الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق المزيد من محاولات إذلال الأئمة وثنيهم عن الدعوة إلى الإسلام: الصين تجبر الأئمة على الرقص في الشوارع (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:


أجبرت الصين أئمة شينجيانغ على الرقص في الشارع وهم يُلوحون بالأعلام الصينية، وعلى حلف يمين بأنهم لن يعلموا الدين للأطفال، وكذلك إخبارهم أن الصلاة تؤذي الروح. وفي الوقت نفسه، ومن أجل الإبقاء على الشباب بعيدين عن المساجد، يُجبر الموظفون في القطاع العام على رفع شعار "رواتبنا من الحزب الشيوعي الصيني وليست من الله" [المصدر: http://www.worldbulletin.net ، 9 شباط/فبراير 2015]


التعليق:


مرة تلو المرة، وبدل أن تسعى لكسب ثقة الناس واحترامهم، تظهر الحكومة الصينية أنها لا تعرف تناول الأمور التي تخص الناس عن طريق الحوار المفتوح. فقد لجأت إلى ممارسة أفعال مخجلة على الملأ، تذكرنا بأفعال جيش يهود التي استخدمها مرارًا وتكرارًا في إجبار الفلسطينيين على السير في الشوارع بملابسهم الداخلية من أجل إذلالهم.


إن المسلمين وخاصة أئمة المساجد في شينجيانغ (تركستان الشرقية) قد تعرضوا لضغط كبير من السلطات الصينية للتخلي عن المعتقدات والشعائر الإسلامية لإعطاء المجال لطريقة العيش العلمانية في الحياة. وإن إجبارهم الأئمةَ على السير في الميادين العامة وهم يرقصون ويحملون الأعلام الصينية لهو عمل مخز جدًا، وهو يبين كذلك مدى الانحطاط الذي وصلت إليه الأساليب الحكومية. لقد قامت السلطات بإذلال نفسها بنفسها ومن خلال شعارات بلادها. وإن الإجراءات الصارمة والسريعة التي تقوم بها السلطات للقضاء على أي تلميح للتغيير أو ما يتصورونه بأنه معارضة لهم، ويتصرفون حيالها كما لو أنها تهديد جدي لنظامهم، ويلجؤون للقوة والتهديد بشكل سريع لمنع أي صوت للمعارضة. وهم بذلك يرسلون رسالة مزدوجة للناس، فالرسالة الأولى مفتوحة وموجهة لمسلمي المنطقة بأنه لن يتم التسامح مع شعائرهم الإسلامية على الإطلاق، وأما الرسالة الثانية فهي غير مباشرة، وهي موجهة لكل من يجرؤ على التفكير بالميل نحو المعتقدات الأخرى. وعلاوة على ذلك، فإن تلك الإجراءات تكشف عن حقيقة أعمق تكمن في الأساليب التي تمارسها قواتهم الأمنية وتهدف إلى قولبة الناس ضمن طراز عيشهم العلماني الجامد، وهم بذلك يبرهنون على أنهم لا يملكون خطابًا فكريًا مقنعًا لمواجهة الأفكار الأخرى، وبالتالي نجد أن المناقشات العامة للأفكار والقضايا تغيب تمامًا عن استراتيجياتهم. إن هذه الإجراءات توجد شرخًا في المجتمع وتجعل كل من يشعرون بالمعاناة والاستياء لا يستطيعون التعبير بشكل علني عن مخاوفهم، والأهم من ذلك سيتجنبون التعبير عن معتقداتهم. فعلى سبيل المثال، فالأئمة والمدرسون، وهم من يوجه المجتمع ويُحترمون بسبب أدوارهم، يتم إسكاتهم أو إذلالهم أملًا في أن يتخلوا عن معتقداتهم. لقد نجحت السلطات فقط في إبقاء مشاعر الخوف والاستياء حبيسة في نفوس الناس مما يوجد فراغًا في المجتمع. كما أن هؤلاء المعلمين والأئمة لن يتخلوا عن دعوتهم، لأنهم قد اكتسبوها من خلال قناعة صادقة جعلتهم يعيشون في طمأنينة داخلية لا يمكن أن توفرها حكوماتهم، وبالتالي فقيامهم بتعليم أبنائهم وأفراد المجتمع تعاليم الإسلام أمر لا بد منه لأنه جزء لا يتجزأ من حياتهم. وإن إشاعة الخوف لن يجبر المسلمين على التخلي عن دينهم، بل على العكس من ذلك تمامًا، فإن ذلك سيؤكد للمسلمين الحاجة الماسة إلى تطبيق الإسلام في جميع نواحي الحياة من خلال الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع