الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

كتيب التقرب إلى الله ح11 طـاعــــة الأميــر

بسم الله الرحمن الرحيم


الطاعة أمر أساسي لوجود الانضباط، وهي فرض أمر به الله تعالى وأمر به رسوله الكريم، ويجب الالتزام بها ولو لم يلاق المأمور به هوى في نفس المأمور حتى ولو كره ذلك، قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: "من كره من أميره شيئا فليصبر" وقال: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة" وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن كان عبدا حبشيا، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" وها نحن نرى رسول الله يقرن بين تقوى الله وبين السمع والطاعة لأمر الأمير، وما ذلك إلا لخطر أمر الطاعة، ومتى استجابت النفس لوصية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن الطاعة تصبح سجية من سجايا حملة الدعوة فلا تحدثهم بالتمرد على الأوامر ومخالفتها أو التوقف عن تنفيذها ولو خالفت آراءهم حتى ولو لم يقتنعوا بها ما لم تكن إثما وكل ذلك من أجل الانضباط والحفاظ على الكتلة التي أمر الله بإقامتها، وتمكين القيادة من تسيير شؤون الدعوة والتفرغ لمقارعة الكفر والعملاء.


جاء أبا ذر وهو في الربذة وفد من الكوفة يسألونه أن يرفع راية العصيان ضد الخليفة، فزجرهم بكلمات حاسمات: "والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة أو جبل، لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت ذلك خيرا لي، ولو سيرني ما بين الأفق إلى الأفق، لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت ذلك خيرا لي".


حين ولي أبو هريرة رضي الله عنه ادخر مالا من مصادره الحلال وعلم عمر رضي الله عنه بذلك، فدعاه إلى المدينة، يقول أبو هريرة: قال لي عمر: يا عدو الله وعدو كتابه، سرقت مال الله؟ قلت: ما أنا بعدو لله ولا عدو لكتابه، لكني عدو من عاداهما، ولا أنا من يسرق مال الله، قال: فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف؟ قلت: خيل لي تناسلت، وعطايا تلاحقت، قال عمر: فادفعها إلى بيت مال المسلمين، ودفع أبو هريرة المال إلى عمر، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: "اللهم اغفر لأمير المؤمنين".

 

 

 

فوزي سنقرط

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع