الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

الخليفة الأمل المرتقب- الأستاذ أبي أيمن

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله حمد التائبين الطائعين المخبتين والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين بإحسان إلى يوم الدين.

أيها المسلمون: أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعداء الإسلام، أتباع الطاغوت، رفاق الباطل، لا يرضون من المسلمين البقاء على دينهم، ولا يرضون مجرد وجود الحق، مجرد وجود الإسلام، لا يطيقون رؤية الحق، ولا جماعة الحق يعيشون بارتياح أو يخرجون من سلطان الباطل سلطان الديمقراطية والعلمانية: بل يريدون من المسلمين أن يدخلوا في دين الطاغوت وسلطان الطواغيت، وأن يعيشوا حياة الطواغيت، ومن هنا كان العداء وكانت البغضاء وكانت المعارك والحروب دائرة رحاها باستمرار.


أيها المسلمون: إن المعركة مع الطواغيت مفروضة على المسلمين، ولا يجدي المسلمين ولا ينفعهم النفاق أو الممالئة ولا العمالة، ولا يفيدهم الاستسلام ورفع الرايات البيضاء ولا إعطاء الجزية والإتاوات، ولا ينفعهم فتح البلاد على أبوابها ليدخلوا ويفعلوا ما يريدون، لا يفيدهم أن يتجنبوا الحرب أو يتقوها ولا تدمير أسلحتهم استسلاماً وتسليماً.


يريدون من المسلمين ترك دينهم أولاً ثم الدخول من بعد في ملة الطواغيت، وأن يعتنقوا الديمقراطية أو الرأسمالية أو العلمانية قولاً وعملاً، ظاهراً وباطناً، سراً وعلانيةً، فلا مفر ولا نجاة أيها المسلمون إلا بخوض معارك الجهاد، معارك التضحيات، معارك الفتوحات، معارك النصر الذي وعد الله به عباده المؤمنين.


أيها المسلمون الأكارم: إن الاستقامة على الطريق المستقيم والثبات عليه هو صمام الأمن، وأس النجاح وسبيل النصر وثمن الاستخلاف على هذه الأرض.


وإن إقامة حكم الله في الأرض لهو الهدف العظيم للبشرية كلها، وأنتم أيها المسلمون المسئولون عن تحقيق هذا الهدف، ونحن اليوم أمام امتحان عصيب، وابتلاء من الله عز وجل ليرى سبحانه ماذا نحن فاعلون.


أيها المسلمون الأكارم: قمة الفساد في الأرض، بل قمة النفاق هو الوقوف على الحياد، لا يهتم أحد بأمر المسلمين، ولا يكترث بما يكتوي به المسلمون من نار الفرقة والضعف والإرتكاس، ولا يعير أحد اهتمامه بما اختاره الله للبشرية من منهج قويم يحكم به الخلق، وأن ترك هذا المنهج يفضي حتماً إلى الفساد في الأرض حيث يكون الفصل بين الدين والحياة، وحيث تتقطع الأواصر والعلاقات بين الناس، ويسهل عندها التسلل إلى حياة المسلمين للهدم والإفساد والاحتواء والسيطرة.


أيها المسلمون الأعزاء: يقول الله عز وجل في سورة البقرة أية 30 ((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة....)) تكريم الإنسان باستخلافه في الأرض وتسليمه زمام الحياة، وتوكيله بأن يعمل ما من شأنه أن ينهض بالناس، وأن يمكنها من الحياة الكريمة والعيش الرغيد وأعمار الأرض، وإخراج ما فيها من كنوز وخامات ومعادن وطاقات وزروع.


أوكل له رعاية حركة الحياة بتطويرها وتعديلها والارتقاء بها والعدل فيها بما وهب الله له من أسرار المعارف، وأودع فيه من الخاصيات من تمكنه من إدارة هذه الحياة.


أيها المسلمون أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الدين عند الله الإسلام، الإسلام الذي هو في كتاب الله (القرآن الكريم) وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث والسيرة، والإسلام هذا هو المنهج المستقل، الذي لم يخالطه ما يفسده من الأهواء وهو المنهج المتفرد الذي لا يحاكيه منهج، والمتميز الذي لا يضارعه ولا يضاهيه منهج، منهج لم تخالطه معتقدات، ولا مذاهب ولا نظم ولا نظريات أتى بها الفلاسفة والمفكرون من البشر.


الإسلام هو الإسلام، وما فيه من نظم اجتماعية وسياسية واقتصادية وتربوية هي في مجموعها إسلامية محضة لا يشوبها ما يفسدها أو يخرجها عن بوتقتها.
ولا يمكن أن يلتقي ضدان أو يلتقي نظامان أحدهما صنع العبيد والآخر تنزيل رب العبيد، لأنه هذين النظامين قاعدتهما لا تلتقي الواحدة مع الأخرى أبداً، إذ لا يستوي الخبيث والطيب، ولو أعجبك كثرة الحديث.


ولا يمكن تطعيم الحياة الإسلامية والنظام الإسلامي بالديمقراطية ولا بالعلمانية ولا بالرأسمالية ولا يأتي نظام أو ثقافة أو حضارة أو ديانة من صنع أو ابتكار أو خلط أوتأويل الطواغيت.


فالفوارق بعيدة متضادة، متنافرة لا تلتقي أبداً، وأن أكرهت على الخلط فذلك إلى حين قصير جداً.
فمن كان على بينة من ربه فهو الحق الذي لا مرية فيه، ومن كان مفترى على الله كذبا فالنار موعده وبئس المصير.


يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51


أيها المسلمون الاستخلاف رسالة عظيمة تحتاج إلى رجال من أولي العزم والتصميم والقوة والإصرار والثبات، والاستقامة والوعي والتقوى والتحدي ما يمكنهم من تحقيق الهدف.
رجال أمثال ربعي بن عامر، ومصعب بن عمير، خلفاء أمثال أبي بكر وعمر بن الخطاب.


هذه الرسالة العظيمة رسالة استخلاف تفرض على حملة الدعوة أن يبذلوا أقصى ما عندهم جهد ونشاط وطاقة وتضحيات في سبيل تحقيق هذا الاستخلاف مبتغين في ذلك رضى الله عز وجل بإيمان راسخ وطاعة واستسلام لأمر الله في السراء والضراء وحين البأس لا يبقى هوى النفس ولا حب الدنيا ولا شهوة المال، إيمان يستغرق كل ما عند الإنسان من طاقة وتقوى وصدق وإخلاص.


الاستخلاف الذي وعد الله به المؤمنين يعني القدرة على تصريف أمور الرعية بالنصفة والانتصاف والعدل، وتأمين حاجات المسلمين الأساسية لكل فرد من أفراد الرعية، وتعني القدرة على البناء والإعمار، بناء الدولة، بناء العقول، عقول الناشئة، بناء الجيش، بناء الاقتصاد، يعني القدرة على حماية الرعية، وحماية المؤسسات من كيد الطامعين والحاسدين والفاسدين والظالمين، وتعني القدرة على الارتقاء بالأمة، والنهضة بها إلى ذؤابات المجد، والحياة الكريمة الآمنة يبقى المسلمون هم الأعلون وهم خير أمة أخرجت للناس وهم النجم الساطع.


الاستخلاف يعني أن يكون للمسلمين خليفة يرعى شؤون الرعية، يقر العدل ويحمي الذمار، ويقيم الحدود، ويحكم بما أنزل الله لتحقيق منهج الله، ويحمل دعوة الإسلام إلى العالمين بالطريقة الشرعية التي سلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده في نشر الإسلام ألا وهي طريقة الجهاد لإعلاء كلمة الله وإخراج الناس من عبادة العباد، عبادة الطواغيت إلى عبادة الله عز وجل.


أيها المسلمون الغيورون على دين الله: إن حكام اليوم ملوكا ورؤساء وأمراء وعلماء وسلاطين وولاة قد ملكوا فأفسدوا، غلوا فضلوا وأضلوا بغوا وجاروا، فسقوا وافسقوا الناس، وملئوا الأرض منكرات، شادوا قصوراً، وأندية ليلية، وبارات وفنادق وبروجاً للهو والقمار والبغاء والرياضة بأنواعها، استثمارات وتضليل، وتفريغ لطاقات الشباب فيما لا يعود على الرعية بنفع، حتى وصل الحال بالمسلمين إلى أن يقتتلوا ويتنازعوا ويتخاصموا ويتهارشوا على أمور تافهة وسخيفة.


أيها المسلمون الأكارم: إن التمكين في الدين يعني ألا يكون في بلاد المسلمين إلا دين واحد هو الإسلام، هو السيد وله القوامة، وله الهيمنة، هو الحكم وهو المرجع الذي لا تمس مصادره بالتحريف والتأويل.


إن التمكين في الدين يكون ترسيخه في قلوب المسلمين باطناً وظاهراً في الحياة العامة في السلوك وتصريف الأمور، فالدين هو يأمر ويطاع، يأمر بالتقوى والعدل والاستقامة وعمارة الأرض والكسب الحلال، وينهى بل يمنع الفواحش والمنكر فيطاع في كل أمر.


أيها المسلمون الأعزاء: ما أحوج المسلمين اليوم إلى خليفة عادل يبدل ذل المسلمين وخوف المسلمين واستخذاء المسلمين، وهوانهم على أعدائهم إلى العزة والقوة والمنعة، وسلاحهم أقوى سلاح، يرهبون به عدو الله وعدوهم، واقتصادهم أقوى اقتصاد وشبابهم أقوى وأتقى شباب، ونساؤهم محصنات عفيفات قانتات غير مسافحات ولا ذوات أخدان.


أيها المسلمون: يتحقق وعد الله عز وجل بالاستخلاف والتمكين والنصر المبين ما قام المسلمون على شرط الله سبحانه، وشرطه كما تعلمون الإيمان بأركانه إيماناً يقينياً جازماً لا شائبة فيه، لا يشركون في عبادة الله من نظم الطواغيت التي أرهقتهم ومن شهوات شياطين الإنس التي أذلتهم واستعبدتهم.


ومن شرط الله عز وجل أن يعملوا من الصالحات، ويضحوا من أجل رفع كلمة الله في العالمين بتطبيق شرعه سبحانه من غير التواء ولا استبطاء، من غير لبس ولا تحريف ولا إفتاء ولا افتراء.


أيها المسلمون الأكارم: مهما كانت شوكة الأعداء صلبة قاسية، ومهما كثرت أموالهم واتسعت رقعة البلاد التي يحتلونها ومهما عظمت ترسانة اسلحتهم ومهما كثر عملائهم فإنهم لن يسبقوا المسلمين، ولن يعجزوا المسلمين ولن تكون لهم الغلبة على المسلمين.


المسلمون يحرصون على الشهادة في سبيل الله كما يحرص الأعداء على حياة.


عدة المسلمين وسلاحهم في إيمانهم وقوة عقيدتهم، في صبرهم وإعدادهم في وحدتهم وتآخيهم وتعاضدهم في تكافلهم وتكافؤهم في الدماء وإقامة الحدود وعدل الإسلام.


تكمن قوتهم باستقامتهم، في، حبهم وعدلهم، تكمن في صدقهم وإخلاص قائدهم، تكمن في إعداد الجيوش بأسلحة تخيف العدو وترهب من وراء العدو، تكمن في تطبيق شرع الله، وتحقيق المنهج الذي يريده الله عز وجل.


أيها المسلمون: الإسلام النظام العالمي المرتقب بإذن الله تعالى، هو المنهج القويم للبشرية كلها، هو دين الله المتين، ولن يخذل الله دينه، ولن يقطع حبله ولن يخذل عبيده المؤمنين المخلصين الصادقين، ولن يخلف الله وعده لأمة تحقق شرط الله في الاستخلاف على هذه الأرض والتمكين فيها لدينه القويم.


أيها المسلمون الأكارم: إن الله سبحانه وتعالى يحب عباده المتقين، إنه سبحانه لا يطاردهم مطاردة الخصوم والأعداء الموتورين، ولا يكلفهم فوق طاقتهم كما يفعل الطغاة الظالمون بالمسلمين من قمع وتنكيل وتعذيب يصدون العباد عن الحق ويضربونهم عليه.


إن أحوال المسلمين لا تخفى على أحد، فالحرائق تشتعل في بلاد المسلمين، والدماء تسيل في شوارع المسلمين، والمسلمون اليوم في ضنك شديد، وقصف قاتل، نحتاج إلى رحمة الله وعطف الله، ونصر الله أن يكشف العز والسوء عن المسلمين، فقد ضاقت الحلقة واشتدت الأزمة والخنقة، وتخاذلت الأمة وخانت الأمة وسقط أصحاب القوة والمنعة، وهابت الأعداء ووهنت وقد تكالبت الأعداء، وتنابحت جراؤها على المسلمين فقط على المسلمين.


أيها المسلمون: الخلافة حكم الله في الأرض والخليفة إمام المسلمين وسلطانهم، يبايعه المسلمون للحكم وتطبيق ما أنزل الله به بعيداً عن هوى النفس والشطط والضلال.


والخلافة أمانة رسالة الله في الأرض، وهي عبء كبير وثقيل إلا على من أعطاهم الله من القوة والحزم والعزم والحسم في المواقف.


مما أعطاهم الله من التقوى والنقاء وبعد النظر.
ومما أعطاهم من الصدق والولاء والإخلاص.
وبما أحاطهم الله بعلماء أجلاء أتقياء مخلصين إذا مال قليلاً وعظوه وحاسبوه ونصحوه، ووقفوا إلى جانبه حتى يستقيم ويعتدل.
ومما أعطاهم الله من حزب قوي يراقب ويتابع ويوجه ويحاسب.
ومما أعطاه الله من حاشية مؤمنة مخلصة ذات بصيرة وخبرة.
مما أعطاه الله من القدرة والعلم والفهم والرحمة بالرعية.


هذا ما ينبغي أن تكون عليه الرعية والأمة والعلماء في قالب واحد وبوتقة واحدة من الوعي والإخلاص والصدق والانتماء والتقوى والإيمان لهذا الدين العظيم.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أبو أيمن

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع