الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

رسالة إلى المسلمين في العالم - أ. أبو الإمام

  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يقول الله تعالى في أمة الإسلام: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس, تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) أي أن المسلمين هم خير الأمم بإسلامهم والالتزام به. وقد أخرجهم ربهم بهذا الدين العظيم لإخراج الناس من غير المسلمين من الظلمات إلى النور بنشر هذا الدين بين الأمم ولكن عندما تخلت هذه الأمة عن تطبيق إسلامها انحدرت إلى ذيل الأمم بعد أن كانت سيدة الأمم بلا منازع, ولكن تبقى الأمة الإسلامية خير الأمم إن عادت إلى دينها تحكمه بينها وتحمله إلى الناس كافة فهل لها من عودة إلى ذلك كي تعود لها خيرتها التي أرادها لها الله نأمل من الله أن يشرح صدر هذه الأمة للإسلام قريبا لتعود لها دولتها التي فيها عزتها وكرامتها وسيادتها وتطبيق شرع ربها وما ذلك على الله بعزيز.


امة الإسلام ليس هذا بعيد المنال إن عزمتِ أمرك على ذلك فبذور وحدتك لا زال موجوداً في شرع الله الذي هو بين أيدي المسلمين ويعيش معهم إن هم جدوا في الرجوع إليه رغم معيقات الحاضر المؤلم في حياة المسلمين فإلههم واحد وقبلتهم واحدة وقرآنهم واحد ونبيهم واحد وسنتهم واحدة وحجهم واحد وصومهم واحد وقبلتهم واحدة فهل لها صياغة حياتها على أساس العبودية لله الواحد الأحد وعلى قيم الإسلام الرفيعة وبموجب تشريعاته السامية في شهر الرحمات والمغفرات والعتق من النار وتبدأ ذلك في هذا الشهر العظيم بأول بداية أن يكون صومها واحد مع التماس هلال شهر رمضان وعيدها واحد مع إطلالة شهر شوال لكي لا تتكرر الدوامة المحزنة كما تحصل في كل عام, بشأن بدء الصوم أو الانتهاء منه ويكون هذا حافزاً لهم أن يهتموا بوجود أمير واحد لهم ليطبق فيهم شرعه ويكون موحداً لهم تحت راية واحدة راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيه نافذ فيهم وأمره مطاع بينهم مزيلٌ لكل خلاف بينهم.


امة الإسلام, انت امة من دون الأمم امة واحدة هكذا أراد لك الله عز وجل أن تكوني لقوله تعالى: ((إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)) وهذه الأمة الواحدة التي أراد الله لها أن تكون امة واحدة في دولة واحدة في أمير واحد في علم واحد في جيش واحد قوة واحدة في اقتصاد واحد في دستور واحد في مالية واحدة تتكافأ دماؤهم وهم يد على مَن سواهم يسعى بذمتهم أدناهم أصبحوا للأسف بعد تخليهم عن أمر ربهم وشرعه شذر مذر تكالبت عليهم الأمم مفرقة لهم طامعة فيهم تحول بينهم وبين وحدتهم وبين مجمع قوتهم مستغلة هذه الفرقة والضعف فيهم لسلب أراضيهم ونهب خيراتهم وأموالهم وسفك دمائهم وإذلالهم وانتهاك أعراضهم وساندهم في ذلك من يدعون أنهم حكامٌ للمسلمين من عرب وعجم وقد وفروا على الغرب مؤونة قتال المسلمين فهم أصبحوا جميعا المذل للمسلمين قبل عدوهم المنفذين لاموا مر الغرب الكافر في المسلمين مهما كانت هذه الأوامر إجرامية مذلة للمسلمين مستخدمين أبناء المسلمين في جيوشهم وأجهزتهم الأمنية لتنفيذ هذه الجرائم في المسلمين كل ذلك من اجل بقائهم حكاماً جالسين على كراسي الذل والتآمر التي أجلسهم عليها الغرب الكافر بعد أن قسم المسلمين بعد زوال دولتهم دولة عزتهم إلى أكثر من خمسين كياناً ووضع على كل كيان عميلاً له ينفذ أوامره بكل دقة بل يفدح في الإجرام بالمسلمين والتضييق والنهب ليثبت الإخلاص المتناهي للغرب ليبقى الغرب راضٍ عنه فيبقيه أجيرا مخلصاً له جالساً على كرسي الذل والعار والتآمر.


فانظري امة الإسلام إلى فعل من يسمون حكاماً زوراً وبهتاناً في بلاد المسلمين من يقوم بسحق أهل العراق المسلمين أليسوا من نصبتهم أمريكا حكاماً بعد تكاتف حكام آخرين مع أمريكا لاحتلال العراق ونهب أموالها وخيراتها وسفك دماء شعبهم, وانظري في باكستان كيف يفعل حكام باكستان في منطقة القبائل في وادي سوات ومنطقة وزيرستان من تدمير واستخدام الأرض المحروقة فيهم فقط لأنهم يطالبون بتحكيم شرع الله هذا ذنبهم فاستخدموا إلى جانب أمريكا وقوتها قوة أبناء المسلمين في الجيش الباكستاني من أجل سحقهم وانظري إلى أفغانستان وما يجري بها من اجتماع أمريكا وبريطانيا والقوة العالمية الناتو لسحق الإسلام والمسلمين هناك وانظري إلى كشمير وتخلي المسلمين وأبناء الجلدة عنهم وانظري إلى الشيشان وتحكم الإلحاد فيهم ولا منقذ لهم وانظري امة الإسلام نزاع المسلمين بعضهم مع بعض في الصومال خدمة للغرب وانظري إلى أي اتجاه أردتي فهل يسرك النظر أم يدميك المشهد؟


امة الإسلام انك أنت المسؤولة عن ذلك إن لم تجمعي أمرك وتوحدي صفك وتجمعي قواك وأهل نصرتك وتعزمي أمرك إلى موطن عزتك وكرامتك إلى أن تعودي امة واحدة كما أراد الله بنظام واحد بأمير واحد يخاطب الغيم أمطري حيث شئتِ, فساتيني خراجك بإذن الله ويخاطب الكفر أنّى كان اسلم تسلم والجواب تراه لا ما تسمعه يقيم العدل فينا وينشر العدل على ربوع العالمين يكون أول جائع فينا وآخر من يشبع وانظري امة الإسلام الفقر فينا في كل مكان ونحن نجلس على بحور من الأموال المنهوبة بأيدي المسلمين والتي ينعم الغرب فيها ونحن ننظر ولا نستطيع أن نفعل شيئاً.


امة الإسلام هذا حالك لا يخفى على احد والواقع يصعب ويطول وصفه ولكن أين العبرة وأين المعتبر أين من يحزم أمره لإنقاذ أمته أين الرجوع لهذا الإسلام العظيم الذي يعز كل من التزم به وذل كل من تخلى عنه؟؟


أين التسابق والمنافسة للعمل لإيجاد الإسلام حكماً وحاكماً في واقع التطبيق؟ أين التنافس إلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض؟؟ أين الرجال في الأمة؟ هل عقمت النساء بعد خالد وأبي عبيدة والقعقاع والزبير وصلاح الدين ومحمد الفاتح؟ لا والله إن الأمة ولادة الرجال أمثالهم وسيخرج من بينهم من هو احرص على الإسلام منهم والخير في هذه الأمة كثير فهي الموصوفة بالخيرية وإن كبت لحظة إلا أنها بدأت هذه الأمة بتلمس طريقها فأصبح الواحد فينا يسمع بالمطالبة بالإسلام ودولته في كل مكان وإقبال الناس زرافات ووحدانا إلى الإسلام والعاملين إليه في كل مكان لأكبر دليل وما ازدياد البطش في المسلمين بيد الأنظمة وبيد الغرب الكافر لأكبر دليل على ذلك.


أمة الإسلام: دولة المسلمين على منهاج النبوة الثانية أزف زمانها وهذا أوانها فهل لكي من تسابق على أن يكون أحدكم من رجالها فمن يبغي المنافسة فيكم لينال وسام الشرف فيكم وسهم السبق إلى هذا الشرف والخير العظيم.


أمة الإسلام: اغتنموا العمل المخلص في هذا الشهر العظيم والذي تتضاعف فيه الأجور عند الله تعالى واصنعي عزك فيه واصنعي قوتك فيه فان لم تصنعيه بنفسك لا تنتظري من هؤلاء الحكام خيراً يوماً لكي فوالله ما وجدوا إلاً لإذلالك وإبقائك في هذه الحالة ونقلك من حالة سوء إلى أسوء.


فخطابي لكي امة الإسلام كل واحد على قدر موقعه وقدرته فيك فأهل القوة فيكِ والعلماء والتنافس في العمل بين أفراد الأمة كله يجب أن يصهر في بوتقة العمل الواحد تحت هدف واحد وهو استئناف حياة إسلامية ولا يكون ذلك إلا من خلال دولة تطبقه وتحمله للناس ولا تكون دولة بدون خليفة يطبق شرع الله فإلى هذا الخير العظيم وإلى هذا العز الكبير وإلى رضا الله فوق كل ذلك وإلى الخلاص من إثم الميتة الجاهلية ادعوكم أيها المسلمون فبادروا إلى ذلك كل واحد فيكم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً واعلموا أن النصر مع الصبر واعلموا أن عزمتكم على ذلك أن الله ناصرُكم ولن يتركم أعمالكم أما إن تخاذلتم بقيتم في مواقعكم ولم يتغير حالكم وفوق ذلك غضب الله عليكم. فبادروا بادروا إلى الخير العميم إلى دولة الإسلام لتنقذوا أنفسكم ودماء المسلمين وارض المسلمين وأموال المسلمين وأعراضهم. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبوعبد الله

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع