- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
اجتمع من هم أشد عداءً للإسلام والمسلمين في فينّا (وزير خارجية أمريكا، ووزير روسيا، ووزيري تركيا والسعودية)، وبعد اجتماعهم الخبيث الذي أطلقوا عليه مؤتمرًا من أجل الشام، صرّحوا أن الاجتماع قد فشل، وهذه حقيقة كل اجتماعاتهم حتى الآن من أجل الشام.
إن من هؤلاء المجتمعين، وزير خارجية رأس الكفر والبلاء في العالم قاطبة (أمريكا)، الذي لم يترك مكانًا وطأت عليه قدماه إلا وعاث فيه فسادًا، يتنقل من مكان إلى آخر ليشبع نهمه، والآن ينتقل إلى فينّا من أجل اجتماع خاص بين الوزراء - بعد أن خرج المجرم بشار من جحره وطار إلى روسيا في الزيارة الأولى له منذ سنوات -؛ لبحث مشكلة الشام التي تؤرقهم ومستقبلها وحلها.
ألا يعلم هذا الوزير أنه هو ورؤساءه في البيت الأبيض هم من أوصل البلاد والعباد إلى هذه الحال؟! ألا يعلم هذا الوزير أن عميلهم الإمعة في دمشق هو من تسبب في هذه الحال؟! بل يعلمون علم اليقين أنهم هم من صنعوا هذه الحال وهم من يتحكمون في النظام وقواته هناك، بل هم أسّ البلاء وأصل الداء لما يحدث في العالم كله، والأمة تعلم ذلك.
أفبعد هذا كله نأمل من مثل هؤلاء خيرا؟ أنأمل بالمرض الذي يفتك بنا؟ لقد لوثوا كل شيء في الأرض، وإن مثل هؤلاء لا يمثلوننا في شيء، ولو تحدثوا باسمنا، فالشيطان يوسوس لهم أنهم قادرون على تكميم أفواهنا، والتحكم بأفعالنا، وتقرير مصيرنا، وما هي إلا وساوس شياطين.
أما الوزير الآخر، وزير روسيا، فإنه يظن أن له إرثاً في الشام، فجاء بجيش مهترئ فاقد الفكر حتى يقاتل من الله مولاهم، وإيمانهم لا يتزعزع، إنهم أهل عقر دار الإسلام. وهذه روسيا لا إرادة لها، فأمريكا هي من تقرر وتدبر، وهي تنفذ، ولكنها تدّعي أنها أقدمت على هذه الخطوة لأنها أوعى من غيرها لخطورة هؤلاء الذين أطلقت عليهم "إرهابيين"، لكنها وحلفاءها لا يستطيعون أن يحجبوا الشمس بغربال.
والمضحك أن روسيا تقترح أن تشترك إيران وفرعون مصر في حربها، ألا يعلم أن بلاد فارس قُهرت وأصبحت من التاريخ على أيادٍ طاهرة مثل أبي عبيدة وخالد والمثنى؟ ألا يعلم أن فرعون مصر لا يحكم إلا نفسه، ولا يملك سلطة على شعب من خير أجناد الأرض، لا يقبلون الضيم؟ استيقظ واعلم أنك تتعامل مع أمة عظيمة قهرت بدولتها أجدادك وأنستهم وساوسهم، والقادم أعظم لها.
أما الوزيران الآخران، وهما وزيرا تركيا والسعودية، فكذلك ليسا صاحبيْ قرار. فهذا الوزير السعودي، قد أرسلت دولته جيشها إلى أرض اليمن من أجل جعل النفوذ لأمريكا، غير مكترثٍ لما سيحدث للناس هناك، يعيشون أو يهلكون، وها هو قد مر ما يقرب من السبعة أشهر على القتل والقصف هناك، أُنفقت فيها الملايين فداءً للغرب الحاقد، وطمعًا في نيل رضاه. فهل لوزير دولة أهدرت أموالها وأقحمت جيشها في حرب ليست حربها، هل له القدرة على حل مشاكل دولة أخرى؟! والمضحك أنه يتكلم كأنه صاحب قرار عزيز، لا يقبل أن يتحكم به أحد، لكنه كذاب أشر!
والثاني وزير تركيا، المشغول بأخذ الصور أمام الكاميرات وهو يحجبها عن اللاجئين، فيمنع أن تصل معاناتهم لأحد في الداخل، أو في الخارج. يقف هذا الوزير بين ثلاثة من أمثاله ملطخة أيديهم بالدماء، ليشاركهم في جريمتهم النكراء في التآمر على شعب مجاهد في سبيل الله، رأى كيف عانى هذا الشعب على مدار سنوات عجاف ولم يحرك ساكنًا. والمُستغرب أن روسيا جاءت بجيشها بذريعة مساعدة حليفها الأسد، وأهل سوريا يستغيثون به منذ سنين طوال ولا يجيبهم، ألا يخجل من نفسه من موقفه الذليل وهو يمتلك أقوى جيش في الشرق الأوسط، جيش قادر على أن ينهي معاناة أهل الشام إلى الأبد؟ لكن عمالته هي ما منعته. لكن أهلنا في تركيا ليس فيهم إلا كل الخير، وجيشها جيش عظيم، أملنا أن يعي حقيقة حكامه، فينقلب عليهم، ويقاتل في سبيل الله، فهو من أمة تحب الاستشهاد على عيش الهوان.
وأخيرًا، فإن هذا الاجتماع لا يعدو كونه زوبعة في فنجان لن تخرج منه بإذن الله، ومجد الأمة قادم في القريب العاجل بإذن الله. وهذه الاجتماعات والمؤامرات نتائجها تتبخر في الهواء، وتتقطع من ضعفها، فما يحوكونه إنما كخيوط العنكبوت، لن تقوى على منع هذه الأمة التي كتب الله لها أن تكون عزيزة بين الأمم، وإن غدًا لناظره قريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا