الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

الأندلسُ الفردوسُ المفقودُ من الفتحِ إلى السقوطِ -ح8

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نلتقي وإياكم من جديد ومع سلسلتنا المتتابعة عن فتح الأندلس وسقوطها ، وقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن معركة وادي الرباط وكيف أن المسلمون أبلوا فيها بلاءً حسناً ، وكانت هذه المعركة بداية فتح بلاد الأندلس.

 

وكيف كان نصر الله سبحانه للمسلمين ، الفئة القليلة مقابل عدد العدو ، ولكن يأبى الله إلا وأن يحقق وعده بنصره للحق ، يقول الله تعالى : " إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ" آل عمران 160

 

ويقول أيضاً جلّ من قائل " إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ" الأنفال 65

 

واليوم بعد أن ولي علينا شرار الأمة اصبحنا كغثاء السيل ، مطمعاً لكل ناهب ، والأدهى والأمر ، أن من ولي علينا ينعق ليل نهار بعدم قدرتنا على هزيمة يهود أو أمريكا متذرعا بأوهن الحجج ، منها ، أننا لا نملك القوة على مواجهتهم ، فليس لدينا العتدة والعتاد ، بل يوصمون من يريد جهادهم بالجنون ، ناسين أو متناسين أن الغلبة ليست بالعدد ، وإن كان تجهيز العتاد والجنود مطلوباً ، ولكن النصر يكون من عند الله.

 

وشتان بين موقفهم وبين موقف خالد بن الوليد عندما قال  له رجل: ما أكثر الروم وأقل المسلمين! فقال خالد: ما أكثر المسلمين وأقل الروم، إنما تكثر الجنود بالنصر، وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال، والله لوددت أن الأشقر ( اسم فرس خالد ) براء، وأنهم أضعفوا ( أي: زادوا ) في العدد

 

ولو نظرنا إلى عدد جنودنا وعدتهم اليوم ، لاكتشفنا كذب اولئك الرويبضات 

 

فلو نظرنا إلى القوة العسكرية في تركيا على سبيل المثال ، والتي يتبجح حاكمها بمقاطعة اسرائيل لوجدنا أن   تركيا تمتلك 515,000 جندياً عسكرياً .

وتعد القوات المسلحة التركية ثاني اكبر جيش في حلف شمالي الأطلسي (ناتو) بعد الولايات المتحدة وهي ثامن أكبر جيش في العالم

وتنضوي تحت قيادة القوات البرية أربع قيادات للجيوش وقيادة لوجيستية وقيادة للتدريب الميداني وتأتي تركيبة القوات البرية على الشكل التالي:

4 جيوش ميدانية, 9 فيالق عسكرية, فرقة مشاة, فرقتا مشاة ميكانيكية, فرقة مدرعة, فرقة تدريب, 11 لواء مشاة ميكانيكية, 16لواء مشاة, 9 ألوية مدرعة, 5 ألوية مغاوير, لواء للملاحة والاستطلاع, لواءا مدفعية, 5ألوية تدريب, ولواء للمساعدة الانسانية.

اما قيادة القوات البحرية فتنضوي تحتها قيادة الأسطول والقيادة الميدانية للبحر الشمالي والقيادة الميدانية للبحر الجنوبي وقيادة التدريب والتمرين البحري. اما تركيبة القوات البحرية فهي على الشكل التالي:

13 غواصة18, فرقاطة6, سفن حربية20, كاسحة ألغام, و24 قارباً هجومياً. وينضوي تحت قيادة القوات الجوية التركية, قيادة القوة الأولى وقيادة القوة الثانية وقيادة التدريب الجوي والقيادة اللوجيستية.

 اما تركيبة القوات الجوية فهي على الشكل التالي:

- 19 سربا مقاتلا, سرب استطلاع, سرب ناقلات, 5 اسراب نقل, 3 اسراب بحث وانقاذ, 10 اسراب تدريب تقوم تركيا بانشاء صناعتها الدفاعية الخاصة لتحقق الاكتفاء الذاتي من ناحية صناعة الأسلحة, وهي تسعى ايضا الى الدخول في مشاريع انتاج اسلحة وانظمة تسلح مشتركة وذلك بالحصول على تراخيص انتاج من بلد المنشأ, الامر الذي يسمح بانتقال التكنولوجيا اليها, وهي باشرت بعض المشاريع الخاصة بها. 

هذا في تركيا فقط ، فهل يعقل أن لا نستطيع هزيمة الغرب وأعوانه ؟؟

نعود وإياكم مستمعينا الكرام إلى الأندلس وإلى النصر الكبير الذي أحرزه المسلمون في وادي برباط، بعد هذا النصر  ، وجد طارق بن زياد أن هذا الوقت هو أفضل الفرص لاستكمال الفتح وإمكان تحقيقه بأقل الخسائر؛ فانتصار المسلمين على القوط النصارى رغم قلة العدد بالنسبة إليهم ، جعل عند جيش المسلمين روح معنوية عالية ويقين بنصر الله لهم.

 وفي مقابل ذلك ما كان من أثر الهزيمة القاسية على القوط النصاري، والتي جسدت انعدام تلك الروح وفقدانها تماما فتفرق منهم الكثير؛ فأصبحت قوتهم من الضعف والهوان بمكان كبير.

 وقد وجد طارق بن زياد أن كون لذريق المستبد بعيدا عن الناس وعن التأثير فيهم؛ وذلك كونه قُتل أو فر، وكون الناس له كارهين- وجد أن في هذا فرصة كبيرة لأن يُعلّم الناس دين الله سبحانه وتعالى، ومن ثم فقد يقبلوه ويدخلون فيه.

ولم يضمن طارق بن زياد أن يظل يوليان صاحب سبتة على عهده معه مستقبلا؛ ومن ثم فعليه أن ينتهز هذه الفرصة ويدخل بلاد الأندلس مستكملا الفتح.

فأخذ طارق بن زياد جيشه بعد انتهاء المعركة مباشرة واتجه شمالا لفتح بقية بلاد الأندلس، فاتجه إلى إشبيلية وكانت أعظم مدن الجنوب على الإطلاق، وكانت تتميز بحصانتها وارتفاع أسوارها وقوة حاميتها، لكن رغم كل هذا فقد تحقق فيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يرويه البخاري عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً

ففتحت المدينة أبوابها للمسلمين دون قتال، وصالحت على الجزية، ولا بد هنا وقبل استكمال مسيرة الفتح من وقفة مع مصطلح الجزية لبيان كنهه وحقيقته والذي سيتم بيانه في الحلقة القادمة بإذن الله .

ولكن قبل الختام كان لا بد من عودة إلى واقعنا المرير وجبن الحكام الرويبضات وخوفهم على مصالحهم ومحاولاتهم الحثيثة بإقناع الأمة أنه لا طاقة لنا اليوم بأمريكا وجنودها ، تلك التي رأينا كفاءة مقاتليها  في أفغانستان والعراق والصومال أمام جزء يسير من المقاتلين دون دروع أو واقي رأس أو نظارات ومناظير متطورة ودون اتصال بالأقمار الصناعية ...

ناسين أو متناسين أن القوة الروحية التي يتمتع بها الجندي المسلم تجعل قوته المادية مضاعفة أضعافًا، وأنهم  ينتصرون بإيمانهم وعدتهم وليس بعدتهم وحدها.

فهذه الجيوش بحاجة الآن لقولة الله أكبر يطلقها خليفة معلنا الجهاد على الكفر وأهله ، نسأله تعالى أن يكون ذلك قريباً اللهم آمين

و نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع