الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مقالة إلى من نشكو همنا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نحن أمة المليار ونصف، بل أكثر, أمة قائدها النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام, أمةٌ قادها الرجال العظام أمثال أبي بكر وعمر وعلي وعثمان رضي الله عنهم, وخرج منها خير الجيوش وسيف الله والناصر صلاح الدين والقائد محمد الفاتح، لها الصدارة دون العالمين, أمة الوسط صاحبة الشفاعة وخير الأمم، نحن أمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أمة الإسلام، أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله, أمة اختارها الله من بين الأمم لكي تخرج الناس من ظلمة الدنيا إلى عدل الإسلام، هذه أمتنا ونحن نفتخر بها ولا يراودنا شك فيها.


وإن أنت نظرت إليها، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، ترى اللون الأحمر يغطيها، لون دمائها الطاهرة النقية يُسال على الأرض. أليست هذه الدماء أعظم عند الله من الكعبة؟ أليست هذه الدماء طاهرة زكية؟ أليست أغلى بكثير من دماء الكفرة الحاقدين على دين الله وملته؟ نعم، ونعم، ونعم هي كذلك، ولا نشكك في ذلك.


ولو تفقدت أي بلد مسلم لوجدت متغطرساً يحكمها، وعدوا لله ورسوله يسيّر أمورها وينتهك حرماتها, التي لم يبق منها حرمةٌ إلا انتُهكت. فقتّل أطفالنا وشيوخنا ونساؤنا، وأُوغل في دمائنا، وانتُهكت أعراضنا على مسمع ومرأى كثير من خلق الله, وسُرقت أموالنا ووزّعت على أعدائنا ولأجل إذلالنا أُنفقت! وكل هذا وأكثر قد حلّ بنا، فإلى متى نظل بلا حول ولا قوة؟


يا الله، جيوشنا صامتة لا تحرك ساكناً، وحكامنا عملاء لا نخوة عندهم ولا مروءة، وأعداؤنا عندهم من القوة ما تبيدنا عن بكرة أبينا فلا يبقى لنا أثر. فإلى متى تبقى الحال على ما هي عليه؟ أهذا هو مصيرنا أم هو امتحان أم طريق معبّد بالدماء إلى مستقبل أفضل؟ إن كان مصيرنا ولهذا خلقنا، فلا نبالي ما دامت الحال ترضي خالقنا وتشفع لنا يوم القيامة عند الحساب ويدخلنا في جناته التي وعدها لنا إن صبرنا على ما وقع علينا من ضيق الدنيا وحب الموت. أما إن كان هذا امتحاناً لنا حتى يميز الله الصالح من الطالح فهذا الأمر لشيء عظيم، فهذه الأمة من يوم ذهاب عزتها وقوتها وقوادها وهي تخوض أصعب امتحان مرّ على البشرية جمعاء، ولو حدث لغيرنا ما بقي فيهم أحد. فهل يحق لنا أن نسأل الله بأن يخفف عنا هذا الامتحان لما فيه من شقاء وعناء تعجز الجبال عن حمله؟ وهل لنا أن نسأله سبحانه الفرج والتعجيل في إنهاء هذا الامتحان الذي أنهكنا وأثقل كاهلنا ولم يبق منا أحدا إلا أصابه منه الكثير من الأذى؟ وهل لنا أن نتعلق بستار الكعبة وندعو الله وقلوبنا على يقين بأن ينصرنا ويغير حالنا؟ إننا والله لم يبقَ من جهدنا شيء نستطيع بذله إلا بذلنا فيه الوسع ما استطعنا إليه سبيلا، وإن قلوبنا امتلأت بالحزن والأسى لما نحن فيه، وهذا غيض من فيض.


يا الله، إننا على يقين بأنه طريق لمستقبل وعدتنا به، فهل لنا أن نستعجل به ونطلب الخلاص مما نحن فيه؟ إن الأمة يا الله لم تبق كما تركها رسولك الكريم بل بدلت وعُذبت وأحرقت، ولم يبق شيء من قوة البشر إلا استخدم ضدها، وإن عبادك يا رحيم يرجون فرجك ويستعجلونه، فالشيطان أصبح لديه عليهم مدخل عظيم. فيا مغيث أغثنا بفرجك، فهذه الأمة في أمسّ الحاجة إلى من يطفئ النار التي تشتعل في أحشائها ويروي عطشها فلا تظمأ بعدها أبداً، وإنهم يا عالم الغيب ينظرون إلى السماء وهم على يقين بأن الفرج قادم والنصر لا محالة واقع، وعبادك يستحقون رحمتك وعفوك وفرجك.


يا الله إن حالنا لا يخفى على علمك، وكلنا على يقين بعفوك ورحمتك، فهل لنا بدرع يقينا شر الكفر وأعوانه، يكون في مقدمتنا يرفع رايتك ونسير من ورائه إلى العلا؟ وهل لنا بأنصار كأنصار نبيك المصطفى عليه أفضل الصلوات؟ إننا والله لندعو ونتهجد ونقرأ القرآن ونسعى في مشارق الأرض ومغاربها، فلا نترك أحدا إلا طرقنا بابه، ونحن الآن على بابك يا الله، ونعلم أنك ستستجيب لدعواتنا وتتقبل أعمالنا وتبارك لنا فيما عندنا، وتيسر لنا أنصاراً كأنصار الرسول الكريم، وهذه شكوانا بين يديك يا ذا الجلال.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ أبو يوسف

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع