيء... ونرى جعجعةَ القنواتِ للترويجِ لكلِ ما يرضي الاستعمارَ في كلِ حدث، فتراها تدعونا للتصويتِ على دستورٍ جديدٍ، ورئيسٍ جديدٍ، فتُظهِرُ شخصاً يتلوهُ آخر ثمّ آخر، وهكذا حتى تمتلِئَ الشاشةُ بِالناسِ رجالاً ونساءً!


وإنّ أردنا أن نلخص دور إعلامنا حالياً، فنقولُ أن دورَه هو تكريسُ مفاهيمٍ تناقِضُ العقيدةَ الإسلامية، كالدعوةِ لأفكارِ الديمقراطيةِ والعلمانية، والدعوةِ إلى القوميةِ، والهجومُ على المفاهيمِ الإسلاميةِ التي تدعو إلى تطبيقِ الشريعةِ، بدعوى عدمِ مناسبتِها لِلعصر، وأن تطبيقَ الحدودِ "همجية"!، ويدعونَ صراحةً لِدولةٍ يُفصلُ فيها الدينُ عن الحياة!


ودورُه هو الترويجُ لمفاهيمِ الإباحيةِ والاختلاطِ والترفيهِ الساقطِ والخلاعةِ بشكلٍ يتنافى مع أبسطِ الأُسسِ الثقافيةِ للمجتمعِ الإسلامي! ومهاجمةُ أحكامٍ شرعيةٍ معينةٍ كالحجابِ.


إضافةً إلى دورِهِ في مهاجمةِ المخلصينَ في التيارِ الإسلامي، وخاصةً الجماعاتِ التي تعملُ لاستئنافِ الحياةِ الإسلاميةِ، وتخويفِ الناسِ منهم بدعوى أنهم "إرهابيونَ"!


لكنَّ الحالَ لن يكونَ كما هو عليه الآنَ بعدَ إعلانِها خلافةً على منهاجِ النبوة، لن يخدمَ الإعلامُ الاستعمارَ، ولن يكونَ بوقاً له، بل سيكونُ في خدمةِ الإسلامِ والمسلمين، فدولةُ الخلافةِ ستحرصُ على وجودِ سياسةٍ إعلاميةٍ مُتميزةٍ، تَعرِضُ الإسلامَ عرضاً قوياً مؤثراً، مِن شأنِهِ أن يحرِّكَ عقولَ الناسِ لِلإقبالِ على الإسلامِ ودراستِهِ والتفكرِ فيه، وكذلِكَ يُسهِّلُ ضمَّ البلادِ الإسلاميةِ لدولةِ الخلافةِ، ولن يصبح هناكَ وجودٌ لمثل هذِه المسلسلاتِ، والأفلامِ، والبرامجِ التي تلوثُ العقول، وتدعو للفحشاءِ والمنكرِ.


فسياسةُ الدولةِ الإعلامية: هي أن يُصدرَ قانونٌ يبينُ الخطوطَ العريضةَ للسياسةِ الإعلاميةِ للدولةِ وِفقَ الأحكامِ الشرعيةِ، تسيرُ بموجبها الدولةُ لِخدمةِ مصلحةِ الإسلامِ والمسلمين، وبناءِ مجتمعٍ إسلاميٍّ قويٍّ متماسكٍ، معتصمٍ بِحبلِ اللهِ، يَشّعُ الخيرُ مِنه وفيه، لا مكانَ فيهِ لِأفكارٍ فاسدةٍ مفسدةٍ، ولا لثقافاتٍ ضالةٍ مضللةٍ، مجتمعٍ إسلاميٍّ ينفثُ خبثَهُ، وينصعُ طيبُه، ويسبحُ لِلهِ ربِّ العالمين.


((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ))

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع