بداية الكتاب
يقول سبحانه:(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (55).
ويقول صلوات الله وسلامه عليه: «تكونُ النُّـبُوَّةُ فيكمْ ما شاءَ اللّهُ أنْ تكون، ثمّ يرْفعُها اللّهُ إذا شاءَ أنْ يرْفَعَها. ثـُـمّ تكونُ خِلافةً على مِنهاج النبوَّة، فتكونُ ما شاءَ اللّهُ أنْ تكون، ثـُمّ يرْفعُها إذا شاءَ أنْ يرفعَها. ثـُمّ تكونُ مُلْكاً عاضّاً، فتكونُ ما شاءَ الله أنْ تكونَ، ثـُمّ يرفعُها إذا شاءَ الله أنْ يرفعَها. ثـُـمّ تكونُ مُلْكاً جَبريَّةً، فتكونُ ما شاءَ الله أنْ تكونَ، ثـُـمّ يرفعُها إذا شاءَ أنْ يرفعَها. ثـُـمّ تكونُ خِـلافـةً على مِنهـاج النُّـبُوَّة، ثم سكت» أخرجه أحمد.
إن المرء عندما يتلو هذه الآية الكريمة، ويتدبر الحديث الشريف...، ثم ينظر إلى تطلع الأمة للخلافة وتوقها لها، وإقبالها على الانضمام للعاملين لها، والتأييد اللافت للنظر للخلافة، وهو كذلك عندما ينظر إلى العمل الجاد المجد الخالص لله بإذنه سبحانه، الذي يقوم به حزب التحرير رغم ملاحقة الظالمين له، وما يلقاه من الظالمين من تعذيب أفضى ويفضي للاستشهاد، ومع ذلك فالحزب يغذ السير إلى الأمام دون أن يخشى في الله لومة لائم، عندما ينظر ويتدبر المرء هذا كله يستبشر بأن الفرج قريب، وأن النصر آتٍ بإذن الله لا ريب فيه... يستبشر بأن الخلافة الراشدة قد اقترب قدومها بعد طول غياب، وأنَّ عزّ المسلمين قد فتحت له الأبواب..
لقد دعا حزب التحرير في مناسبة الذكرى الأليمة السادسة والثمانين لقضاء المجرمين على الخلافة، دعا إلى مؤتمرات وندوات وأعمال عامة، وفق الظروف الممكنة، في جميع البلاد التي يعمل فيها الحزب، ورغم محاربة الحكام في بلاد المسلمين، وأسيادهم الكفار المستعمرين، رغم محاربة كل هؤلاء للخلافة فإن الناس قد أقبلوا على هذه المؤتمرات غير عابئين بالمضايقات والملاحقات ولا بالاعتقالات، وكان الحضور بالآلاف حتى إنه في بعضها جاوز المائة ألف كما في أندونيسيا وفي أخرى ناهز العشرين ألفاً كما في فلسطين...
وما كان لافتاً للنظر أن ليس فقط المسلمون في بلاد المسلمين هم المقبلين على الخلافة، بل كذلك المسلمون في بلاد الغرب (الجالية الإسلامية) كانوا كذلك...
|