السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، حياكم الله مستمعينا الكرام, مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير ، مع سلسلة حلقاتنا المتجددة ، من سلسلة حلقات: قراءة في كتاب ( قادة الغرب يقولون: دمّروا الإسلام أبيدوا أهله) للأستاذ جلال العالم - ال
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مستمعينا الكرام:
كنا معكم في الحلقة السابقة مع بعض نماذج وصور حقد الكفار على الإسلام وأهله, حيث تطرق الكاتب إلى حملات التفتيش في الأندلس وطرق إبادة المسلمين هناك ... واليوم نستكمل في هذه الحلقة صور هذا العداء الدفين مع بلد أخر وهو أرتيريا.
يقول الكاتب: { استولت الحبشة على أرتيريا المسلمة بتأييد من فرنسا وانكلترا ..حيث صادرت معظم أراضيها، وأسلمتها لإقطاعيين من الحبشة، كان الإقطاعي والكاهن مخولين بقتل أي مسلم دون الرجوع إلى السلطة، فكان الإقطاعي أو الكاهن يشنق فلاحيه أو يعذبهم في الوقت الذي يريد ...فُتحت للفلاحين المسلمين سجون جماعية رهيبة، يجلد فيها الفلاحون بسياطٍ تزن أكثر من عشر كيلوا غرامات، وبعد إنزال أفظع أنواع العذاب بهم كانوا يلقون في زنزانات بعد أن تربط أيديهم بأرجلهم، ويتركون هكذا لعشر سنين أو أكثر، عندما كانوا يخرجون من السجون كانوا لا يستطيعون الوقوف، لأن ظهورهم قد أخذت شكل القوس.
كل ذلك كان قبل استلام هيلاسيلاسي السلطة في الحبشة، فلما أصبح إمبراطور الحبشة وضع خطة لإنهاء المسلمين خلال خمسة عشر عاماً، وتباهى بخطته هذه أمام الكونغرس الأمريكي. حيث أمر أن تستباح دماء المسلمين لأقل سبب، فقد وُجد شرطي قتيلاً قرب قرية مسلمة، فأرسلت الحكومة كتيبة كاملة قتلت أهل القرية كلهم وأحرقتهم مع قريتهم، ثم تبين أن القاتل هو صديق المقتول، الذي اعتدى على زوجته حاول أحد العلماء واسمه الشيخ عبد القادر أن يثور على هذه الإبادة فجمع الرجال، واختفى في الغابات، فجمعت الحكومة أطفالهم ونساءهم وشيوخهم في أكواخٍ من الحشيش والقصب، وسَكبت عليهم البنزين وأحرقتهم جميعاً}.
ويسهب الكاتب في الوصف فيقول: { ومن قبضت عليه الحكومة من الثوار كانت تعذبه عذاباً رهيباً قبل قتله، من ذلك إطفاء السجائر في عينيه وأذنيه، وهتك عرض بناته وزوجته وأخواته أمام عينيه، ودق خصيتيه بأعقاب البنادق .. وجره على الأسلاك الشائكة حتى يتفـتت، وإلقاؤه جريحاً قبل أن يموت لتأكله الحيوانات الجارحة، بعد أن تربطه بالسلاسل حتى لا يقاوم.
أصدر هيلاسيلاسى أمراً بإغلاق مدارس المسلمين وأمر بفتح مدارس مسيحية وأجبر المسلمين على إدخال أبنائهم فيها ليصبحوا مسيحيين. ولم يكتف بذلك بل بنى دوراً للعاهرات حول المساجد ومعها الحانات التي كان يسكر فيها الجنود، ثم يدخلون إلى المساجد ليبولوا بها ويتغوطوا ، وليراقصوا العاهرات فيها وهم سكارى{ .
ثم ينتقل الكاتب جلال العالم مستمعينا الكرام إلى ضحية أخرى وبلد أخر وهي بنغلادش, فيذكر النهب والقتل والتشريد والإبادة للعلماء والمثقفين خاصة, فيقول: { قتل الجيش الهندي الذي كان يقوده يهود, عشرة آلاف عالمٍ مسلم بعد انتصاره على جيش باكستان عام 1971, وقتل مائة ألف من طلبة المعاهد الإسلامية ، وموظفي الدولة ، وسجن خمسين ألف من العلماء وأساتذة الجامعات وقتل ربع مليون مسلم هندي هاجروا من الهند إلى باكستان قبل الحرب وسلب الجيش الهندي ما قيمته ( 30 ) مليار روبية من باكستان الشرقية.
وبعد كل هذا القتل والتعذيب لأمة الإسلام في شتى بقاع الأرض, ينتقل الكاتب إلى بث الأمل في الأمة من جديد ورفع معنوياتها, فيقول: { إنه بداية الخلاص إن شاء الله .. إنها سياط اليقظة التي ستُذهب نوم القرون، وتُخرج من تحت الأرض سكان القبور. وما ذلك على الله بعزيز}.
ويتساءل الكاتب سؤالا سرعان ما يجيب عليه فيقول: { هل مواقف الغرب وأتباعه التي رأيناها هي مواقف عاطفية استثنائية ؟!..}
ويأتي الجواب سريعاً : لا .. إنها مواقف مقررة مسبقاً في فكر الغرب وعقول قادته .. يمارسها الغربيون وأتباعهم عن تصميم واقتناع كامل، وبإرادة واعية تماماً , وعن عمدٍ .. ولماذا ذلك كله ... ؟!!...
هذا ما سنبينه بوضوح (والكلام ما زال للكاتب), هذا ما سنبينه بوضوح في هذه الدراسة التي سنبنيها على أقوال قادة الغرب فقط .. دون أن نُدخل فيها أي اجتهاد أو استنتاج لتسهل الحجة، ويظهر الحق، ويستنير طريق المضلِلين الذين يمارسون بأيديهم إبادة مقومات القوة في أممهم ليسهلوا على العدو الكبير المتربص التهامها.
وما أفظعها من مهمة يمارسها العملاء .. حين يدمرون أممهم، ثم يدفعونها في فم الغول الاستعماري البشع ... ليلتهمها ... فيا رب متى ينتبهون؟
مستمعينا الكرام:
لاحظنا في نهاية كلام الكاتب أنه يُلقي باللوم الشديد على ما أسماهم المضلِلين العملاء الذين سهلوا للكافر وزمرته احتلال بلاد المسلمين واستباحة بيضتهم, وإنها والله المعضلة, فقد استطاع الكاتب أن يضع يده على الداء, فما ذل قوم ولي أمرهم أماما يتقي الله فيهم, وصدق القائل: "ذل من لا سيف له".
مستمعينا الكرام:
وفي نهاية حلقتنا لهذا اليوم نترككم في رعاية الله وحفظه على أمل اللقاء بكم في الحلقة القادمة لنخوض في أقوال قادة الكفر وتصريحاتهم العدائية للإسلام وأهله, حتى ذلك الحين نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الرحمن المقدسي