قصيدة رثاء أبي بكر مصطفى خيال للشاعر عبد المؤمن الزيلعي
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذَا أَقُولُ لِمَنْ قدْ عَاثَ فِيْ دَمِنا | وَالْغَدْرُ شِيمَتُهُ، عَدْواً وَطُغْياناً |
قَدْ جَاوَزَ الْحَدَّ طاغُوتٌ يُخَادِعُنا | بِاسْمِ الْخِلافَةِ يَرْجُونا وَيَنْهَانا |
وَيَدَّعِي نَسَباً فِيْ بَيْتِ سَيِّدِنا | رَسُولِنا الْمُصْطَفَى زوراً وَبُهْتانا |
بِاسْمِ الْجِهادِ تَوَلَّىْ كِبْرَهُ وَمَضَى | فِيْ فِتْنَةٍ صَاغَها إِبْلِيسُ شَيْطَانا |
إِذا قَطِيعٌ مِنَ الْجُهَّالِ تَتْبَعُهُ | تُكَفِّرِ النّاسَ بِالأَوْهامِ تَغْشانا |
تَنَطَّعُوا إِيْ وَرَبِّيْ فِيْ فِعالِهِمُ | إِجْرامُهُمْ نافَسَ الْكُفّارَ أَعْدانا |
قَدْ فَرَّقُونا لِسُنَّةٍ وَشِيْعَتِهِمْ | مَا الْفَرْقُ إِخْوانِيْ؟ قَدْ صِرْتُ حَيْرانا!! |
أَمْ أَنَّ قَتْلَ بَنِيْ الإِسْلامِ مِنْ سَلَفٍ | عِبادَةٌ.. يُحْسِنُوا فِيْ الذَّبْحِ إِحْسَانا؟! |
يا وَيْحَ أُمَّتِنا مِنْ سوء جَهْلِهِمُ | ما كان يُهْلِكُهُا الْكُفّارُ سُلْطانا |
بَلْ يَقْتُلُ الْبَعْضُ مِنْها بَعْضَهُمْ وَكَذا | قَدْ صارَ واقِعُها!! يَكْفِيكَ تِبْيانا |
يا غُصَّةً كَيْفَ لا أَبْكِيكِ أُمَّتَنا | وَالْغَرْبُ يَضْحَكُ زهوا بِالَّذِيْ كانا |
ما ذَنْبُها الشّامُ تُقْتَلُ مِنْ ثَلاثَتِهِمْ | بَشّارُ وَالْغَرْبُ وَالتَّنْظِيمُ دَعْشانا |
يا شامُ صَبْراً فَمَهْما الظُّلْمُ طالَ | بِكُمْ فَاللهُ يُخْلِفْكُمُ أَجْراً وَنُصْرانا |
يُمَكِّنُ اللهُ لِلأَخْيارِ دَوْلَتَهُمْ | وَيُذْهِبُ اللهُ عَنْكِ الرِّجْسَ أَزْمانا |
أبا عُبَيْدَةَ يَا خَيَّالَ صدنايا | لَبِثْتَ سِتّاً وما آذَيْتَ سَجَّانا |
وَكُنْتَ سَبّاقاً إِلَىْ الْخَيْراتِ مِنْ زَمَنٍ | ترنو الخِلافَةَ َنَهْجاً لَيْسَ إِعْلانا |
لَكِنَّ داعِشَ أهلَ الظُّلْمِ وَيْلَهُمُ | قَدْ أَعْدَمُوكَ وَعِنْدَ اللهِ شَكْوانا |
لَسْتَ الْوَحِيدَ أخيْ من نالَ ظُلْمُهُمُ | كَمْ مُخْلِصاً قَتَلُوا عَمْداً وَطُغْيانا |
فَحَسْبُنا اللهُ فيْ أَبْناءِ جِلْدَتِنا | كأنهم ألْفَوا صُمّاً وَعُمْيانا |
إِنْ أَنْتَ تَنْصَحُهُمْ عادَوْكَ مِنْ سَفَهٍ | هَلْ يَنْفَعُ الْماءُ لَوْ تَسْقِيهِ صِلْدانا؟ |
هَلْ يَرعَوِيْ مَنْ يَرَى مِنْ نَفْسِهِ مَلِكاً | وَيَدَّعِيْ أَنَّهُ المبعوثُ سلطانا |
وَأَنَّ فِرْقَتَهُ تَنْجُو وَغَيْرُهُمُ | ممنْ يُخالِفُهُمْ يَصْلَوْنَ نِيرَانا |
قَدْ قالَها رَهطٌ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَبُوا | حِينَ ادَّعَوْا "دَوْلَةَ التَّوْحِيدِ" بُهْتانا |
وَكَفَّرُوا النّاسَ بَلْ بِالشِّرْكِ قَدْ وَصَفُوا | دارَ الْخِلافَةِ مَنْ حَفِظَتْكَ أَقْصانا |
بَلْ ضَلَّلُوا قادَةً لِلْكُفْرِ قَدْ قَهَرُوا | وَحَرَّرُوا قُدْسَنا غاظُوا لأَعْدانا |
نَدْعُوكَ خَالِقُنا أنتَ المجيبُ لنا | وَأَنْتَ وَحْدَكَ مَنْ ندعوه مَوْلانا |
اكْشِفْ لَنا إِلَهِي كَرْبَ أُمَّتِنا | يَا غافِرَ الذَّنْبِ وَلْتَغْفِرْ خَطايَانا |
أَنِرْ لَنا الدَّرْبَ فِيْ ظَلمَاءِ مِحْنَتِنا | فَأَنْتَ مُنْقِذُنا مِنْ عُمْقِ بَلْوَانا |