الأربعاء، 01 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق مصر والسودان في ماذا يشتركان

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


نقل موقع المصري اليوم خبراً قصيراً بتاريخ 2014/8/12 جاء فيه:


"وزير الري المصري يطمئن على شعب السودان من آثار السيول


أجرى الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، اتصالا هاتفيا بنظيره السوداني المهندس معتز موسى، وزير الري والكهرباء السوداني، للاطمئنان على حالة السودان بعد موجة السيول هذه الأيام، معربا عن مساندة مصر شقيقتها السودان ودعم الشعب المصري أبناء وادي النيل. وعرض «مغازي» خلال الاتصال كل الإمكانيات المصرية للمساعدة في تخفيف آثار السيول، وعلى رأسها إمكانيات بعثة الري المصري بالسودان. من جانبه أكد الوزير السوداني في الاتصال الهاتفي عمق العلاقات التي تربط بين البلدين وشكر المغازي على الاهتمام المصري بأحداث السيول."


التعليق:


ناقل الخبر موقع المصري اليوم، إعلام نظام السيسي المجرم، فماذا نتوقع غير أن يكون الخبر ترويجاً إعلامياً لتلميع وجوه الأنظمة الحاكمة التي أصبحت في وادٍ والشعوب في وادٍ آخر؟ فعندما تكون "العلاقات العميقة" بين "أبناء وادي النيل" علاقات يتخللها الإجرام وسفك الدماء فلن تكون هذه الاتصالات الهاتفية غير اتصالات مشبوهة تنضوي تحت علاقات التآمر على المسلمين في البلدين.. فأي أخوة وأي بلاد شقيقة التي تفرقها حدود سايكس - بيكو الظالمة بينما المسلمون جسد واحد ومشاكلهم واحدة؟ وأهم مشكلة مشتركة بين مصر والسودان هي سيطرة الأنظمة العسكرية الجبرية التي لا تحكم بما أنزل الله تعالى، لذلك لن تجد الشعوب حلولاً للمشاكل المتكررة في كل سنة والمستمرة لعدة سنوات عِجاف في جحيم هذه الأنظمة العلمانية، فهي أنظمة فاسقة تقطر انبطاحاً وتخاذلاً ولا تتحرك إلا بأوامر أمريكية.


أما أهل السودان فلا يرضون بسفك دماء المسلمين على يد نظام السيسي المجرم حتى يقبلوا أن يتصل وزيره ل"يطمئن" ويتحدث عن تقديم المساعدات للمتضررين جراء السيول في السودان، إن كانت حكومة السودان نفسها لم تتحرك لإنقاذ شعبها، فلن يصدق شعب السودان أن النظام الذي يقتل الناس يريد مساعدتهم ولن يقبلها منهم أصلاً! وفي الوقت نفسه لا يرضى شعب مصر بفشل نظام البشير في رعاية وحماية المستضعفين في السودان ولا يرضى تمزيق البلاد ولا يتوقعون أن يقبل أهل السودان ب"تطبيع" العلاقات الآثمة مع نظام السيسي، إلا أنها مواقف سياسية مدروسة ضمن أجندة معينة، فعن أي سند يتكلم "الوزير" المصري وهو العاجز عن سند المسلمين في بلده؟ وبأي وجه يقبل اتصاله "نظيره" السوداني وهو خيانة لأهل مصر، الذين يعيشون نفس مشكلات الفقر والجوع والعوز، وإن اختلفت أساليب القتل والدمار بين "سيول" الإهمال وسوء الرعاية التي جرفت المسلمين في السودان وبين "أمطار" الرصاص الحي الذي يصب على رؤوس المسلمين في مصر، فيسقط أبناء الأمة الإسلامية شهداء وضحايا لهذا النظام وذاك؟!


فالشعوب ترى أن الأنظمة تدور في فلك آخر بعيد عنها ولن تسد الهوة مثل هذه الأخبار المصطنعة، ويجب على الناس أن تعي جيداً أن هؤلاء القتلة "يهنئون" أنفسهم بجرائمهم البشعة في حربهم المشتركة على الإسلام من خلال هذه الأخبار المستفزة للمتابع.


والواضح أن النظامين يحتاجان للتقرب من شعوبهما فلعبا بورقة التقارب بين الشعبين وإظهار المواقف المشتركة التي يروج لها إعلام النظام الفاسد، وإن اختلف الموقف السياسي واستدعى الأمر اللعب بورقة الوطنيات المنتنة لغيروا محتوى أخبارهم تباعاً.. وفي الواقع فإن شعب مصر وشعب السودان يشتركان في حبهما العظيم للإسلام ويشتركان في كراهية أنظمة الحكم في بلادهما ويسخران منها في كل المناسبات، ويرجوان من الله تعالى أن يخلصهما من هؤلاء العسكر الطواغيت الذين يقولون ما لا يفعلون ويقمعون الشعوب بالحديد والنار! فليسقط يسقط حكم العسكر، هذا هو الموقف المشترك والحقيقي بين الشعبين المسلمين اللذين يتوقان لتطبيق شرع الله في نظام حكم عادل يرعى الشؤون ويحقن الدماء ويوحدهما معاً ومع سائر بلاد المسلمين كما كانوا من قبل تحت راية العقاب في ظل الدولة الإسلامية الواحدة حيث لا نفاق سياسي ولا تملق بين الساسة ولا إعلام فاسد - في ظل نظام حكم يحب المحكومون فيه حاكمهم الذي يخاف الله تعالى فيهم.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم حنين

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع