حكام باكستان العملاءُ يضحون بدماء جنودنا الشجعان لأجل عيون الصليبيين
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
التقى الجنرال كياني بعد عودته من بروكسل بعدة كُتّاب صحفيين، وأخبرهم عن حجم التضحيات التي يقدمها الجيش الباكستاني فيما يسمى بالحرب على الإرهاب. وفيما بعد تم الكشف عن تفاصيل تلك التضحيات للإعلام من خلال قسم العلاقات العامة في القوات المسلحة الباكستانية. وقد ورد في تلك التفاصيل أنّه قُتل وجُرح 30,452 منذ 11/9 لغاية اليوم في باكستان. من بين هؤلاء 8,785 من المؤسسة العسكرية والباقون أي 21,673 من المدنيين. وبالطبع فإنّ هذه الإحصائيات لا تشمل آلاف الضحايا من الذين لا يتم الإعلان عنهم رسمياً. وبحسب إحصائيات قسم العلاقات العامة في القوات المسلحة الباكستانية فإنّ 2,273 جندي ومن ضمنهم ضباطاً كبار فقدوا حياتهم، بينما جُرح أكثر من 6,512. بالمقابل فإنّ الجنود الأمريكان وقوات الناتو قُتل منهم لغاية الآن فقط 1582، ومعدل خسارتهم 10 جنود يومياً بين قتيل وجريح في عام 2009.
جاء في التقرير أنّ باكستان وضعت 821 نقطة تفتيش على الحدود الباكستانية الأفغانية، لمنع المقاتلين من التنقل عبر الحدود، بينما لم تضع قوات تحالف 43 بلد من الناتو سوى 112 نقطة فقط. وقد أفصح التقرير عن أنّ باكستان اعتقلت أكثر من 17,742 "إرهابي" لغاية اليوم، وقام الجيش الباكستاني ب209 عملية عسكرية على مستوى لواء، بينما لم تكمل القوات الأمريكية أكثر من 10 عمليات. وبحسب التقرير فإنّ 73 من جهاز الاستخبارات قُتلوا إلى جانب 264 جريح، بينما لم يخسر جهاز الاستخبارات المركزي الأمريكي ال CIA إلا 11 عميلاً. إلا أنّ أكبر ما كشف عنه كياني وأخرجه عن صمته هو الكشف عن زيادة أعداد الجنود في هذه الفترة من 90,000 إلى 147,000، بينما لم تتجاوز قوات 43 بلد من التحالف على الجانب الأخر من الحدود ال 100,000، ولا يفوتنا هنا أن نذكر بأنّ باكستان خسرت أكثر من 35 بليون دولار في هذه الحرب كما ورد في الميزانية المُعلن عنها، إضافة إلى توقع خسارة 10 بلايين دولار في هذا العام.
هذا هو الثمن الذي تدفعه باكستان لمشاركة حكامنا أمريكا في حربها، في الوقت الذي لا يولي فيه حكام باكستان أي اهتمام بمصالح باكستان، علاوة على عدم اكتراثهم بالإسلام والمسلمين. وهذا الثمن الذي ندفعه لم يسبق أن دفعناه منذ إعلان "استقلال" باكستان، حتى في حربي عام 1965 بين الهند وباكستان وحرب كارجل مجتمعين.
وقبل اجتماع كياني بالصحفيين الباكستانيين، كان قد التقى بالصحفيين الأجانب وأخبرهم عن الثوابت الخمسة، والتي هي أسسه ألاستراتيجيه: إيجاد رأي عام، والدعم الإعلامي، والقدرات العسكرية وتصميم العسكر، وتبني هذه الحرب على أنّها حرب باكستان وليست حرب أمريكا، وتبني إستراتيجية بناء شاملة على مراحل أربع: الوضوح والصمود والبناء والترحيل.
على أية حال فإنّ الغريب في هذه الإستراتيجية جزئية إيجاد الرأي العام على العمليات العسكرية من خلال القيام بعمليات تفجيرية في الأماكن العامة، وهذا الذي روجت له وسائل الإعلام محاولةً إلصاق تلك العمليات بالمقاومة، عوضاً عن فضح العمليات العسكرية الدموية التي هجرت الملايين في فصل البرد القارس وفصل الحر الشديد. وقد نشرت تصريحات لرئيس الأركان كياني في الصحف فيما بعد بالقول أنّ عملياتنا العسكرية هي التي قللت من حجم هجمات قوات الناتو من الجانب الأخر عبر الحدود، وبمعنى أخر فإنّ هذا التصريح هو كشف عن حقيقة وغاية العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الباكستاني.
من هنا، فإنّ حكام باكستان الخونة هم من يزود الغزاة الصليبيين بالدعم الحيوي للبقاء في أفغانستان من خلال "تأجير جيش المسلمين" ومن خلال تمكين أمريكا من استخدام الطرق اللوجستية.
ولو كانت هناك خلافة في باكستان لما كان هناك وجود لأمريكا في المنطقة بمجرد قيامها بأول عملية، والله سبحانه وتعالى يعلم كم سيكون هناك أسرى من القوات الأمريكية وقوات الناتو حال قيام الخلافة في باكستان، وإنّ غدا لناظره قريب.