الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

فقرة المرأة المسلمة - رمضان في الأراضي المباركة - أم حنين

بسم الله الرحمن الرحيم


مستمعي ومستمعات إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير الكرام والكريمات نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وموضع جديد عن عادات وتقاليد في رمضان واليوم بعنوان " رمضان في الأراضي المباركة مكة والمدينة وبيت المقدس "


رمضان في مكة والحرم المكي الشريف


لقد منَّ اللهُ تعالى على رسولِهِ الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى صحابتِهِ الكرامِ رضوانُ الله عليهم أجمعين بفتحِ مكةَ في شهرِ رمضانَ المبارك، وذلك في العشرين من الشهرِ للعامِ الثامنِ للهجرة، وكان نقطةُ تحوّلٍ من ميزانِ الباطلِ إلى الحقِّ في تاريخِ البشريةِ جمعاء ، وكانت فرحةُ المؤمنين كبيرةً بهذا النصرِ العظيمِ للإسلام، وفي رمضانَ هذا العامُ نتذكرُ هذه الإنتصاراتِ ونشتاقُ إلى الرجوعِ إلى زمنِ العزةِ والمجدِ، حتى يكونَ إعلاءُ كلمة الله تعالى في الأرضِ مرةً أخرى. فلأهلِ مكةَ قديماً وحديثاً عاداتٌ وتقاليدٌ في إستقبالِ رمضانَ المبارك، فلنستعرضَ معاً كيف تستقبلُ مكةُ المكرمةُ شهرَ رمضانَ المبارك ؟


في هذه الأيامُ يتدفقُ ملايين المسلمين من أرجاءِ المعمورةِ لأداءِ العمرةِ في رمضانَ، والتي تعادلُ حَجّةً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد تميّزتْ مكةُ المكرمةُ بكرمِها مع الحجاجِ والمعتمرين، فمن موائدِ الرحمنِ التي تنتشرُ على الزوايا والشوارعِ، وتوزيعِ التمرِ والقهوةِ العربيةِ والعصائرِ بكلِّ إصرارٍ ولطفٍ لكلِّ الطائفين حولَ الحرمِ والداخلين إليه، إلى ماءِ زمزمٍ الذي هو جزءٌ أساسيٌّ من إفطارِ الصائمين في الحرمِ، وتكادُ لا تبقى في المسجدِ زاويةٌ ولا ناحيةٌ الاّ وفيها قارئٌ يُصلي بجماعةٍ خلفَه فيرتجُ المسجدُ لأصواتِ القراءة من كلِ ناحيةٍ، والدروسُ المتواصلةُ إلى ما بعدِ صلاةِ التراويحِ، وتُكثَّفُ هذه الدروسُ وحلقاتُ التلاوةِ في العشرِ الأواخرِ منِ الشهرِ المبارك، وترى المعتكفين يزدادُ عددُهم في الحرمِ ، ويُصاحبُ ذلك كلَّهُ جوٌّ إيمانيٌ دافئٌ ينيرُ القلوبَ المؤمنةَ كما تُنيرُ الأنوارُ الوهاجةُ الساطعةُ باحات الحرمِ الشريفِ، والتي تزيدُ الحرمَ جمالاً على جمالِهِ ، ويسهرُ الناسُ حتى وقتَ السحورِ، ثم ينتظرون آذانَ الفجرِ ليؤدوا الصلاةَ ثم يذهبون الى بيوتِهم للنومِ، حيث لا يغادرونَ بيوتَهم لشراءِ حاجاتِ المطبخِ من لحومٍ وخضرواتٍ وفواكهَ إلا بعد أن يمضي من النهارِ ثلثُه، وأهالي مكةَ يعتنونَ بالسحورِ أكثر من الفطورِ، فترى المائدةَ تحتوي على اللحومِ والأرزِ والفواكهِ والادامِ والخضرواتِ والحلوى.


ونرى أهلَ مدنِ الحجازِ قد قسّمَ شهرَ رمضانَ الى ثلاثةِ اقسام: فالثلثُ الأولُ للجزارين، والثلثُ الثاني للقماشين، والثلثُ الأخيرُ للخياطين ، إستقبالاً للعيدِ.


رمضانُ في مدينةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم والحرمِ المدني الشريف


رمضانُ في مدينةِ المصطفى صلى الله عليه وسلم حاضرةُ الدولةِ الإسلاميةِ الأولى في العالمِ ومركزُ إنطلاقِ الفتوحاتِ والإنتصاراتِ ونشرِ الإسلامِ إلى العالمِ كلِّه بالدعوةِ والجهادِ ، خصوصاً في شهرِ رمضانَ المبارك ، له طعمٌ خاصٌ يضاهي سائر الشهورِ ويتفوقُ عليها، وإن كانت الشهورُ والأيامُ في المدينةِ المنورةِ كلها جمالٌ وجلالُ.


تبدأ هذه المظاهرُ أو إن شئتَ فسمِّها المهرجانُ الرمضانيُّ قبلَ رمضانَ بفترةٍ طويلةٍ، حيث يقومُ أهلُها بشراءِ كمياتٍ كبيرةٍ من الرُّطَبِ وتخزينِها في الثلاجاتِ تمهيداً لهذا الضيفُ الكريُم ، وما أن يسمعَ غلمانُ المدينةِ الخبَرَ حتى يخرجوا في جماعاتٍ وبأيديهم الدفوفَ. ومن أبرزِ عاداتِ وتقاليدِ هذا الشهرِ الكريمِ الموائدِ الرمضانيةِ التي تُبسَطُ قُبَيل المغربِ في الحرمِ النبويِّ الشريفِ تُقدّم للمعتكفينَ والزائرينَ وجبةٌ خفيفةٌ منِ الرُّطَبِ ومن القهوةِ العربيةِ ، و اللبنِ والخبزِ المشهورِ باسمِ ، ويقفُ صاحبُ المائدةِ بنفسِهِ ليصطادَ المارةَ ويُجلسهم على مائدته. فالأجواءُ الرمضانية تكونُ عاليةً وتبدأ ُبتلاواتِ القرآنِ الكريمِ في كلِّ المساجدِ التي تنطلقُ من مناراتِها بعدَ صلاةِ العصرِ من كلِّ يومِ ، وتنتهي بصلاةِ القيامِ التي تجعلُ المسلم يتصلُ بربِّ السماءِ ويجأرُ إليه بالدعاءِ ... وما أجملَ ذلك المنظرَ الرهيبَ وحشودُ المؤمنينَ من كلِّ الجنسياتِ تغادرُ المساجدَ لإستقبالِ يومٍ جديدِ من أيامِ رمضانَ في الغدِ.


رمضانُ في القدسِ وحرمِ الأقصى الشريفِ


فلسطينُ أرضُ الإسراءِ والمعراجِ كيف تستقبلُ رمضانَ ؟


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي }
تصوروا لو أنكم مُنِعتمْ من دخولِ الحرمِ المكي والحرمِ المدنيِّ فما هو شعوركم ؟ هذا يحدثُ كلَّ يومً في القدسِ ، وبالذات في رمضانَ المبارك حيثُ تجدُ ممارساتِ الاحتلالِ في منعِ المصلينَ من الوصولِ إلى الأقصى تُكثّفُ أكثرَ من ذي قبل، فبينما يؤمُّ المسجدَ الأقصى المباركَ عشراتُ الآلافِ من المصلينَ من مختلفِ المناطقِ، خاصةً في أيامِ الجُمعِ والعشرِ الأواخرِ من شهرِ رمضانَ، تحاولُ قواتُ الاحتلالِ من خلالِ الحواجزَ المنتشرةِ على مداخلِ المدينةِ، وجدارِ الفصلِ العُنصريِّ الذي تقيمُه حولها منع المسلمينَ في فلسطينَ من الدخولِ إلى الأقصى الأسيِر. بينما المسلمونَ خارجَ فلسطينَ لا يملكون حتى تصورَ السفرِ إلى الأقصى الشريفِ والصلاةِ فيه !


فالمسلمونَ في فلسطينَ، يقضون شهرَ رمضانَ المباركَ بصورةٍ تختلفُ تماماً عنها في سائر بلادِ العالمِ، إنهم يَقضونَه تحتَ قصفِ المدافعِ وأزيزِ الطائراتِ وهدمِ المنازلِ، فنفحاتُه المباركةُ تعكرُها قذائفُ المدفعيةِ وطائراتِ الأباتشي (الأمريكيةِ الصنع)، وتقطعتِ الأرحامُ فيه جراءَ تقطيعِ الاحتلالِ أوصالَ الأراضي الفلسطينيةِ بحواجزِه البغيضةِ؛ التي تجعلُ من التنقلِ والحركةِ مغامرةً قد تكلفُ المرءَ حياتَه. وبدلاً منِ الزينةِ التي تعوّدَ المسلمونَ استقبالَ الشهرِ الفضيلِ بها، أصبحتْ صورُ الشهداءِ والمعتقلينَ هي التي تُزيِّنُ جدرانَ المدنِ والقرى والمخيماتِ في أرضِ الإسراءِ والمعراجِ المحتلة. فتدميرُ المنازلِ المتواصلِ، وتشريدُ أهلِها من أطفالٍ ونساءٍ، ليبيتون ليلهم في العراءِ في شهرِ رمضانَ المباركِ ، ومن مظاهرِ رمضانَ المباركِ إضطرارُ العديدِ من الصائمين على الافطارِ على الحواجزِ الصهيونيةِ، بسببِ إنتظارِهمْ ساعاتٍ طوالٍ حتى يُسمَحُ لهم بالدخول، ولا يُسمَحُ لهم بذلك إلا بعدَ موعدِ الإفطارِ إمعاناً في إذلالِهم وحرمانِهم من مشاركةِ أهليهم طعامَ الإفطارِ، وغالباً ما تعاني المدنُ من نقصٍ حادٍ في سائرِ السلعِ بكافةِ أنواعِها بسببِ منعِ سلطاتِ الاحتلالِ الصهيونيةِ إدخالَها للمسلمين، مما أدى إلى توقفِ معظمِ المصانعِ عنِ العمل. فمعاناةُ المسلمينَ في فلسطينَ تشتدُّ في رمضانَ لدرجة أن حوالى 70% من العائلاتِ صارتْ تحتَ خطِّ الفقرِ، فإلى متى أيها المسلمون؟ متى تحرّرونَ أرضَ الإسراءِ والمعراجِ ليعودَ الأقصى الشريفُ يعجُّ بمظاهرِ رمضانَ الكريمِ وتكتملُ فرحةَ المسلمينَ برمضانَ الكريم ؟


فإلى العمل معنا لعِزة هذا الدين ندعوكم .

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع