الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

وقفات مع النفس - ماذا أعددت ليوم رحيلك

بسم الله الرحمن الرحيم

   ينتشر هذه الأيام في كل أنحاء العالم الخوف من مرض انفلونزا الخنازير ، فكل يخشى على حياته ونفسه وأهله من هذا المرض ،، ولو بقي هذا الخوف ضمن حد المعقول فهو خوف طبيعي ولكنه تحول عند العديد من الناس إلى هلع وخوف شديدين ربما أعاق سير حياتهم الطبيعية ، وأصبحت إحصائيات ضحايا المرض تتوالى مع أن عدد القتلى في بلد مثل العراق أو الباكستان في يوم واحد يفوق ضحايا هذا المرض في كل أنحاء العالم ، ولم نجد أحصائيات لذلك ولا أصواتاً تتعالى بضرورة معالجة الأمر والحد من تزايد أعداد هؤلاء الضحايا مثلما نسمع ليل نهار عن ذلك المرض وضحاياه وطرق الوقاية منه .
إن كلامي هذا ما هو إلا مقدمة لوقفتنا اليوم مع النفس ، حيث سأطلق للخيال عنانه ولنتخيل سوياً بأننا أُخبرنا بأن هذا اليوم آخر يوم لنا في هذه الحياة الدنيا .وتم طرح هذا السؤال : باقي من عمرك يوم واحد فماذا أنت صانع فيه ؟ ما هو شعورك ؟ وماذا ستفعل ؟
ستتعد الإجابات ،، لربما هناك من سيقول ساستغل كل دقيقة من هذا اليوم بل كل ثانية للاستمتاع بهذه الدنيا وملذاتها وجمالها ،، ولكني أظن ان معظم الإجابات ستكون لغاية واحدة ولو أنها ستكون متعددة، فربما هناك من سيقول سأقضي يومي في المسجد ذاكراً تالياً مستغفراً , ومنهم القائل سأتوب من جميع الذنوب والمعاصي وآخر يقول سأذهب للمسجد الحرام وأقضي يومي هذا هناك معتمراً صائماً مصلياً والقائل سأصل رحمي وأبر والديّ ، أو آخر سأعيد ما اغتصبته من حقوق الآخرين , ومنهم.. ومنهم.. وربما أنت تزيد إجاباتك عما قالوا الكثير والكثير من فعل الأعمال الصالحة . إجابات مختلفة ولكنها تصب كلها في عمل الطاعات في ذلك اليوم..
لماذا هذه الإجابات وهذا الشعور ؟؟
لأنك تعلم انك سوف تموت لذلك لايسرك ان تلقى الله على ذنبك وعصيانك ولكن هل سألت نفسك هل تستطيع ان تعمل جميع الاعمال الصالحة التي ذكرتها في يوم واحد !! اذاً لماذا التسويف في عمل الطاعات والتقرب لرب البشر !! معك الآن مهلة ووقت لعمل الصالحات لماذا تضيعها بالترهات والمحرمات !!
كنت حريصاً على عمل الطاعات وألا تلقى الله على معصية عندما قيل لك بقي يوم من عمرك فلماذا تصر على الزلل والعصيان وربما تموت الان !!
عجباً لنا والله عجبا نعلم أننا على خطأ وزلل وعصيان ولانريد أن نقابل الله به ومع ذلك نصرعلى الذنب !!
ليس يوم يأتي من الدنيا إلا يتكلم يقول يا أيها الناس إني يوم جديد وإني على مايُعمل في شهيد وإني لو قد غربت الشمس لم أرجع إليكم إلى يوم القيامة .
أنت تعلم انك سوف تموت فلماذا لم تستعد وانت تقرأ قوله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور)ِ
أيام عمرنا قليلة وأنفاسنا قصيرة فلماذا نجعلها تضيع بلا فائدة و دون الاستعداد للرحيل ؟!
الله امرنا بان نتزودمن الدنيا قبل الرحيل و قبل القدوم عليه فقال (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) ،، والشاعر يقول :
تزود لــلذي لابد منـه **** فإن الموت ميقات العباد
أترضى أن تكون رفيق قوم **** لهم زاد وأنت بغير زاد
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( مامن أحد يموت إلا ندم، إن كان محسناً ندم ألا يكون ازداد، وإن كان مسيئاً ندم ألا يكون نزع ) ، وكان علي بن ابي طالب رضي الله عنه يقول : إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الاخرة ولاتكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولاحساب وغداً حساب ولاعمل .
فالحذار إخوتي وأخواتي من ضياع العمر والتسويف في التوبة وعمِّروا يومكم بطاعة الله وذكره وفي فعل الخيرات والتقرب الى الله بأنواع العبادات والطاعات والتوبة والندم والاستغفار عما مضى وفات قبل أن يفاجأك الموت وسكرته والقبر وضمته والصراط وزلته،، اعملوا مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية قبل أن تقول رباه ارجعون وقبل ان تندم بعد فوات الأوان ، قال تعالى:
(حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ * فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ) وكما يقول الشاعر :
مابالنا نتعــامى عن مـصائرنا *** ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
يا راكضاً في ميادين الهوى مرحاً *** ورافلاً في ثياب الغي نشــوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب *** يكفيك ماقد مضى قد كان ماكانا

أسأل الله لنا ولكم حسن الختام وأن يهون علينا سكرات الموت وأن يرزقنا حسن الاستعداد ليوم الرحيل وأن يجنبنا التشبث بالدنيا وومفاتنها وملهياتها إنه سميع مجيب،،

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع