الأربعاء، 25 محرّم 1446هـ| 2024/07/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

فقرة المرأة المسلمة- أمثالنا الشعبية في ميزان الشرع ح4

  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

     تناولنا في الحلقات السابقة عدة مجموعات من الأمثال التي تناقض مفاهيمَ الإسلام وعقيدتَه ، واليوم نتحدث عن مجموعة أخرى تتعلق ببعض السلوكيات والأخلاق ، عسى أن يكون بها الفائدةُ والخير ، فهذه سلوكيات انتشرت كانتشار النار في الهشيم بحيث اختلط الأمر على كثير من الناس وظنوا أن هذا هو الصحيح والمقبول ،

= كذب يِنفعْ ولا صدْق يَضُرّ ، كذب يِمَرِّق ولا صِدْق يِغَرِّق ، والكذب ملحُ الرِّجال .

هذه من الأقوال الفاسدة التي تبيح الكذب ، وتقرر أن الكذب إذا كان يجلب المنفعة والمصلحة فهو أفضل من الصدق ، والله سبحانه وتعالى يقول (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) المطففين 10 ويقول : إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)سورة النحل ,105 ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق؛ حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب ؛ حتى يكتب عند الله كذاباً » . رواه البخاري ومسلم.

= حب وواري واكره وداري ، الايد اللي ما بتقدر عليها بوسها وادعي عليها بالكسر ، وإن كان لك عند الكلب حاجة قل له يا سيدى، واتمسكن حتى تتمكن.
وهي أقوال  تدعو الى اتخاذ النفاق مطية للوصول إلى الأهداف حتى لو كان عن طريق التذلل والمسكنة وإهدار الكرامة ،، والنفاق هذا داء وبيل على الأمة حث الشرع على محاربته ومجاهدةِ المنافقين بكل الوسائل حيث يقول رب العزة (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) النساء 145 ، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :ما  من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) رواه مسلم، وعلماء السوء المنافقون أكبر مثل على هؤلاء الذين يعدون من أهم العوائق أمام تغيير الواقع الفاسد بما يزينونه للناس من أقوالهم وأفعالهم .

 

= أتغدى به قبل ما يتعشى بك ، إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ، ان شفتك ضحكت عليك وان ما شفتك راحت عليك .

أمثال تدعو إلى الغدر وعدم الوفاء بالوعد والعهد مما يؤدي إلى انفصام عرى المودة والثقة بين الناس وبالتالي يؤثر على علاقاتهم  ومن ثم تفكك الأمة  وتفقد وحدتها الفكرية والشعورية التي هي من أهم عوامل الارتقاء والنهضة ، وموقف الشرع من الغدر والنكث بالعهد واضح حيث يقول الله تعالى : (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) الاسراء 34 ، (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) المؤمنين 8 ،و قال صلى الله علي وسلم : (آية المنافق ثلاث ،إذا حدث كَذَب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ) رواه الأربعة .

= ألف جبان ولا قول الله يرحمه ، الهريبة ثلثين المراجل،  الكف ما بتناطح مخرز ، حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس

كلها أمثال تحض على الخوف والجبن والانهزامية والاستسلام للواقع الفاسد ،، مما يؤدي إلى العيش بالذل والمهانة وعدم الجرأة على التغيير والنهضة ،، فالجبن ليس سبباً في النجاة من الأذى أو الخطر ، وصدق الله القائل ( قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ) آل عمران  154،ويقول (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ) النساء78،ويجب عدم الالتصاق بالواقع الفاسد المنحط والرضا به، مهما كان حاله. وإن المسلم محاسب على ما يستطيعه من تغيير للواقع الفاسد ،والصواب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان (. وبمثل هذه المفاهيم البغاث في أرضنا استنسرت وأصبحت الأمة غئاء كغثاء السيل كما صورها صلى الله عليه وسلم . 

 

= قدم السبت تلاقى الحد قدامك  ، اطعم التم تستحي العين .
أي عليكم  بتبادل المصالح والمنافع حتى لو ناقض ذلك أحكام الله تعالى ، والرشوة تبلغكم ما تريدون، ومعلوم أن أخذ الرشوة في أي صورة حرام، بل من الكبائر ولا بورك في حاجة تقضى بالرشوة.
قال تعالى ) وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [ البقرة:188 ].وقال رسول الله صلى الله عليه وسلام ) لعنة الله على الراشي والمرتشي(

=اللي معاه قرش يساوى قرش ، الناس ما بتقول كم غاب بتقول شو جاب ، والناس ما بتسأل شو صرفت بتسال شو معك .
هذا نظرة مادية سقيمة، ومعنى ذلك أن المال هو مقياس قيمة الانسان وأهميته ، وإن كان فاسقاً أو فاجراً أو حتى كافراً. وهذا ينافي قول الله عز وجل ) إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات:13.

 

إذن - مستمعينا- ،،هل نترك مثل تلك الأمثال الخاطئة  تتحكم في سلوكياتنا ونظرتنا للحياة،أم نوقفها عند حدها التزاماً منا بالشرع والفهم الصحيح !! هل نسير في طريق تغيير الواقع في كل أمور حياتنا أم نقول لندع الأيام تفعل ما تشاء !!

 تساؤلات أتركها- إخوتي وأخواتي - بين أيديكم في نهاية حلقاتنا لهذا الشهر المبارك  مع التنويه مرة أخرى إلى أن هناك أمثالاً كثيرة أخرى تتوافق مع الشرع والعقيدة الإسلامية ،،وأيضاً ومن الجدير بالذكر هنا أن هناك أمثالاً لا يكمن الخلل والخطأ فيها بحد ذاتها ، ولكن بسبب سوء فهمها  نتيجة جهل الناس باللغة العربية  وبمناسبة  قول المثل مما  يؤدي إلى عدم إنزال الأمثال على واقعها  الصحيح  وبالتالي  تُستعمل استعمالاً خاطئاً بل ومخالفاً لأحكام الله تعالى وشرعه ،، ويخطر ببالي مثال الآن وهو القول ( النبي قبل الهدية )  ، حيث ان الرسول صلى الله عليه وسلم  قبل الهدية  ليس من  باب تبادل المصالح والمنفعة  الدنيوية بل من باب إشاعة المودة والحب بين الناس بمعنى  تهادوا تحابوا  وهو المندوب شرعاً ،،ولكن سوء الفهم  المقرون بسوء النية جعل هذا القول  يُستخدم كباب من أبواب القبول بالرشوة المحرمة شرعاً ،، فلننتبه دائماً ولنكن متيقظين لكل ما يُحاك ضد الإسلام والمسلمين ،،

أدعو الله تعالى- مستمعينا الكرام - أن أكون قد وُفقت في موضوعي هذا عن الأمثال وأَنه كانت به الفائدة والخير إن شاء تعالى، وربنا اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ،،

وتقبل الله الطاعات وعيداً سعيداً مباركاً أتمناه للجميع ، ونسأله تعالى أن يعيد علينا هذا الشهر الفضيل وقد تحققت أمانينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية ،،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعدته للإذاعة : مسلمة

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع