البداية
ولأجل تصور محاولة الحزب لطرق باب المجتمع حتى يفتح له أو يفتحه، وإدراك حقيقة السير في المجتمع من أجل تغيير الأفكار الأساسية المتحكمة فيه، والأفكار العرضية الطاغية عليه وتحويل المشاعر السائدة فيه، لا بد من إدراك معنى المجتمع كما عرفه الحزب والوعي على واقع المجتمع في المنطقة التي اتخذها الحزب مجالًا له، إدراكًا ووعيًا تفصيليًا للكليات والجزئيات.
أما المجتمع فقد عرفه الحزب بأنه أناس وأفكار ومشاعر وأنظمة. وهذا التعريف عام، وهو نتيجة لدراسة واقع المجتمع من حيث هو مجتمع ولكن على اعتبار أن المجتمع الذي نريده هو مجتمع معين متميز عن غيره من المجتمعات. وبيان هذه الدراسة تفصيليًا: إن شخصًا مع شخص مع شخص يشكلون جماعة، فإذا وجدت بينهم علاقة دائمة صاروا مجتمعا بغض النظر عن كثرة عددهم أو قلته.
والذي أوجد هذه العلاقة بينهم هو المصلحة التي اندفع كل منهم للحصول عليها سواء أكانت هذه المصلحة جلب منفعة أو دفع مضرة. والذي يدفع الشخص للحصول على هذه المصلحة هو الطاقة الحيوية الموجودة في الإنسان تدفعه لإشباع غرائزه وحاجاته العضوية، فتحصل من هذه الطاقة مشاعر تكون هي الدافع المباشر. إلا أن هذا الدافع يكون في الحيوان سائرًا بالطاقة الحيوية والتجارب التي أجراها هو أو غيره. أما الإنسان فإنه يندفع للإشباع على الكيفية التي تمليها عليه مفاهيمه. فهذه المفاهيم تعين له نوع المشاعر التي تدفع، وكيفية السير. وبحسب هذه المفاهيم وتلك المشاعر ينظم مصالحه، فتوجد العلاقة بينه وبين غيره على أساس ما يحمل من أفكار ومشاعر وما يطبق من نظام. وعليه فالذي يجعل الجماعة من الناس مجتمعاً هو العلاقات التي تقوم بينهم. وعلى هذا فإن الدخول في المجتمع لا يعني إلا التعرض للعلاقات القائمة بين الناس في المجتمع.
|