الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

سكة الحديد وإخوان لورانس!  

بسم الله الرحمن الرحيم

      كلما مررت بسكة الحديد العثمانية يخفق قلبي لماض تليد، وبكل صدق فإنني استشعر من قضبان الحديد هذه والمبنية بشكل منظم لا يقل روعة وإحكاماً عن سكك الحديد في دول أوروبا وغيرها، استشعر من قضبان الحديد هذه عزة دولة عظمى كانت تعمل وتبني كل ما تراه في صالح الدولة ورعاياها، سكة ممتدة من تركيا وسوريا مروراً في الأردن ثم انتهاء بالمدينة المنورة زادها الله نوراً وصلى الله على ساكنها وآله وصحبه أجمعين، أستشعر من هذه القضبان الحديدية شيئا يدل على أن بلاد المسملين كانت موحدة في دولة واحدة، سكة جعلت الرحلة من بلاد مختلفة لأداء الحج والعمرة تنخفض من قرابة الأربعين يوماً إلى حوالي ثلاثة أيام فقط،

تصوروا!!!... هذا الكلام قبل مئة عام وليس في هذا العام!!!

      أتخيل لو أن دولة الخلافة العثمانية لم تُهدم لشهدتْ تقدماً في قطاع المواصلات والاتصالات، حيث إنها في شهر أيلول سبتمبر 1908م كانت قد انتهت من بناء سكة الحديد هذه والممتدة من تركيا إلى المدينة المنورة، فلو استمرت هذه الدولة لتم ربط المدن الرئيسية كلها في أرجاء دولة الخلافة بسكة حديد على غرار هذه السكة، إن ربط المدن الرئيسية بخط السكة هذه كان سينقل الحياة كلها نقلة نوعية لتشهد الدولة تقدماً نوعياً تجارياً وصناعياً وكذلك تقدماً في قطاع البريد والاتصالات وغيرها من القطاعات.

ولكن ماذا جرى لسكة الحديد؟

       في الثورة العربية الكبرى أشار لورانس ضابط المخابرات البريطاني على الشريف حسين بتخريب سكة الحديد والتي كانت كابوساً على الحكومة البريطانية من أجل وقف خط الإمدادات لقوات الدولة العثمانية،  أما في عهد حكامنا في السعودية والأردن وسورية، فبدلاً من تعمير وترميم هذه السكة،  باع بعضهم حديدها لتجار الخردة، والخَلْع لها يجري على قدم وساق، وجُعلت نهباً للصوص الدولة المتنفذين في مناطق أخرى، وتقلع من الأرض عنوة وغلاً للحليولة دون ربط هذه البلاد ببعضها خوفاً ورعباً من عودتها كما كانت دولة واحدة. 

       السطان عبد الحميد قبل أكثر من مئة ينتهي من بناء خط سكة الحديد هذه رابطاً تركيا وسورية والأردن بالحجاز، وحكام هذه البلاد بحقدهم البريطاني يرفضون ترميمها بل يعملون على طمس معالمها كي لا تعود.

وبعد كل هذا.. أليسوا حقاً إخوان لورانس؟؟!!

 

بقلم: وضّاح الفقير - الأردن

لمشاهدة المزيد في معرض الصور

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع